نصف المسيحيين العراقيين الذين كان عددهم يبلغ في العراق
اكثر من مليون نسمةقبل الغزو الامريكي عام 2003 قد فروا من العراق. وسيهرب
معظم المتبقين اذا استطاعوا الهروب و وجدوا بلدا اخر مستعد لاستقبالهم وحمايتهم ..
تتفق تقريبا جميعمنظمات حقوق الانسانوالعديد من
البرلماناتعلى ان الذي يجري في العراق هو تطهير عرقي وديني . لم يعد
مرحبا بغير المسلمين في معضم انحاء العراق. عمليات الاختطافوالاغتصابوالاعدامات اصبحت جزءا من الحياة اليومية لغير المسلمين.. وقد قصفت 60
كنيسة ، احيانا بشكل منظمفي نفس اليوم والتوقيتفي مناطق مختلفة من البلد. تستمرالهجمات ضد المسيحيين العراقيين في
يوم السبت الماضي وقعت واحدة من اسوأ الهجمات: حافلات مكتظة
بالطلبة المسيحيين الاشورين، هوجمت بين نقطتي تفتيش، وبالضبط في المكان الذي من
المفترض ان يكون آمنا فجرت قنبلتين. في ليلة السبت حصلت على تسجيل فيديو مصور عن
طريق هاتف خلوي، تظهر فيه احدى المستشفيات التي استقبلت الطلبة المصابين
والمشوهين. انتم الذين تتحملون رؤية المشاهد المؤلمة يمكنكم مشاهدة المقاطع
المؤلمة في اليوتوب"
Attacks on Assyrian Christians- Bus Bombings in Mosul". وكانت ساندي شبيب هادي البالغة من العمر 19 ربيعا احدى ضحايا الحادث
والتي اصيبت بجروح بالغةوبالرغم من الجهود الحثيثة لانقاذها الا انها فارقت
الحياة لاحقا في احدى مستشفيات الموصل، جاء ذلك في الموقع الاخباري عنكاوا دوت كوم. يوجد في السويد عدة آلاف من المسيحيين العراقيين
المختبئين الذين رفضت طلبات لجوئهم واقامتهم. الشرطة السويدية تحاول صيد هؤلاء ،
وعندما يتم القبض عليهميتم توقيفهماو وضعهم في مركز الحجز التابعة
لدائرة الهجرة الى ان يتم ايجاد طائرةلارسالهم الى بغداد.. تريد الشرطة
السويدية ابعادهم تحديدا الى المدينة التي سيتم فيها ذبحهمبسبب معتقداتهماو قوميتهم. لقد تابعت لمدة سنتينحوالي ثلاثين شخصا
ابعدوا قسريا، تقريبا كلهم هربوا مرة اخرى. لم اتمكن من الاتصال باربعة منهم، ولا
حتى عوائلهم، لا انا ولا حتى محاميهم نعلم ما الذي جرى لهم. في بداية الاسبوع
الماضي اتصل بي احد احد اللاجئين من الذين اساعدهم على الاختفاء وقال:" راجعت احدى النساء الحوامل المستشفى لغرض الولادة، لكنهم رفضوا
استقبالها، يجب عليها ان تدفع 50الف كرونةلكي يتم اجراء
العملية القيصرية لها، وهي لاتمتلك هذا المبلغ". وبعد ذلكبيومينقامت منظمةالاطباء في العالم( التي تساعد
اللاجئين المختبئين) بترتيب رعاية صحية مجانيةللمرأة الحامل.. تكلمنا انا وزوج المرأة الحامل حول الاثار المترتبة على
الحرب على العراقوالتعامل المضحك للسطات السويدية مع الذين هربوا لانقاذ
حياتهم. واظهر لي صورة لاخيه" انهم لايعيرون اي اهتمام مهما قدمت من اثباتات
لدائرة الهجرة محكمة الهجرة: على سبيل المثال رسالة تهديدوقائمة باسماء الاشخاص الذين سيتم اعدامهم. لقد ابعدوه الى
العراقرغم ذلك. وبعد وقت قصير من وصوله الى بغداد اختطفمن قبل نفس الحركة
الاسلاميةالتي تكلم عنها لدائرة الهجرة . وافرجت تلك المجموعة عنه وهو على شكل
جثة" في يوم 4 ايار/ مايو كنت في المكتب الرئيسي لدائرة الهجرة
في نورشوبينغ. كان فريدريك بايير رئيس اركان الدائرة المذكورة قد استدعى عددا من النشطاء
السويديين والكنيسة الشرقيةالى اجتماع، كان من ضمنهم مطران
الكنيسة الشرقية مار اوديشو اورها ومن الكنيسة السويدية القس هنريك تورنكفيست..
