قناة عشتار الفضائية
 

الأكراد مهتمون بالإنتخابات المحلية أكثر من اهتمامهم بالبرلمان في بغداد

عشتارتيفي كوم/ الحياة

عكست الحملات الإنتخابية في إقليم كردستان اهتماماً لافتاً للقوى المتنافسة على مقاعد مجالس المحافظة اكثر من اهتمامها بالانتخابات العامة، مع توقع حصول تغييرات في المعادلة السياسية خصوصاً في محافظة السليمانية.

ويخوض سكان الإقليم الانتخابات البرلمانية المقررة نهاية الشهر الجاري، بالتزامن مع انتخابات مجالس المحافظات الكردية، بعد تأجيل متكرر منذ عام 2005، بخلاف باقي المحافظات العراقية.

وتشهد الحملات الدعائية تنافساً شديداً على مقاعد المجالس المحلية، ويتوقع بعض المراقبين حصول تغييرات في موازين القوى، خصوصاً في محافظة السليمانية، بين «الاتحاد الوطني» بزعامة الرئيس جلال طالباني، وحركة «التغيير» المنشقة عنه، بزعامة نوشيروان مصطفى، التي تعتبر المحافظة التي يديرها حزب طالباني من حقها، بعد حصولها على المرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية في الإقليم.

وعن أسباب اشتداد المنافسة على المجالس المحلية، قال النائب عن كتلة الحزب «الديموقراطي» في برلمان الإقليم فرسد صوفي لـ»الحياة» إن «للعمليتين الانتخابيتين القدر ذاته من الأهمية، لكن لمنافسة تختلف من منطقة إلى أخرى على مستوى الحكومات المحلية، خصوصاً في السليمانية التي تشهد تجاذبات ومنافسة شديدة، إذ أن الاتحاد الوطني يستحوذ الآن على مجلس المحافظة، لكنه تراجع بشكل كبير في الانتخابات البرلمانية التي أُجريت في أيلول (سبتمبر) الماضي، وهناك توقع في أن تغير هذه الانتخابات المعادلة في المحافظة لصالح حركة التغيير»، وأضاف: «أعتقد بأن هذا التنافس في السليمانية يختلف عن اربيل ودهوك، حيث يحظى الحزب الديموقراطي بنفوذ كبير، ويبدو الأمر محسوماً لصالحه».

وتتميز الانتخابات في المناطق الكردية ببروز مرشحين جدد، خصوصاً من فئة الشباب، وغياب معظم الشخصيات المخضرمة. وشدد صوفي على أن «التنافس على مقاعد البرلمان لا يقل أهمية، ووعي الناخب بدأ يزداد إزاء الانتخابات، لذلك نجد أن غالبية الأحزاب ومن أجل مسايرة هذا الوعي، رشحت شخصيات ووجوهاً جديدة خصوصاً من فئة الشباب، أصحاب الكفاءات والتخصص».

وشهدت فترة الحملات الانتخابية في الإقليم انشقاقات في صفوف القوى المتنافسة، فقد أعلن العشرات من كوادر حزب طالباني في نينوى ودهوك الاستقالة والانضمام إلى حزب بارزاني، فيما استقال قياديون في حركة التغيير، وانضم بعضهم إلى حزب طالباني، وسط خلافات على تولي الحقائب الوزارية في الحكومة الكردية الجديدة.

من جانبه، قال النائب عن «التغيير» شيركو حمه أمين لـ»الحياة» إن «أهمية مجالس المحافظات تكمن في كونها سلطة ترتبط بشكل مباشر بحياة المواطنين من خدمات وغيرها، مع وجود رغبة لإنهاء حالة الفساد التي شابت العديد من المشاريع»، وأضاف ان «منافستنا لا ترتكز فقط على السليمانية، والدليل هو حصولنا على المرتبة الثانية في محافظة اربيل في انتخابات برلمان الإقليم التي أُجريت في أيلول الماضي، لكن اشتداد المنافسة في السليمانية مرتبط بطبيعة معادلتها السياسية».

وعن ظاهرة ترشيح وجوه جديدة قال إن «حركة التغيير كانت السباقة في طرح جيل جديد من الشباب في انتخابات عام 2009، ونحن مسرورون لأن ظاهرة ضخ دماء جديدة انتقلت إلى باقي الأحزاب، والتي ستساهم في إغناء التجربة الديموقراطية خصوصاً في الإقليم الذي عانى من مسؤولي السلطة السابقة، مع احترامي لمن عمل بإخلاص وكفاءة».

وكانت الايام السابقة شهدت حوادث اطلاق نار على مقر لحزب بارزاني في السليمانية، قابله اطلاق نار على مقر حزب طالباني في اربيل، ما يعكس توتر الاجواء بالتزامن مع الانتخابات.