قناة عشتار الفضائية
 

واسط تعلن استعدادها لاستقبال العوائل المسيحية النازحة من الموصل


عشتارتيفي كوم- المدى برس/

أعلن محافظ واسط محمود عبد الرضا ملا طلال، اليوم الاحد، عن استعداد المحافظة لاستقبال العائلات المسيحية النازحة من الموصل بعد تهديدات تنظيم (داعش) بقتلهم، واكد أن المحافظة استقبلت نحو 2000 مهجر من قضاء تلعفر، فيما اشاد بـ"الدور الايجابي لاهالي واسط في تقديم المساعدات للنازحين.
وقال رئيس اللجنة العليا لاستقبال النازحين محافظ واسط محمود عبد الرضا ملا طلال في حديث الى ( المدى برس )، إن "الحكومة المحلية في المحافظة ترحب بقدوم العائلات المسيحية التي هجرها تنظيم (داعش) من محافظة الموصل"، معربا عن ترحيبه بـ"تلك العائلات مهما كان عددها".
وأضاف ملا طلال أن "المحافظة لديها قدرة كبيرة على استقبال العوائل المسيحية مثلما استقبلنا قبل ذلك العائلات النازحة من قضاء تلعفر والتي اقترب عدد نفوسها نحو 2000 نسمة حيث وفرنا لها السكن والعيش الكريم لهم"، مشيرا إلى أن "هناك العديد من اللجان الميدانية التي تعمل على مدار الساعة لتفقد سكن العائلات التلعفرية والوقوف على احتياجاتها المختلفة وتقديم جميع الخدمات وخاصة الطبية الوقائية والعلاجية."
وأشاد ملا طلال بـ"الدور الايجابي والوطني لأهالي المحافظة الذين تواصلوا في الايام الماضية بتقديم جميع أشكال المساعدات للعائلات النازحة من الطعام والشراب والملابس والأجهزة الكهربائية إضافة الى المبالغ المالية التي تبرع بها عدد من المواطنين".
وكان محافظ واسط محمود عبد الرضا طلال اعلن، يوم الأربعاء الماضي، ( 16 / 7 / 2014 ) عن وصول أكثر من ألف نازح" من قضاء تلعفر بمحافظة الموصل الى محافظة واسط، مؤكداً أن الحكومة المحلية وفرت لهم السكن في المواكب الحسينية" على طريق النعمانية نهر المالح، مطالبا في الوقت نفسه الحكومة المركزية "الإسراع بتقديم المساعدات المالية والغذائية لهم".
وكانت إدارة محافظة واسط قد أعلنت يوم الاحد ( 13 / 7 / 2014 ) عن وصول 300 عائلة نازحة الى المحافظة من مناطق الموصل وسامراء وديالى وصلاح الدين وقالت أنها نظمت قاعدة بيانات لتلك العائلات والعمل على توفير المساعدات الانسانية لها، مؤكدة في الوقت نفسه قدرة المحافظة على استقبال ألف عائلة أخرى وأنها قد وضعت خطة لذلك.
وكان نائب رئيس مجلس واسط تركي الغنيماوي قد اعلن في ( 22 / حزيران 2014 ) عن نزوح 40 عائلة من مناطق التوتر الى المحافظة متوقعاً حينها أن عدد العائلات النازحة سيزداد بشكل كبير في الايام اللاحقة.
واكد شهود عيان من أهالي نينوى، أول أمس الجمعة،(الـ18 من تموز 2014)، بأن عشرات المسيحيين "يهربون"، من مدينة الموصل،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، بعد تلقيهم تهديدات "بالقتل من قبل تنظيم داعش"، إذا لم يغادروا المدينة حتى السبت، وفي حين بينوا أن عناصر التنظيم كتبوا على منازلهم عبارة "عقارات الدولة الإسلامية"، أكدوا أن عناصر "التنظيم ومناصريهم" من أهالي المدينة، بدأوا "عمليات المصادرة لأموال المسيحيين".
وكانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان أعلنت مؤخراً عن غياب اي تشريع او برلماني او قانوني يعالج موضوع المهجرين والنازحين، وفيما بينت ان العراق شهد اكبر عملية نزوح من محافظة نينوى بسبب العمليات الارهابية لعصابات (داعش)، طالبت الحكومة العراقية والأمم المتحدة بتخصيص موازنة عاجلة لتقديم المساعدات الانسانية وإنشاء المخيمات للنازحين في كافة محافظات العراق، والمجتمع الدولي باعتبار جرائم (داعش)بانها جرائم ضد الانسانية وإيقاف عمليات العودة القسرية للاجئين العراقيين.
يذكر أن تنظيم (داعش) قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، في (العاشر من حزيران 2014)، واستولى على المقار الأمنية فيها ومطارها، وأطلق سراح المئات من المعتقلين، ما أدى إلى نزوج مئات الآلاف من أسر المدينة إلى المناطق المجاورة وإقليم كردستان، كما امتد نشاط داعش بعدها، إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى.
ويتعرض المسيحيون في العراق إلى أعمال عنف منذ سنة 2003 في بغداد والموصل وكركوك والبصرة، من بينها حادثة خطف وقتل المطران الكلداني الكاثوليكي بولس فرج رحو في آذار 2008، كان أبرزها حادثة اقتحام كنيسة سيدة النجاة من قبل مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة في سنة 2010.
وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3.1 بالمائة من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947، وبلغ عددهم في الثمانينات بين مليون ومليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية، كما هاجرت أعداد كبيرة منهم إلى الخارج بعد أحداث غزو العراق.