هذا لاننا ، انا وفريق العمل ، كنا قد جمعنا 88 قضية (حالة) تتعلق بالمسيحيين العراقيين، الذين حصلوا سابقا على رفض طلباتهم. يريدرئيس ادارة الموظفين في دائرة الهجرةتدقيق تلك القضايالمعرفة ما اذا كان هناك اي خطأ قد ارتكب من جانب السلطات السويديةفي قضية المسيحيين العراقيين . لكن لم يتم اكتشاف هكذا اخطاء. يقول
بايير
" قسم منهم بقي في العرق مختفيا بعد تعرضه للتهديد".
واجبته انا : صحيح انهم هربوا من بيتهملكي يختفوا لدى اقاربهمومعارفهمالى ان يعثروا عل مهربيساعدهم على الفرارمن العراق. لكن الذين اختبئوا عندهم اضطروا ايضا الى الهرب بعد افتضاح
امرهم. واصر الاشخاص الاربعة الذين مثلوا دائرة الهجرةيوم الثلاثاء الماضي قائلين " لقد بقي هؤلاء في مناطقهم الجغرافية
مدة بعد تعرضهم للخطر" انه اللعب بالكلمات. وقال مدير الشؤون القانونية في
دائرة الهجرة ميكائيل ريبنفيك" مع تحسن الاوضاع بالنسبة
لعموم العراقيين المسلمين، اصبح وضع الاقليات اكثر سوءا" ويبدو ان ذلك
لايساعد اولائك الذين يختبئون في السويد لكي يسمح لهم بالبقاء ،واضاف، لم يرى
المرء ان خوف هؤلاء له مايبرره. له مايبرره؟؟ لم يحصل ان حكماو القي القبض على
مجرم، ولا احد من الذين خطفوا، او اغتصبوا او قتلوا غير المسلمين في العراق.
وللبلد الان دستور مبني على تفسير القرآن . خلال فترة حكم نظام صدام حسينحصل تقريبا جميع من طلبوا اللجوء على حق الاقامة في السويد. كنا نعرف
جميعا انه كان دكتاتورا وحشيا وكان الناس بحاجة الى الحماية منه. واليوميحصل الاكثرية على رفض . اليوم
عندما اصبح وضع غير مسلمين في العراق اسوأ من السابق ، نبعدهم، نعيدهم الى بلدهم.
هنا، انا لااستطيع فهم المعادلة. لاترى دائرة الهجرة انه تجري هناك عملية اضطهاد منهجي.
بالرغم من ان جميع المحافل المحليو والدولية ، هؤلاء الذين يعتبرون خبراء في
العالم ، يرون انه يوجد هناك اضطهاد منهجي. عندما اتحدث عن الناس الذين طردوا من
السويد ، الذينتمكنوا من الفرار مرة اخرىوالعودة الى سوريا
او الدول الاخرى المجاورة للعراق ، ويحصلوا بعد ذلك على صفة لاجيء من منظمة
الاجئين التابعة للامم المتحدة ، عندئذ لن يكون للقرار علاقة بالقرار السويدي. عندما اتحدث الى زملائي الصحفيين وقد سجلت شريطا لاحد
موظفي دائرة الهجرة يطلب فيه من المسيحيين العراقيينالفرار مرة اخرى بعد
العودة الى العراق، يحمر وجه بايير : " اذا سمعتم شيء من هذا القبيل سنكون
شاكرين لكم ان ابلغتمونا، انه سلوك غير اخلاقيونريد نعرف بسرور من
الذي تصرف بهذه الطريقة"
انا توصلت الى نتيجة مفادها ان بايير يعتبر انقاذ ارواح
الناس عمل غير اخلاقي. عدد كبير من موظفي دائرة الهجرة المسؤولين عن اعادة
المسيحيين الى العراق ، يعانون نفسيا، لانهم يعرفون انه كان يجب ان لايبعدوا هؤلاء
وبدلا من ذلك كان يجب حماية اللاجئيين. هكذا يبدو الحديث عن العودة" انا اعرف انه
سيكون صعب عليك العودة الى العراقلكني يجب ان اقول الحقيقة كما هي.
