قناة عشتار الفضائية
 

سيارة البابا فرنسيس في فلسطين تتحوّل إلى عيادة صحيّة لأطفال غزة

عشتارتيفي كوم- أبونا/

 

السيارة التي استخدمها البابا فرنسيس في فلسطين، ستتحول بحسب موافقته قبل أشهر، إلى سيارة طبية تقدم خدماتها الإنسانيّة في غزة. وقد تبنت كاريتاس القدس تحويلها إلى هذه الغاية النبيلة، تطبيقًا لوصية البابا العزيزة والتي تدل على تفكيره الدائم بالشعب المحتاج في غزة، لكل أنواع المساعدة.

لا يزال إرث البابا فرنسيس للسلام يتألق في عالمنا المثقل بالصراعات.

فالقرب الذي أظهره البابا الراحل للأكثر ضعفًا خلال رسالته الأرضيّة لا يزال يشعّ حتى بعد وفاته، وهذه المفاجأة الأخيرة ليست استثناءً: فسيارته البابويّة، التي لوّح منها وكان قريبًا من ملايين المؤمنين حول العالم، تُحوّل إلى وحدة صحيّة متنقلة لأطفال غزة.

 

أمنية أخيرة لأطفال غزة

كانت هذه أمنيته الأخيرة للشعب الذي أظهر له تضامنه طوال حبريته، وخاصةً في السنوات الأخيرة. وفي أشهره الأخيرة، عهد البابا بهذه المبادرة إلى كاريتاس القدس، في الأشهر التي سبقت وفاته، سعيًا للاستجابة للأزمة الإنسانية الطاحنة في غزة، حيث نزح ما يقرب من مليون طفل.

وفي خضم الحرب المروعة، والبنية التحتية المنهارة، ونظام الرعاية الصحية المتدهور، ونقص التعليم، فإنّ الأطفال هم أول من يدفع الثمن، حيث تُعرّض المجاعة والالتهابات وغيرها من الأمراض التي يُمكن الوقاية منها حياتهم للخطر. وقد دأب البابا فرنسيس على القول: "الأطفال ليسوا أرقامًا. إنهم وجوه. أسماء. قصص. وكل واحد منهم مقدّس"، وبهذه الهدية الأخيرة، تحولت كلماته إلى أفعال.

وكان البابا فرنسيس استخدم هذه السيارة خلال زيارته إلى فلسطين عام 2014، ويجري العمل الآن على تجهزيها بمعدات تشخيص وإسعاف لمساعدة المرضى الصغار في القطاع الفلسطيني، حيث تسبب الهجوم الإسرائيلي في تدهور الخدمات الصحيّة.

 

ليست مجرد سيارة

وقال بيتر برون، الأمين العام لكاريتاس السويد، التي تدعم المشروع: "هذا تدخل ملموس ومنقذ للحياة في وقت تشهد فيه المنظومة الصحيّة في غزة انهيارًا شبه كامل". وأضاف برون: "إنها ليست مجرد سيارة، بل رسالة مفادها أن العالم لم ينسَ أطفال غزة".

وستُجهّز الوحدة المتنقلة باختبارات سريعة لاكتشاف العدوى ولقاحات وأدوات تشخيص ومعدات تقطيب الجروح، وسيعمل بها طاقم طبي. وتعتزم كاريتاس القدس نشر العيادة في المناطق التي لا تتوفر فيها مرافق رعاية صحية عاملة بمجرد أن يصبح الوصول الإنساني إلى غزة ممكنًا.

وتوجد في رعيّة مسيحية صغيرة، حيث كان البابا فرنسيس يتصل بكنيسة العائلة المقدّسة الكاثوليكيّة في غزة يوميًا تقريبًا طوال معظم فترة الحرب التي بدأت في تشرين الأول 2023. وكان لدى البابا فرنسيس عدد من السيارات البابوية، لكن السيارة التي استخدمها في زيارته إلى فلسطين في أيار 2014 ظلت في المنطقة بعد عودته إلى الفاتيكان.