قناة عشتار الفضائية
 

الرسالة الرعوية لقداسة البطريرك مار أدى الثاني للتهنئة بعيد القيامة المجيدة

عشتارتيفي كوم- بطريركية الكنيسة الشرقية القديمة/ مكتب الإعلام


وجّه قداسة البطريرك مار أدى الثاني رئيس الكنيسة الشرقية القديمة في العراق والعالم رسالة تهنئة إلى أبناء الكنيسة بمناسبة عيد القيامة المجيدة، أدناه نص الرسالة باللغة السريانية، يليه الترجمة العربية للرسالة:

 

إلى أخوتنا في الخدمة الروحية: الرعاة الأجلاء.. الكهنة المختارون.. الشمامسة الموقرون، أبناء كنيستنا الأحباء في وطننا المبارك بين النهرين وباقي بلدان العالم:

تقبلوا سلامنا ومحبتنا في الرب.. مع صلواتنا وابتهالاتنا أن تكونوا بصحة طيبة أبناء مؤمنين محفوظين بنعة الرب الإله لاسمه المجد والرفعة.

عند ميلاد الرب يسوع المسيح في بيت لحم، سبّحت ملائكة السماء: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر.. لوقا 2: 13"، وعند قيامته له المجد من بين الأموات، قالت الملائكة للنسوة: "لماذا تبحثن عن الحي بين الأموات؟، إنه ليس هنا.. لقد قام، أذكرن كلامه لكُنّ وهو في الجليل حين قال: يجب أن يسلم ابن الإنسان إلى أيدي الخاطئين ويصلب، وفي اليوم الثالث يقوم.. لوقا 24 : 5 ـ 7".

وبهذه القيامة المجيدة توج الله الآب تدبيره الإلهي الذي أعده لخلاصنا نحن البشر من الخطيئة والموت، والذي بدأه بإرسال الأنبياء وصولا إلى تمام الأزمنة فحل بيننا بكلمتة المتجسدة ليصير بشرا مثلنا لكن دون خطيئة.. ليعلم البشرية طريق الخلاص ثم يفديها بجسده القدوس ودمه الطاهر.. ليحمل خطايانا على خشبة الصليب ومن ثم في القبر.. ثم يقوم من بين الأموات منتصرا على الخطيئة والموت.. ليمنحنا الأمل والرجاء أن ننال نحن أيضا هذه القيامة إلى حياة أبدية طاهرة مقدسة.

هذه القيامة التي يكون نيلنا لها بوسيلة واحدة فقط.. هي الإيمان بالمخلص الذي قال: "أنا هو القيامة والحياة.. من آمن بي وإن مات فسيحيا.. يو11 : 25".

وإذ نبارك لكم اليوم احتفالكم بهذا العيد العظيم.. ونقول: قيامة الرب مباركة عليكم جميعا وكل عام وأنتم بخير وسرور، نجدد التأكيد بأن القيامة هي الأساس الذي قام عليه الإيمان المسيحي والصخرة التي بنيت عليها الكنيسة المقدسة، مثلما نؤكد مجددا إن الاحتفال بعيد القيامة المجيدة وباقي الأعياد الربية، وإلى جانب وضع الزينة وإقامة المراسيم الاجتماعية الجميلة والطبيعية، يكون أيضا بضرورة الحضور إلى الكنيسة بشكل منتظم، والمشاركة في الصلوات والقداديس وتناول القربان المقدس.. والاستماع إلى كلمة الرب على الدوام، وتجسيد إيماننا في حياتنا اليومية بالمحبة الصادقة والتسامح والأفعال الطيبة والحسنة التي تعلمناها من المخلص ورسالته المقدسة، والالتزام بتعاليمه وحفظ وصاياه كما قال لتلاميذه: "دُفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمذوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به، وها أنا معكم كل الأيام وحتى انقضاء الدهر.. مت 28 : 18 ـ 20".

 

أحباؤنا في الرب:

إذ ينعم الرب علينا وعليكم أن نحتفل اليوم مجددا بهذا العيد المقدس.. لا ننسى أن نتوجه إليه بالصلاة والابتهال والدعاء أن يحفظ أبناء كنيستنا في الوطن الأم العراق وكذلك في سوريا العزيزة حيث الاضطراب الأمني وأعمال العنف التي تتسب بضيقات ومعاناة.. ويحفظ أبناء كنيستنا في عموم بلدان الاغتراب.

نبتهل إلى الرب أن يحفظ المؤمنين أبناء المعمودية المقدسة جميعا.. ويحفظ عموم أبناء شعبنا العراقي بكل مكوناته الكريمة.. وينعم عليه بالمزيد من الأمن والاستقرار، وعلى البشرية كلها بالسلام والطمأنينة. 

وفي الختام.. نكرر مباركة هذا العيد العظيم لكم جميعا.. مبتهلين إلى الرب أن يرعاكم ويحفظم نفسا وروحا وجسدا.. وأن تحتفلوا بهذا العيد والأعياد القادمة.. بالخير والبركة والسرور. قام الرب.. قيامة وحياة وتجدد لكم جميعا.. وكل عام وأنتم تنعمون بالخير.

 

 

كتب في قلايتنا البطريركية ببغداد

نيسان 2014

أدى الثاني

بالنعمة: بطريرك جاثليق الكنيسة الشرقية القديمة

في العراق والعالم