قناة عشتار الفضائية
 

داعش تخطط للسيطرة على سد الموصل.. وإعادة إغلاق الفرات يهدد أحياء الفلوجة

عشتارتيفي كوم/ المدى

كشف مسؤول في محافظة نينوى، امس الاثنين، عن تقارير تفيد بأن "داعش" تحاول السيطرة على سد الموصل بعد ان اقتربت الى مناطق لا تبعد عنه سوى 30 كلم. واشار الى ان "داعش" باتت تستخدم سلاح المياه لتحقيق انتصارات باقل الخسائر. الى ذلك اعاد مسلحون، وللمرة الثانية، اغلاق سد الفرات الامر الذي يهدد بإغراق عدد من احياء مدينة الفلوجة.

ويبدي العديد من المراقبين الأمنيين خشيتهم من تبني التنظيمات الارهابية لاستراتيجية جديدة تقوم على استهداف منشآت البنى التحتية قد تصل الى السيطرة على آبار النفط ومصافي البترول، لا سيما بعد قيامها بنسف عشرات الجسور في محافظة الانبار خلال الأشهر الأربعة الماضية.

وفي هذا السياق، كشف احمد يوسف، قائممقام قضاء البعاج التابع لمحافظة نينوى، عن "سيطرة المجاميع الارهابية المتمثلة بعناصر داعش على منطقة الجزيرة المجاورة لمدينة البعاج، وتحديدا عند الحدود الادارية الفاصلة مع محافظة الانبار والشريط الحدودي السوري".

واوضح يوسف، في اتصال هاتفي مع "المدى" امس، ان "الجزيرة غير مأهولة بالسكان مما يدفع بالقوات الامنية لتطهيرها بين فترة وأخرى عن طريق الدوريات لكنها لا تقوم بمسك الارض وتكتفي بتنفيذ واجبات عادة ما تكون ليومين او لثلاثة ايام ثم العودة إلى معسكراتها".

واضاف قائممقام البعاج بالقول ان "الجزيرة منطقة مفتوحة تحدها ثلاث محافظات هي الانبار وصلاح الدين ونينوى"، مشيرا الى "وجود تقارير أمنية وصلتنا مؤخرا رصدت تحركات عناصر داعش وعددهم والمركبات التي يستقلونها في منطقة الجزيرة"، مشيرا الى انهم "يستخدمون عشر سيارات لتنقلهم من منطقة الى أخرى في داخل مدينة الموصل وخارجها"، مبينا أن "كل هذه السيارات من طراز الدفع الرباعي ذات المواصفات الحديثة، واغلبها من موديل 2013".

وعن خارطة تحرك عناصر داعش، يوضح المسؤول في قضاء البعاج قائلا ان "منطقة الجزيرة تبعد عن مركز مدينة الموصل حوالي 120 كم"، منوها إلى أن "هناك مجموعة أخرى من تنظيمات داعش الارهابية تسيطر على منطقة جبلة السحاجي الوعرة التي تبعد عن سدة الموصل بحوالي 30 كم وعن مركز مدينة الموصل بـ15 كم".

ويوضح يوسف أن "منطقة جبلة السحاجي غير مسيطر عليها من قبل القوات الامنية مما يدفع بالمجاميع المسلحة لتنفيذ عملياتها الارهابية داخل مدينة الموصل والمناطق القريبة منها". وكشف عن ان "التقارير الامنية تؤكد ان عناصر داعش تريد الاستحواذ على سدة الموصل لكن هذا متوقف على قدرة قواتنا الامنية في الدفاع عن هذه المراكز الحيوية والمهمة".

ورأى يوسف ان "المجاميع الارهابية بدأت تستخدم حرب المياه من أجل كسب المعركة لصالحهم بأقل الخسائر"، منوها الى أن "حقول النفط تقع كما هو معلوم في منطقة عين زالة تحت حراسة البيشمركة والأسايش". وبالمقابل كشف مصدر في قيادة عمليات الانبار عن غرق مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية وبيوت المدنيين في منطقة الازركية شمالي الفلوجة على خلفية اغلاق تنظيم داعش لسدة الفلوجة للمرة الثانية، مبينا أن الأسر في حي الجولان والأندلس والأزركية القريبة من نهر الفرات هربت خوفاً من غرق منازلها.

وقال المصدر في حديث الى (المدى برس)، إن "عناصر من تنظيم داعش أغلقوا للمرة الثانية سدة الفلوجة الواقعة بين منطقة العامرية واجبيل جنوبي الفلوجة، مما أسفر عن غرق مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية ومنازل المدنيين وتركهم منازلهم شمالي الفلوجة الى منطقة أخرى".

وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن "مناسيب نهر الفرات في الفلوجة ارتفعت بشكل مخيف مع إغلاق سدة الفلوجة وفتح بوابات سد حديثة غرب الأنبار وسد الورار شمالي الرمادي من قبل القوات الامنية من دون معرفة اسباب فتح البوابات وبشكل كامل".

واشار المصدر الى أن "عوائل الفلوجة في أحياء الجولان والأندلس والازركية القريبة من نهر الفرات هربت خوفاً من غرق منازلها جراء ارتفاع مناسيب المياه في النهر".

ومن جهته، اوضح النائب عن محافظة الانبار كامل الدليمي في تصريح لـ"المدى"، أن "معركة الانبار ضد داعش بدأت تأخذ منحى آخر بعد الفشل في كسب ود العشائر في التصدي للمجاميع المسلحة". وبين الدليمي ان "قوات الجيش غير مهيأة لخوض حرب العصابات او المدن او الشوارع"، لافتا إلى ان "ادارة المعركة لا تقتصر فقط داخل المعركة بل ما نحتاجه هو إدارة حوارية في إيجاد مخارج ومنافذ للمشكلة لكسب الكثير من الناس والعشائر إلى جانبنا". وأوضح أن "الامور في محافظة الانبار تتجه نحو الأسوأ".