قناة عشتار الفضائية
 

الارهابيون يسعون الى حرمان سكان بغداد من المياه

عشتارتيفي كوم/ الصباح

اكد مجلس محافظة بغداد ان عصابات “داعش” الارهابية تحاول قطع المياه عن سكان العاصمة ضمن محاولاتها الاجرامية لوقف عجلة الحياة كعادتها في البلاد، ما ادى الى شح مائي تضرر منه سكنة بغداد، داعيا الحكومة الى اتخاذ اجراءات عاجلة كون منابع نهري دجلة والفرات تقع ضمن تركيا المعادية بسياستها للبلاد.

حرب إرهابية

رئيس لجنة النزاهة في مجلس بغداد كامل الزيدي اوضح لـ”الصباح” ان عصابات “داعش” الارهابية تحاول قطع المياه عن سكان العاصمة ضمن محاولاتها الاجرامية لوقف عجلة الحياة في البلاد كعادتها، من خلال تعرض محطات تصفية المياه في مناطق ساخنة الى هجماتها المتكررة، فضلا عن صعوبة وصول الفرق الفنية والهندسية اليها.ودعا الحكومة الى اتخاذ اجراءات عاجلة كون منابع نهري دجلة والفرات تقع ضمن تركيا المعادية بسياستها للبلاد باعتماد حرب المياه ضد البلاد، ما يتطلب اتخاذ موقف قوي وواضح ازاء الخطر الذي تواجهه العاصمة بهدف افشالها في مهدها.

فساد إداري

من جانبه، اوضح رئيس هيئة خدمات بغداد علي جاسم الحميداوي لـ”الصباح” ان التقرير الذي اعدته الهيئة لمعرفة اسباب شح المياه، خلص الى ان المحسوبيات والمنسوبيات والفساد الاداري الذي انتشر خلال المدة بين عامي 2005 و2008 اثر سلبا على الواقع الخدمي في بغداد، فضلا عن ان الادارة الخاطئة لمشاريع المياه ساهم في تفاقم المشكلة، اضافة الى توقف مشاريع ستراتيجية مهمة كمشروع ماء الرصافة العملاق الذي كان يفترض ادخاله الى الخدمة شهر نيسان الماضي بيد ان ذلك لم يتحقق بسبب مشاكل ادارية وفنية.

واردف مفصلا التقرير، ان توقف مشروع ماء الرشيد بعد سحب العمل من المقاول منذ الاول من تشرين الثاني الماضي الذي يغذي منطقة الزعفرانية، عد سببا ايضا اضافة الى مشروع ماء البلديات الذي سجل تلكؤا كبيرا بأعماله والذي يضم اربع مضخات ويغذي مناطق المشتل والحبيبية وجميلة ومدينة الصدر، مسجلا تلقي الكثير من الموظفين في دوائر الماء مبالغ مالية من قبل ساكني المناطق العشوائية لتزويدهم بالمياه.وكشف عن ان الهيئة طالبت في تقريرها تشكيل غرفة عمليات تضم المجلس والمحافظة والامانة لتحديد هؤلاء الموظفين المرتشين واتخاذ عقوبات بحقهم كونهم تجاوزوا على آلية توزيع المياه.

تلكؤ الشركات

اما رئيس هيئة خدمات اطراف بغداد في المجلس علي الهيجل فبين لـ”الصباح” ان مشكلة شح المياه ازدادت بشكل ملحوظ هذا العام في المركز والاطراف، مشيرا الى ان اهم اسباب ذلك هو انخفاض منسوبي نهري دجلة والفرات الى 40 بالمئة، فضلا عن تذبذب التيار الكهربائي والتجاوز على شبكات المياه من قبل المناطق العشوائية غير المخدومة.واضاف ان هنالك مشاكل اخرى تتعلق بالشركات التي تسلمت المشاريع، مبينا ان اغلب التعاقدات معها تتضمن انجاز المشاريع خلال العامين 2013 و2014 لتحقيق الزيادة في الطاقة الانتاجية لمجمعات المياه لتغطي الحاجة الفعلية في بغداد التي تقدر بنحو ثلاثة ملايين و400 الف متر مكعب يوميا، محملا شركة الكرامة التابعة لوزارة الصناعة والمعادن وبعض شركات القطاع الخاص مسؤولية التقصير في ذلك، كاشفا عن ان المجلس قرر تشكيل لجنة مع محافظة وامانة بغداد لدراسة المشاريع ومعرفة اسباب تلكؤ الشركات والبت في امر سحب العمل منها او منحها مدداً اضافية للانجاز.

ترليون دينار

في السياق نفسه، اوضح النائب الفني لمحافظة بغداد جاسم موحان بخاتي لـ”الصباح” ان شركة الكرامة استوفت من المحافظة مبالغ تصل قيمتها الى ترليون دينار، والذي اكد انه مبلغ سيحل جزءاً كبيراً من المشكلة اذا ما تم استثماره بالشكل الامثل، بيد انها تلكأت في ذلك ما جعلها تحت طائلة المساءلة القانونية.

واشار الى ان بعض مشاريع الماء الستراتيجية الاخرى المنفذة اسوة بمشروع مجمعات المياه في منطقة المعامل، كانت قد تبنت الامانة انجازها بالتنسيق مع المحافظة في قرى الامل والبستان والبو عامر، منوها بان شركة الكرامة نفذت 25 بالمئة من المشاريع فقط ما سجل تلكؤا كبيرا فيها، اضافة الى مشاريع اخرى في مناطق النهروان والتاجي وابي غريب والحسينية والتي حققت نسب انجاز متدنية جدا.

عجز في السدود والخزانات

وكان معاون مدير دائرة ماء بغداد في الامانة مظفر غلام اكد خلال حضوره اجتماع مجلس محافظة بغداد وحضرته “الصباح”، ان الامانة باشرت منذ موسم الشتاء الماضي اجراءات لتاهيل شبكات المياه وصولا الى استغلال كامل طاقاتها الانتاجية بموجب خطة شاملة تمتد خدمتها منذ الاول من شهر ايار الماضي وحتى شهر تشرين الثاني، بهدف تلافي اي شح للمياه خلال موسم الصيف الحالي.

واكد ان انخفاض مناسيب المياه تسبب بعجز حجمه يزيد عن التسعة مليارات و500 مليون متر مكعب ضمن السدود والخزانات، ما عرقل خطط الامانة التي نجحت خلالها بادخال مشروع ماء الكرخ الى الخدمة الذي يغذي 60 بالمئة من جانب الكرخ وعشرة بالمئة من الرصافة، منوها بأن تذبذب التيار ضمن خط الكهرباء الايراني ادى الى قطوعات على محطات التصفية تصل الى ثماني ساعات متواصلة، ما ادى الى تذبذب وصول الماء الخام الى مناطق بغداد المختلفة.