اذا لم توافق على ابعادك الى شمال العراق حيث الوضع هناك هاديء نسبيا، سنضطر الى
تقديم القضية الى الشرطة. سيقوم هؤلاء بعد ذلك باصطيادك، باعتقالك، وضعك في الحجز
، وارغامك على ركوب طائرة تأخذك الى بغداد. نصيحتي لك هي ان توافق على تنفيذ
القرار طوعيا ، عندئذ ستحصل على ثلاثين الف كرونة كرسم اولي. خذ المبلغواهرب بعد ذلك الى سوريا". انه يعتبره يعتبره اشخاص مثل بايير غير
اخلاقي . انا اخبيء اللاجئيين ، من المؤكد ان وزير الهجرة توبياس
بيلستروم فعلي هذا انه غير اخلاقي. حسنأ، اذن علي ان اواجه العقوبة. انا فخور لاني
استطيع تقديم المساعدة. وانا اريد باستمرار ان اكون فخورا بالسويد التي كانت في
فترة سابقة ، البلد الاكثر ترحيبابين البلدان الغربية بالمسيحيين
العراقيين. انا اشعر بالخجل من الوضع الحالي (الغير اخلاقي) . ان القانون الجائر
ليس قانونا.
وردا علىردة فعلي على ماقاله بايير حول
الموظف في دائرة الهجرة الذيوجد ان تصرفه غير اخلاقي. كتب لي
بعد ذلك : " ان ردة فعلي على معلوماتكحول ماقاله الموظف
في دائرة الهجرة، انه ليس من ضمن مهامه ان ينصح طالب اللجوء المعني كيف يتصرف
مستقبلا بعد عودته، لانه لايمكننا التدخل في حياة طالبي اللجوء بعد مغادرتهم
الاراضي السويدية"
لا، لكن لايمكننا القول ( لاتعيدوهملان هناك خطورة قد
يتعرضون لها وهي قطع رؤوسهم ). اثناء كتابتي لهذا النص ، قاطعني احد المسيحيين
العراقيينمن الذين يختبئون، كان قد حصل للتو على رفض من محكمة الهجرة. لقد قطع
راس اخيهامام عينيه ،افرج عنه الاسلاميون لاحقالكي يخبر المسيحيين
الاخرينحول ما جرى معه. وقد صور الارهابيين طريقة القتل الوحشية لاخيه، والفلم
متاح للمشاهدة على اليوتوب. شاهد على شيء فظيع، والرجل ايضا موجود ضمن قائمة
الموت، والسويد تريد اعادته الى بلده. طلب عضوان في مجلس الوزراء العراقيمن خلال وسائل
الاعلاممن السويد ان توقف اعادة الاشخاص الى العراق لانه لايمكن حمايتهم. اذن
لماذا تفعلون ذلك؟ لايكفي ان اقول ان القانون لايكفي، يجب ان نعمل على تغيير
القانون! اقول للمجتمع الدولى: احموا غير المسلمين في العراق
قبل فوات الاوان! يتركز معضمهم في الاجزاء الشماليةمن البلاد، فيما
يسمى بسهل نينوى، يجب ان يكون هذا السهل منطقة حماية لهم. كم هو عدد الذين يجب ان
يموتوا؟ كم عدد الذين يجب ان يفروا ؟ يجب على الولايات المتحدة ان تتحمل
مسؤوليتها، كما يجب ذلك ايضا على الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي.
دعا الصحفي والكاتب نوري كينو العديد من منظمات حقوق
الانسانوالخبراءلدراسة عواقب الحرب في العراق. وانتج كينو حول هذا
الموضوع ستة برامج وثائقية للراديو،فلمين وثائقين للتلفزيون، كتب
كتابا عبارة عن ريبورتاج، وسيصدر في الخريف المقبل رواية مشوقةتحت عنوان" الحدود هي اليوم" والتي كتبها مشاركة مع الصحفي
الامريكيدافيد كوشنر. كما تحدث كينو عن الحرب ووضع غير المسلمين في العراق ايضافي عدة جامعاتوبرلمانات.
نشر هذا التقرير الصحفي في جريدة اكسبرسن المسائية والذي
اعده وكتبه الصحفي (نوري كينو) وهو احد الصحفيين السويديين والذي ينتمي الى شعبنا
الكلداني السرياني الاشوري