قناة عشتار الفضائية
 

الدراسة في عهد «داعش».. حذف دولة العراق من المناهج العلمية في مدارس نينوى وإلغاء مناهج التربية الدينية المسيحية


عشتارتيفي كوم- صحيفة المدى/

نشرت وكالة (أ في) الدولية، قيام ما يعرف بتنظيم "داعش"، بنشر سلسلة من المحظورات في المناهج الدراسية على رأسها نظرية التطور لعالم الحيوان البريطاني الشهير/ تشارلز داروين، يأتي ذلك مع عودة طلاب محافظة نينوى، امس الثلاثاء، الى مدارسهم في مدينة الموصل، اذ يتوقع انهم سيجدون اسم دولة العراق محذوفا من المناهج التعليمية لتحل محله اسم "دولة الخلافة في العراق والشام".
ومع بدء العام الدراسي الجديد، أصدر تنظيم "داعش"، تعليمات جديدة تخص المدارس، التي تخضع لسيطرته في مدينة الموصل، على رأسها إلغاء مواد يعتبرها "مخالفة للشريعة الإسلامية".
جاءت هذه التعليمات في مرسومين كتب في أولهما "بشرى من أمير المؤمنين، زعيم تنظيم، داعش أبوبكر البغدادي، وسعياً منه لرفع الجهل، وتعميم العلوم الشرعية، ومقاومة العلوم، والمناهج الفاسدة، واستبدالها بمناهج إسلامية صحيحة، فقد أمر بتأسيس ديوان التعليم في (داعش)".
واتسمت التعليمات بالتأكيد على رفض المواد، التي تخالف الشريعة الإسلامية وإلغاء مواد الفن والموسيقى ومادة الوطنية والتاريخ والجغرافيا، بالإضافة إلى مادة الآداب، وإلغاء مناهج التربية الدينية المسيحية، التي اعتبرت أنها "تحمل فكراً معاكساً للشريعة".
كما تم حظر كافة المواد، التي تشير إلى نظرية التطور التي قدمها داروين حول نشأة الإنسان، نظراً لأنهم يرون أن خالق البشر هو الله وحده.
وتنص التعليمات أيضاً على حذف اسم الجمهورية العراقية أو السورية من كافة المناهج التعليمية "أينما وجدت واستبدالها بـ(داعش)"، بجانب شطب كل الصور المنافية للشريعة.
وطالب التنظيم المدرسين بمساعدة الطلاب على سد نواح النقص لديهم في تعاليم الإسلام، كما شدد على عزل الإناث عن الذكور، وأن يكون الدوام في المدارس وفقا للضوابط الشرعية التي يحددها داعش.
ووفقا للتعليمات، فإن امس الثلاثاء 9 سبتمبر يعتبر أول أيام العام الدراسي الجديد، وعلى جميع الكادر التدريسي الالتزام بالدوام والتعليمات التي أصدرها "داعش"، الذي هدد بمحاسبة كل من يخالف هذه التعليمات.
من جانب آخر، أكد مصدر مسؤول يعمل في تربية محافظة نينوى، رفض الكشف عن اسمه، أن تنظيم "داعش"، يفرض هيمنته على الكادر الإداري التعليمي في نينوى وأنها قامت باستبدال عدد كبير من الكوادر الإدارية في التربية، مبينة أن هيئة التربية هناك باتت رهن تعليمات التنظيم، بعد أن فر عدد من المسؤولين العاملين إلى خارج مدينة الموصل.
وأضاف المصدر أن "داعش" اعتقلت عدداً آخر من كوادر التدريس بعد جدالهم مع بعض المسؤولين في التنظيم حول المناهج التعليمية التي تم تغييرها ولم يعرف مصيرهم حتى الآن، مبينا أن كل من يخالف تعليماتهم يتم اعتقاله وتصفيتة جسديا.
وأشار إلى أن عدداً كبيراً من كوادر التدريس غادروا مدينة الموصل، بعد رفضهم هذه التعليمات التي اعتبروها مجحفة بحق العلم والتعليم.
من جانبه، قال محافظ نينوى، أثيل النجيفي، في تصريحات صحفية، إن ما يحاول أن يقوم به "داعش" من إجراءات تخالف بها السياقات الرسمية لنظام التربية في الدولة العراقية كإضافة مواد دراسية أو حذف بعضها أو إجراء امتحانات أو إلغائها، لن تكون له أي قيمة ولن يؤخذ بعين الاعتبار في النظام التربوي العراقي.
وأضاف أن كل الخدمات التي يحصل عليها المواطنون داخل مدينة الموصل "مقدمة من الدولة العراقية بمؤسساتها ولم يستطع (داعش) تقديم سوى أعمال القتل والنهب والسلب وإعدام المواطنين لأتفه الأسباب".
وعلى الصعيد المحلي، جاءت ردود أفعال المواطنين غاضبة تجاه ما يحدث من طمس للمناهج الدراسية، التي تربى عليها الأجيال، والتي تغيرت في ليلة وضحاها.
كان تنظيم "داعش" تمكن، في 9 يونيو الماضي، من فرض سيطرته على عدة مناطق بشمال العراق، وبعدها أعلن "الخلافة الإسلامية" بالمنطقة الواقعة تحت سيطرته في سوريا والعراق.