قناة عشتار الفضائية
 

مسيحيو بغداد يؤكدون تمسكهم بالعراق في عيد القيامة


عشتارتيفي كوم- المدى برس/

احتفل المسيحيون في العاصمة بغداد، امس الأحد، بعيد القيامة، وأكدوا انه عيدٌ يبشر بالحياة بالرغم من المآسي التي يمر بها العراق، وفيما دعوا الى "عدم هجرة العراق" والتمسك به، اعرب السفير الإماراتي في العراق عبد الله ابراهيم عن امله بان يتحقق الأمن والاستقرار في العراق ليعم جميع الطوائف دون استثناء. 

وقال راعي كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك المنسنيور بيوس قاشا في حديث الى (المدى برس) على هامش احتفال كنسية مار يوسف الكائنة في منطقة المنصور، غربي بغداد، إن "هذا العيد يبشرنا بالحياة والجميع يبحث عن هذه الحياة رغم المآسي التي تمر بنا لكن لازال الرجاء والأمل فينا وهذا ما تعلمناه من المسيح ان نكون أحياء من اجل الآخرين في الخدمة والعطاء ونعطي السلام كما هي في القران الكريم والإنجيل السلام عليكم".

وأضاف قاشا "سأنتهز هذا اليوم من اجل ان اصلي لان تكون انتخاباتنا العراقية المقبلة انتخابات حرة يتواجد فيها الأكفاء لخدمة بلدنا العزيز"، مشيرا إلى أن "زيارة ممثل زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم وحضور السفير الإماراتي ووفد من وزارة الثقافة والهلال الأحمر تعطي عدة معان منها اننا نتناسى القوميات سُنة وشيعة ومسيحا وصابئة وغيرها من القوميات والأديان وان نتذكر شيئا واحدا هو عراقيتنا ووطننا".

ودعا قاشا جميع المسيحيين في العراق إلى "التمسك بالعراق وعدم الهجرة لأننا أبناء هذا البلد الغالي".

يشار الى أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستجرى، في الثلاثين من نيسان الحالي، وأن آخر موعد لتوزيع البطاقات الالكترونية الخاصة بالاقتراع هو العشرون من الشهر الحالي، وأن العدد الكلي للناخبين الذين يحق لهم الاشتراك في الانتخابات يبلغ 21 مليونا و592 ألفا و882 شخصاً.

من جانبه قال ممثل مكتب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي إحسان الحكيم في حديث الى (المدى برس) "تعودنا دائما ان نحضر هذه المناسبات الدينية المهمة لنعطي رسالة التعايش في هذا البلد الذي يحمل مجموعة كبيرة والوانا منوعة من المذاهب المختلفة التي تمثل باقة الورد العراقية " ، لافتا الى انهم "يزوروننا ونزورهم ونتواصل ويتواصلون معنا لأننا تحت سقف وطن واحد واسم واحد هو العراق".

وتابع الحكيم "هذا الوطن يحتاج لسواعد جميع أبنائه من اجل النهوض وإيصال سفينته الى بر الأمان".

بدوره قال السفير الإماراتي الشيخ عبد الله ابراهيم في حديث إلى (المدى برس)، إن "هذا الجمع الطيب بحد ذاته ومن مختلف المذاهب يعطي انطباعا مريحا وبالخصوص للمواطن العراقي بالألفة لكل هذه الأديان والمذاهب التي هي المطلوبة الآن"، مبينا ان "التقارب بين الأديان امر مطلوب ونحن اليوم سعدنا بلقائنا مع أخوتنا العراقيين من المسيح والمسلمين الذين حضروا احتفالات عيد القيامة".واعرب السفير الإماراتي عن تمنيه بأن "يتحقق الأمن والأمان لجميع العراقيين دون استثناء طائفة معينة".

ويبدأ المسيحيون الشرقيون التحضير لعيد القيامة بالصوم الكبير، يليه الأحد الذي يسمى بأسبوع الشعانين، والذي ينتهي بسبت لعازر الذي يشارف زمن الصوم الكبير على الانتهاء بحلوله، وبعد سبت لعازر يأتي أحد الشعانين، الأسبوع المقدس (أسبوع الآلام) ويتوقف الصوم بعد الاحتفال الكنسي "اللتورجي"، ويلي عيد القيامة أسبوع النور (أسبوع الحواريين).

اما المسيحيون الرومان الكاثوليك واللوثريين والانجليكان فيحتفلون بقيامة المسيح في ليلة سبت النور في أهم احتفالية كنسية من السنة كلها، تبدأ في الظلام وحول لهب النار الفصحية المقدسة، حيث يتم إيقاد شمعة كبيرة تدل على قيامة المسيح وتنشد الترانيم ثم تقرأ أجزاء من العهد القديم من الكتاب المقدس، كقراءة قصة الخلق وتضحية اسحق، وعبور البحر الأحمر والتنبؤ بقدوم المسيح، تتبعها تلاوة ترنيم الهليلويا وقراءة إنجيل القيامة.

وانخفضت أعداد المسيحيين في العراق بعد حرب العام 2003 بحسب إحصاءات غير رسمية، من 1.5 مليون إلى نصف المليون، بسبب هجرة عدد كبير منهم إلى خارج العراق وتعرض العديد إلى الهجمات في عموم مناطق العراق، خاصة في نينوى وبغداد وكركوك.

يذكر أن المسيحيين في العراق يتعرضون إلى أعمال عنف منذ عام 2003 في بغداد والموصل وكركوك والبصرة، من بينها حادثة خطف وقتل المطران الكلداني الكاثوليكي بولس فرج رحو في شهر آذار من العام 2008 بالإضافة إلى حادثة كنيسة سيدة النجاة في العام 2010.