قناة عشتار الفضائية
 

رسالة موتوا دانمارك الى الرؤساء فؤاد معصوم، سليم الجبوري ود. حيدر العبادي


عشتارتيفي كوم- خاص/

ألسادة رئيس جمهوريتنا العراقية فؤاد معصوم، رئيس برلماننا سليم الجبوري ورئيس وزرائنا د. حيدر العبادي المحترمون.

نتابع بأمل وقلق الجهود الحثيثة التي تسعون اليها مع طاقمكم من اجل تشكيل الحكومة الجديدة، وأحلال الامن، وأنهاء مأسي وأزمات العراقيين قاطبة.

ونثمن الجهود الثابتة للدكتور حيدر العبادي، في التمسك بالمبادئ والقيم والاصرار على تشكيل حكومة وحدة وطنية تكنوقراطية كفوءة، قادرة أن تنهي الاوضاع الماساوية التي يمر بها العراق، التي فاقت كافة مقاييس التجرد الانساني من القيم والاخلاق الانسانية. أن مايحدث في وطننا العراق صعب حتى ان يخط على الورق ويوصف، فما أهول الحقيقة على الارض.

حيث مازالت امهاتنا الثكالى، وشيوخنا، وأطفانا، وشبابنا يفترشون الارض وتلتحفهم السماء في عنكاوة، قرى، قصبات ومدن دهوك وشمال العراق. وهكذا عليه الحال في محافظات الوسط والجنوب وكامل العراق من اقصاه الى ادناه. وأمتلئ عراقنا بمخيمات فلذات أكبادنا اللذين تحولو الى لاجئين في عقر دارهم وعرضهم ووطنهم. فوصل الظلم حتى أعتاب ألسماء، دون أن يكون هناك فعلاً من مستجيب جاد يوقف ويدين الارهاب فوراً، على كافة الاصعدة.

ورغم صعوبة المهمة الموكلة لكم. لكننا نرى انه لايجب ايقاف الفعاليات الاخرى تماماً أو تخفيض سرعتها. فمهمات كالحفاظ الامني والتطهير من الارهاب، وأعادة المواطنين فوراً الى ديارهم واراضيهم، هي مهمات الاولوية المتزامنة، ولن تعيق تشكيل الحكومة. ويجب ان تستمر مؤسسات الدولة بأنهاء الوضع الغير انساني للمهجرين من سهل نينوى والموصل وسنجار، ومدن أخرى. فليست هذه المؤسسات من تتفاوض على تشكيل الوزارات.

في الوقت نفسه نقترح على رئيس الوزراء ان يدعو كافة المراجع الدينية لان يكون لها مواقف وطنية مشرفة في اخماد الفتنة، وأصدار فتاوي تدين بالولاء للوطن وأبناءه فوراً، تحرم فيه الانخراط في الاعمال الارهابية، ونحر الرؤوس وسفك ألدماء، ضد أبناء الوطن، ضد أي كان أنتماءه الديني والطائفي والمذهبي، وبخلافه نرى ان على الحكومة مسائلة هذه المرجعيات، لمعرفة ماهية ولاءاتها، الذي يفسر من أنها راضية على مايقوم به داعش، ولاتمانع في ذلك.

ونرى في الوقت ذاته ضرورة تفعيل الجهاز القضائي القانوني والامني ليقوموا بدورهم في أستمرار القبض على الارهابيين وتقديمهم للقضاء ومحاكمتهم علناً، وأن يتم أعلان هويات ودول هؤلاء الارهابيين، وتسليمهم لها رسمياً وأعلامياً، وأخذ التعهد من دولهم، بأتمام محكوميتهم فيها، لاشراك المجتمع الدولي في التزامه بتحمل واجبه الاخلاقي تجاه الدول المتضررة، والمكاشفة العلنية، لتسليط الضوء العالمي عليها، ليكون هناك ضغطاً دولياً على تلك الدول لانهاء تدخلها في شؤون العراق.

لذا نرى ان المهمات التالية يجب ان تسير بمحاذات وبخطوط متوازية عريضة جنباً الى جنب، لانها لاتتقاطع مع السير قدماً من اجل تشكيل حكومة الانقاذ الوطنية الجديدة بأسرع وقت ممكناً وهي:

1. تطهير المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش، التي تم تهجير سكانها منها في سهل نينوى وسنجار فوراً، وهكذا الموصل، تلعفر وكافة المدن العراقية الاخرى التي تقع تحت سيطرة داعش

2. ضمان عودة فورية للمهجرين الى ديارهم في سهل نينوى وسنجار، بحماية ومساعدة محلية ودولية لاعادة البناء فوراً وتعويض العوائل عن كل ما لحقها من أضرار، خسائر في الارواح والمال والحلال والرواتب، وأعادة ابناءهم وبناتهم المسبيين، والبدء بتدريب حراسات السهل وابناء المنطقة، بعد فتح باب التطوع، من الان ليبدأوا فوراً بحماية مدنهم وقصباتهم، لبناء الجاهزية القتالية لهم، ويكونوا بوحدات مستقلة ضمن قوات وزارة الداخلية او البيشمركة النظامية بحقوق كاملة أسوة ببقية المنتسبين. وفرض المنطقة الامنة التي يجب أن تكون تحت أدارة محلية من أبناءه ودولية، من ابناء السهل وسنجار، وممثلين عن الاقليم والمركز.

3. السعي في تشكيل الحكومة باسرع وقت ممكن على أساس الكفاءات والخبرة، المهارات العلمية والتكنوقراطية، بعيداً عن الدين وألتحزب وأصحاب الشهادات المزورة. تكون قادرة أن تعمل فقط من منظار الانسانية، التمدن والوطن العراقي المتنوع الموحد.

اننا لانرى ان هذه الخطوط الثلاثة ممكن ان تتقاطع مع بعضها البعض. ويجب ان تسير بمحاذاة وبتوازي مع بعضها البعض فوراً. لذا نرجو وضع أستراتيجة أنقاذ وطنية أنية فوراً يتم تعديلها يومياً على ضوء المستجدات، للسيطرة على الوضع، حتى تشكيل الوزارة. أذ ان الانتظار يترك فراغ أمني وبؤر ممكن ان ينشط فيها الارهاب، وتؤدي الى تحشيد العدو وأستجماع قواه، وتؤدي الى تفاقم الاوضاع اللاأنسانية في مخيمات أبناء شعبنا في العراء العراقي.  

في الوقت الذي نثمن فيه ما تحرزه القوات المسلحة العراقية وقوات البيشمركة من تقدم في دحر داعش وأستعادة اراضينا المسلوبة، ألا اننا نرى، أنه مازال هناك تهميش لكثير من القوى التي ممكن ان تكون اليد الضاربة مع القوات الرسمية، لتقريب يوم انهاء الظلم، وأستعادة السيادة العراقية مجدداً. لذا نرجو تفعيل كافة القوى الكامنة في الخيرين من أبناء شعبنا ومن الاقليات المتضررة، وأيلائهم الثقة والدور لهم في المشاركة سوية في الحلول مع الكتل الكبيرة.

تيريزا ايشو

وموتوا دانمارك   motowadk@hotmail.com

30 08 2014