قناة عشتار الفضائية
 

حصار "المركز" وكثرة النازحين أفقد أهالي أربيل بهجة العيد وشل حركة أسواقها


عشتارتيفي كوم- المدى برس/

أكد تجار ومواطنون في أربيل،(360 كم شمال بغداد)، اليوم الثلاثاء، أن الأزمة "الخانقة" التي يعاني منها إقليم كردستان نتيجة "الحصار الاقتصادي" الذي تفرضه الحكومة المركزية على الاقليم، شلت حركة أسواقه وأفقدت عيد الفطر بهجته، مبينين أن آثارها تفاقمت بعد أحداث الموصل واضطرار الإقليم تحمل الجانب الأكبر من أعباء أكثر من مليون و200 ألف نازح.

وقال المدرس أحمد جبار، في حديث إلى (المدى برس)، إن "عيد الفطر حل وسط أزمة اقتصادية خانقة من جراء عدم تسلم الكثير من الموظفين الرواتب منذ شهرين"، مشيراً إلى أن ذلك "اضطر الكثيرين إلى عدم شراء ملابس جديدة لأطفالهم".

ويشهد إقليم كردستان أزمة اقتصادية خانقة منذ أوائل السنة الحالية، بسبب قطع الحكومة الاتحادية ميزانيته التشغيلية، بما في ذلك الرواتب، الأمر الذي جعل أسواقه "شبه مشلولة".

من جانبه قال آزاد كريم، صاحب محل بيع ملابس الأطفال (جملة ومفرد)، وسط سوق (نيشتمان) المقابل لقلعة أربيل الاثرية، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الأعياد تشكل عادة ذروة حركة البيع حيث يترقبها التجار بلهفة لتصريف بضاعتهم وتمشية أمورهم"، مستدركاً "لكن عيد الفطر الحالي حل وسط أزمة اقتصادية جعلت الناس يعزفون عن الشراء، حتى أن البضاعة التي استوردناها قبل شهرين من تركيا، بقت على حالها تقريباً من دون تصريف، برغم تخفيض الأسعار وتقليل نسبة الربح إلى أقل ما يمكن".

أزمة الرواتب لم تؤثر على أسواق الملابس حسب، بل امتدت لتشمل صالونات الحلاقة النسوية في المدينة أيضاً.

وقالت سمر كاظم، صاحبة صالون (النجمة) للحلاقة وتزيين العرائس، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الإقبال على الصالون كان ضعيفاً جداً هذا العيد بل وحتى قبله بسبب أزمة الرواتب"، مضيفة أن "استمرار الوضع على هذا المنوال لن يمكننا من تسديد نفقات الصالون وقد يضطرنا لإقفاله".

من جانبه يرى مراقبون اقتصاديون أن الأزمة تفاقمت بعد سيطرة (داعش) على الموصل، حيث أصبح الإقليم يستقبل أكثر من مليون و200 ألف نازح ما أثقل كاهله، لاسيما أنه يتحمل الجانب الأكبر من مسؤولية توفير الخدمات لمخيمات النازحين في ظل غياب من الحكومة الاتحادية وهامشية إسهام المنظمات الدولية.

ويعاني إقليم كردستان منذ أكثر من سبعة أشهر ازمة اقتصادية كبيرة بسبب الحصار الذي فرضه رئيس الحكومة المنتهية مدتها، نوري المالكي، عليه بسبب الخلاف على الملف النفطي، وتصدير الإقليم النفط بصورة مستقلة عن بغداد.

يذكر أن إقليم كردستان يأوي مئات الآلاف من النازحين السوريين الذين هربوا إليه نتيجة الحرب الأهلية في بلدهم.

يذكر أن تنظيم (داعش) قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (العاشر من حزيران 2014)، كما امتد نشاطه بعدها، إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة في العراق.