عشتارتيفي كوم- الشرق/
في محاولة جديدة لتقليص عدد المقيمين غير الشرعيين بالولايات المتحدة، أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأميركية عن برنامج جديد، يمنح المهاجرين غير الشرعيين مبلغ ألف دولار ومساعدة على السفر، في حال قرروا مغادرة البلاد طواعية.
وجاء في بيان رسمي أصدرته الوزارة، الاثنين، أن المهاجرين الذين يستخدمون تطبيق CBP Home للإبلاغ عن مغادرتهم الطوعية "سيحصلون على دعم لتسهيل رحلتهم إلى بلدهم الأم، إضافة إلى مبلغ ألف دولار يُدفع بعد التأكد من مغادرتهم عبر التطبيق"، بحسب شبكة NBCNEWS.
ويأتي هذا الإعلان في ظل ثبات معدلات الترحيل خلال الـ100 يوم الأولى من ولاية الرئيس دونالد ترمب، رغم وعوده الانتخابية بتنفيذ حملات ترحيل جماعية فور توليه المنصب.
وتجنب متحدثو وزارة الأمن الداخلي تقديم تفاصيل بشأن آلية صرف المبلغ المالي، أو الشروط التي يجب توفرها لإثبات أن الشخص قد غادر الولايات المتحدة فعلياً.
وكانت المتحدثة باسم الوزارة تريشيا ماكلوجلين، قد ذكرت في تصريحات سابقة أن "المستخدمين يجب أن يقدموا بيانات شخصية ووثائق وصوراً للوجه، إضافة إلى تحديد الموقع الجغرافي عبر التطبيق"، مؤكدة أن "التطبيق لا يُفعل إلا بعد أن يكون الشخص على بعد 3 أميال على الأقل خارج حدود الولايات المتحدة".
الترحيل الطوعي
وفي بيان صحافي، وصفت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم الترحيل الطوعي بأنه "الخيار الأفضل والأكثر أماناً وفعالية من حيث التكلفة لتجنب الاعتقال".
ووفقاً للوزارة، فإن ترحيل شخص واحد يكلف الحكومة الأميركية 17 ألفاً و121 دولاراً، بينما يمكن أن يساهم برنامج الترحيل الطوعي في خفض هذه الكلفة بنسبة تصل إلى 70%.
وبحسب معهد سياسة الهجرة في واشنطن، استخدم أكثر من 5 آلاف مهاجر حتى الآن تطبيق CBP Home للإبلاغ عن نيتهم مغادرة الولايات المتحدة طوعاً.
كما أظهرت بيانات من شركة Appfigures المتخصصة في تتبع تحميلات التطبيقات أن "التطبيق يُحمّل بمعدل 1500 مرة يومياً، ووصل عدد تحميلاته منذ بداية 2025 إلى 300 ألف".
وكانت إدارة ترمب قد أعادت تصميم تطبيق CBP One الذي أُطلق في عهد بايدن، لتسهيل طلبات اللجوء، وأعادت إطلاقه باسم CBP Home مضيفة "ميزة جديدة تتيح الإبلاغ الذاتي عن المغادرة".
تطوير التطبيق
ورصدت الإدارة مبلغ 200 مليون دولار لتطوير التطبيق وإطلاق حملة إعلانية واسعة شاركت فيها الوزيرة نويم، إذ استهدفت المهاجرين غير الشرعيين داخل الولايات المتحدة وخارجها، لا سيما في المكسيك، ودعتهم إلى مغادرة البلاد بطريقة منظمة.
وأشارت الوزارة إلى أن من يسجلون نيتهم بالمغادرة عبر التطبيق سيتم تقليل أولوية توقيفهم وترحيلهم طالما يظهرون التزاماً جاداً بإتمام المغادرة.
كما أوضحت أن الترحيل الذاتي قد يساعد في الحفاظ على خيار العودة القانونية إلى الولايات المتحدة مستقبلاً، وهي النقطة التي ركزت عليها الحملة الإعلامية الرسمية.
لكن خبراء الهجرة وجهات مدافعة عن حقوق المهاجرين حذروا من إعطاء آمال كاذبة، بشأن إمكانية العودة، إذ قالت هايدي ألتمان، نائبة رئيس السياسات في المركز الوطني لقانون الهجرة، إن "استخدام كلمة قد يفتح الباب أمام الوعود الغامضة"، مضيفة أن "كثيرين ممن يغادرون قد يُمنعون من العودة لسنوات، إن لم يكن للأبد".
ووصفت البرنامج بأنه "يفرض على المهاجرين مغادرة منازلهم وأحبّائهم بطريقة تنطوي على كلفة سياسية وأخلاقية واقتصادية".
|