قناة عشتار الفضائية
 

بيـــــــــان للمنظمة الاثورية الديمقراطية حول ذكرى مذابح الإبادة الجماعية (السيفو)

 عشتارتيفي كوم- خاص/

تحل الذكرى التاسعة والتسعون على مجازر الإبادة الجماعية (السيفو) التي تعرض لها شعبنا الكلداني السرياني الآشوري أثناء الحرب العالمية الأولى عام 1915 على يد السلطات العثمانية مستخدمةً فيها الجيش بالإضافة للفرق الحميدية التي انخرطت فيها بعض العشائر الكردية  والتركمانية والشيشانية, على أثر الفرمان السلطاني الذي نص على تهجير المسيحيين من مناطق التماس الساخنة الذي كان إيحاءً وقراراً في مضمونه من الحكومة العثمانية بقيادة جمعية الاتحاد والترقي (العنصرية) لإبادة الرعايا المسيحيين المنضوين تحت لواء السلطة العثمانية, بعد الأنكسارات والهزائم المتتالية التي تكبدتها القوات التركية ودول المحور.

 فكان سهلاً على السلطات العثمانية تحميل رعاياها المسيحيين وزر هزائمها وانكساراتها وذلك بإثارة وإذكاء الأحقاد والضغائن الدينية تجاه الأرمن والسريان واليونانيين البوتيين عند الغالبية المسلمة وعند الفرق العسكرية الحميدية التي تشكلت لتلك الغاية. وتنفيذا لشعار (تركيا للأتراك) الذي أطلقته جمعية الأتحاد والترقي حينها, قامت تلك القوات باقتراف أبشع وأشنع الأعمال الأجرامية على مر العصور بحق الأطفال والنساء والشيوخ والرجال أبناء الشعوب المسيحية المسالمة. جرائم يندى لها الجبين على مرأى ومسمع ممثلي وسفراء وقناصل الدول الغربية في حينها دون أن تحرك تلك الدول ساكناً لوقف تلك المجازر. إنها وصمة عار في تاريخ الإنسانية.

يستقبل شعبنا هذه الذكرى وهو يعلم أن تلك المذابح لم تكن الأولى منذ الاحتلال العثماني الغاشم ولم تكن الأخيرة والتي راح ضحيتها ما يقارب الخمسمائة ألف شهيد من أبنائه وتهجير ما يقارب مليون آخر من مناطق سكناهم التاريخية وموطنه الأصلي بيث نهرين إلى كافة أنحاء المعمورة.. وما تلاها من جرائم في سيميل وصوريا وكنيسة سيدة النجاة.. إلخ. ما هي إلا حلقات من المسلسل الرامي لإقتلاعه من جذوره. لا لشيء سوى لتمسك هذا الشعب بعقيدته السمحة والمسالمة وسعيه الدائم للحفاظ على هويته القومية المتجذرة في تاريخ المنطقة وانفتاحه على المدنية وإصراره على الاستمرار في ممارسة دوره الحضاري والتنويري الذي لم ينكفئ منذ ألفي عام تقريباً. وهو يدرك أيضاً بأن ما يتعرض له المسيحيين في سوريا خلال هذه الأزمة من عمليات خطف وقتل واعتقال واعتداء على الممتلكات والكنائس والأديرة ورموزه الدينية والمدنية ما هو إلا حلقة اخرى من حلقات هذا المسلسل الدامي، ومع ذلك لا زالت الغالبية العظمى من أبنائه مصرة على التشبث بجذورها وأرضها والدفاع عن إرثها ومعتقداتها وتاريخها في سبيل نيل حقوقها والوصول بسوريا إلى دولة مدنية علمانية تعددية ديمقراطية تشاركية مبنية على أسس العدل والمساواة وشرعة حقوق الإنسان تقر وتعترف بدستورها بالمساواة لكل مكوناتها في الحقوق والواجبات.

دأبت المنظمة الآثورية الديمقراطية ومنذ أمد بعيد في الوطن والمهجر على نفض الغبار عن هذه المذابح التي كاد العالم أن ينساها وتسليط الضوء على مأساة شعبنا في العصر الحديث من خلال طرق أبواب المنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية ومجالس برلمانات الدول المتحضرة من أجل الاعتراف بهذه المذابح وللوقوف على معاناة وآلام شعبنا ودعم مطالبه المشروعة في الضغط على الحكومة التركية وريثة العهدة العثمانية للتخلي عن صلفها وتعنتها وتنكرها بالاعتراف بهذه المذابح والمصالحة مع تاريخها الأسود وإعادة الأمور لنصابها. والاعتذار من كل الشعوب التي طالتها هذه المذابح وتحمل ما يترتب على ذلك من أعباء وواجبات وتعويضات.

عندما نستعيد ذاكرتنا التاريخية بمكوناتها وآلامها ليس من أجل استعادة الماضي بكل مأسيه ونكباته والبكاء على ضحايا المجازر وإنما لمطالبة الحكومة التركية بالاعتراف بهذه المذابح وضرورة أن تغتسل من آثام الماضي وما اقترفته بحق شعوب المنطقة وكذلك لإيقاظ الضمير العالمي إزاء ما يجري من جرائم شنيعة بحق العديد من شعوب العالم وخاصةً الشعب السوري بالعمل لوقف العنف والقتل والدمار الذي يتعرض له والدفع باتجاه الحل السياسي على أسس ومبادئ جنيف1.

 

الرحمة لشهدائنا على مر العصور ولشهداء الحرية في العالم أجمع.

الحرية لكافة المخطوفين ومن ضمنهم الحبرين الجليلين يوحنا إبراهيم وبولص يازجي.

الحرية لمعتقلي الرأي ومن ضمنهم الرفيق كبرئيل موشي كورية.

 

سوريا :22/4/2014    

 

   المنظمة الآثورية الديمقراطية  

 المكتب السياسي