عشتارتيفي كوم- خاص/

الى  /   ـ كافة منظمات الأمم المتحدة

                                            ـ المنظمات الدولية والعالمية المهتمة بحقوق الأنسان

                                            ـ الحكومة العراقية الفيدرالية

                                            ـ حكومة اقليم كوردستان

                                            ـ الرأي الـعـام

قبل ايام من الآن وتحديداً بعد الأحداث الأخيرة من دخول المجاميع المسلحة الأرهابية (داعش) الى مدينة الموصل وأحتلالها، فأن مواطني هذه المدينة عموماً والمكونات الدينية بصورة خاصة من المسيحيين والشبك والأيزيدية والذين يمثلون السكان الأصليين للبلد تعرضوا ويتعرضون لأبشع عمليات القتل والتهجير القسري من قبل هؤلاء الأرهابيين، وكان آخرها أعتبار المسيحيين أهل ذمة مما يترتب عليه إما أشهار أسلامهم أو دفع الجزية أو ترك البلد، وفي حالة الرفض يتم قتلهم ليس لجرم أقترفوه وانما لأنهم فقط يختلفون عنهم في الدين والمذهب. ان هذه الأعمال منافية لكل القيم والشرائع السماوية ويرفضها الفكر الحر وتتنافى مع مباديء الأعلان العالمي لحقوق الأنسان والمتضمن حرية الأنسان في أختيار دينه وعقيدته.

ان ما يحدث اليوم في هذه المنطقة من طرد للمسيحيين والمكونات الدينية الأخرى من بيوتهم والأستيلاء على ممتلكاتهم وثرواتهم وتجريدهم من كافة المستمسكات الثبوتية لهويتهم ومحو تراثهم يدخل ضمن برنامج مخطط له من قبل القوى الأرهابية لأفراغ المدينة من سكانها الأصليين بالقوة والترهيب والقتل.

نحن في الهيئة المستقلة لحقوق الأنسان في اقليم كوردستان، في الوقت الذي ندين فيه وبشدة هذه الأعمال اللاأنسانية التي تمارس بحق المكونات الدينية والقومية في المنطقة، نطالب الحكومة العراقية والمنظمات الدولية والدول العربية والأسلامية أن يقفوا بالضد من هذه الهجمات بكل الطرق والوسائل من أجل ايقاف ما يحدث حالياً لأنه يناهض مباديء حقوق الأنسان وأنه أضطهاد بحق هذه المكونات.

 أن ترك هذه المكونات لديارهم بالقوة والترهيب وتشريدهم وأبادتهم ولجوئهم لأقليم كوردستان يمثل عبئاً أضافياً لا يحتمل لحكومة الأقليم لأحتواء كل هذا العدد من النازحين والمهجرين الحاليين والسابقين من مختلف مناطق العراق، حيث يحتاج هؤلاء الى توفير المستلزمات الضرورية للأستمرار وبقائهم على قيد الحياة ويتوجب على حكومة الاقليم تقديم المساعدات والتسهيلات لأيوائهم وتوفير السكن لهم نتيجة الظروف القاهرة التي يواجهونها.

الهيئة المستقلة لحقوق الأنسان في اقليم كوردستان

20 تموز 2014