قناة عشتار الفضائية
 

بغداديون: عيدنا هو عودة أبنائنا من ساحات القتال ولم نفرح اطفالنا بملابس جديدة تضامنا مع النازحين


عشتارتيفي كوم- المدى برس/

بدا عيد الفطر هذا العام  غريبا على الأسر البغدادية ، بسبب الأوضاع الأمنية المتردية التي يمر بها البلاد، فضلا عن تطوع عدد من أبنائهم لمقاتلة تنظيم (داعش)، في مناطق مختلفة من العراق، الأمر الذي دفع ذويهم إلى  انتظار عودتهم الاحتفال بالعيد، كما أن الحالة المعيشية والإنسانية للنازحين منعت بعض الأهالي من شراء ملابس جديدة لأطفالهم تضامنا مع أولاد الأسر المهجرة الذي حرموا هذا العام من التبضع.

ويقول  المواطن محمد مطر من أهالي مدينة الصدر شرقي بغداد، في حديث إلى (المدى برس)، "أنه يفضل الجلوس في البيت منتظرا أخبار عودة  أبنه علي الذي تطوع مع قوات الجهد الشعبي لمقاتلة تنظيم (داعش)، في صلاح الدين، على تبادل التهاني خلال أيام العيد".

ويضيف مطر أن "عودة ولدي (24عاما)، سالم من ساحات القتال هو هذا العيد بعينه"، مشيرا إلى أن "العيد في العراق فقد طعمه خاصة بعد أحداث الموصل وما جرى لأهلها من مآسي، فضلا عن مئات الشهداء وعشرات آلاف من المهجرين والنازحين".

وتساءل مطر "كيف نحتفل بالعيد وأبناءنا في محنة وأهلنا وأخوتنا مهجرين في العراق وأبناءهم ونسائهم عرايا".

من جانبه يقول خالد حيدر من أهالي مدينة الصدر في حديث إلى (المدى برس)، إن "عيد الفطر هذا العام، لم يرتدي أطفالي ملابس جديدة كما جرت العام في كل عيد"، عازيا السبب إلى "طلبه من أولاده بعدم شراء ملابس جديدة، لأن هناك أطفال لا يرتدون حتى ملابس قديمة بسبب طردهم من منازلهم، ويجب أن يتضامنوا معهم".

ويلفت حيدر إلى أنه "سيحاول أقناع أطفاله بأن يجمعوا الأموال التي يحصلون عليها من (العيدية)، التي يعطيها لهم أعمامهم وأخوالهم، لشراء مواد غذائية او ملابس للأطفال المهجري والنازحين"، مشيرا إلى أن "هذا التصرف يرسخ فيهم مفهوم المواطنة والوحدة ومساعدة الآخرين".

ورغم الأوضاع الأمنية التي يمر بها البلد التي تسببت بقتل وإصابة المئات فضلا عن النازحين، إلا ان هناك دائما مكان يقضي فيه الأطفال وذويهم أوقاتهم، كفرصة للتعبير عن رفضهم للوضع الحالي، وان كل ما يجري يجب أن لا ينعكس سلبيا على الاحتفالات.

فالساحات الشعبية في مدينة الصدر أو كما ما تعرف شعبيا "الجوبي أو المراجيح"، التي تظهر في أيام الأعياد فقط، هيأت نفسها لاستقبال العيد.

ويقول عامل في لعبة (دولاب الهواء)، حميد أكعيد في حديث إلى (المدى برس)، إن "الأوضاع الامنية يجب أن لا تؤثر على العراقيين ولا على أفراحهم"، متسائلا "ما ذنب أطفالنا يحرمون من فرحة العيد، والأموال والملابس متفره لهم على عكس الأعياد التي مرت علينا، حيث كنا نعاني من فقر شديد ونملك لابس واحد فقط".

ويوضح أكعيد أن "هذه الأيام فرصتنا لكسب لقمة العيش وعلى القوات الامنية توفير الحماية الكافية لأماكن التجمعات"، متوقعا أن  "يشهد عيد هذا العام إقبالا ضعيفا على ساحات (الجوبي)، بسبب الوضع العام في البلد وخوف الأهالي على أطفالهم".

وكان ديوان الوقف السني في العراق اعلن، امس الأحد،( 27 تموز 2014)، أن يوم اليوم الاثنين، سيكون أول أيام عيد الفطر، فيما يتوقع أن يعلن ديوان الوقف الشيعي أن يكون يوم غد الثلاثاء، الاول من شهر شوال واول ايام عيد الفطر المبارك.

وعيد الفطر أول أعياد المسلمين، الذي يحتفل فيه في أول يوم من أيام شهر شوال، ثم يليه عيد الأضحى، في شهر ذو الحجة، ويأتي عيد الفطر بعد صيام رمضان، حيث يكون أول يوم يفطر فيه المسلمون بعد صيام الشهر.

يذكر أن تنظيم (داعش) قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، (405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (العاشر من حزيران 2014)، وامتد نشاطه بعدها إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى، ما أدى إلى نزوح عشرات مئات الآلاف من أهالي تلك المناطق، إلى إقليم كردستان ومحافظات وسط العراق وجنوبه.