قناة عشتار الفضائية
 

هل تستعيد الشعوب الأصلية حقوقها على أرض أجدادها؟


عشتارتيفي كوم- صوت روسيا/

يجب على سياسة التنمية المستدامة للشعوب الأصلية أن تهدف في المقام الأول إلى تحقيق حقوقهم الاجتماعية الاقتصادية الرئيسية في الصحة والتعليم والعمل والسكن اللائق بمشاركة ممثلي هذه الشعوب في صياغة وتطوير برامج هذه الممارسة.

انعقد المؤتمر العالمي تحت رعاية الأمم المتحدة حول حقوق الشعوب الأصلية في منتدى للحوار بشأن "أولويات حقوق الشعوب الأصلية في التنمية لمرحلة ما بعد العام 2015" وبدأ المؤتمر جلساته في الأمس في نيويورك نظرا لأن المجتمع الدولي يقترب اليوم من معلم من معالمه الهامة ويتبلور تدريجيا وضع جدول أعمال جديد للتنمية تعتبر التنمية المستدامة مركزا له وانطلاقا من ذلك ينبغي أن يراعي هذا الجدول مصالح جميع الشرائح الاجتماعية بما فيها مصالح الشعوب الأصلية للبلاد وأن يكون مبنيا على ما تم إنجازه من الحقائق الإيجابية في هذا المجال.

كما يجب أن يراعي في ذلك التجارب التاريخية وخبرة الدول المختلفة في مجال التنمية المستدامة للشعوب الأصلية وخلق الظروف الملائمة لهم في ضمان الحياة الحرة الكريمة والازدهار لهم ما يفرض تحقيق أهداف سياسة رئيسية في هذا المجال تبدأ بتحسين وتحديث النظام الصحي والخدمات الصحية الموجهة في المقام الأول إلى الحد من وفيات الأطفال وزيادة متوسط ​​العمر المتوقع لرفع النمو السكاني الطبيعي.

كما يفترض أن تتناول التنمية المستدامة للشعوب الأصلية زيادة فرص الحصول على التعليم آخذة بعين الاعتبار الاحتياجات الثقافية العرقية لها والاهتمام الخاص بتعليم لغتهم الأم وتعزيز فرص العمل عبر زج الاستثمارات في تطوير وتحديث الأنشطة الاقتصادية التقليدية للشعوب الأصلية وتشجيع العمل التجاري والحر وتوفير القاعدة التنموية والبنى التحتية لتطورهم.

لذلك يجب على سياسة التنمية المستدامة للشعوب الأصلية أن تهدف في المقام الأول إلى تحقيق حقوقهم الاجتماعية الاقتصادية الرئيسية في الصحة والتعليم والعمل والسكن اللائق بمشاركة ممثلي هذه الشعوب في صياغة وتطوير برامج هذه الممارسة وتقاسمها على المستوى الدولي بما في ذلك في عملية وضع جدول الأعمال في مجال التنمية المستدامة لفترة ما بعد عام 2015.

ومن اللافت أن ممثل أوكرانيا في هذا المؤتمر تطرق لحقوق تتار القرم ما يثلج الصدور بأن أوكرانيا أخذت أخيرا تهتم بالشعوب الأصلية لمنطقة القرم بعد أن خرج القرم من العهدة الأوكرانية ولم تهتم بهم من قبل ما قد يكون له أثر على مستقبل الشعوب الأصلية الأخرى التي تقطن أوكرانيا.

وفيما يتعلق بتتار القرم، لم تفعل السلطات الأوكرانية لتحسين أوضاعهم على مدى أكثر من 20 عاما من الاستقلال حتى جزء بسيط من مما تم إنجازه في الأشهر بعد إعادة توحيد شبه جزيرة القرم مع روسيا وكانت المشاكل الخطيرة المتراكمة في هذا الصدد خطيرة في عام 2011 لفتت انتباه اللجنة الدولية المعنية بالقضاء على التمييز العنصري وانتباه المفوض السامي لشؤون الأقليات القومية في منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في آب/ أغسطس 2013.

في حين أكد ممثل روسيا في المنتدى أن جمهورية القرم حاليا بعد عودتها إلى العهدة الروسية قامت بإدراج لغة تتار القرم في عداد اللغات الرسمية فيها على قدم المساواة مع اللغات الروسية والأوكرانية واتخذت مرسوما بشأن تدابير إعادة تأهيل تتار القرم والشعوب الأخرى ودعم الدولة لإحياء وتنمية هذه الشعوب وضمان مشاركة تتار القرم في الحكومة والمحافل التمثيلية وجرى حل العديد من القضايا الأخرى التي تهدف إلى استعادة العدالة التاريخية وإحياء الانبعاث السياسي والاجتماعي والروحي لتتار القرم.

وإن كان هذا المؤتمر الدولي الرفيع المستوى تطرق لمشاكل وحياة الشعوب الأصلية في أفريقيا وآسيا وغيرها من القارات إلا أنه لم يلاحظ خطر الإرهاب الدولي وخاصة خطر المنظمات الإسلامية المتطرفة والإرهابية على وضع الشعوب الأصلية لمنطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتهم الشعب الأشوري بكل مكوناته الطائفية الذي بنى حضارة عريقة في منطقة ما بين النهرين امتدت لقرون قبل الميلاد ومازال حيا يعيش ولكن مهمشا في منطقة أجداده ويتعرض في بلاده إلى اضطهاد وتميز عنصري من قبل المجموعات المتطرفة والإرهابية ما يجعله يهجر موطن أجداده الأصلي إلى مصائر مجهولة في أرض الله الواسعة ولا يوجد في المجتمع الدولي "المتحضر" من يقول كلمة حق في حماية هذا الشعب الذي قدم الكثير للحضارة الإنسانية وفي الاعتراف بحقوقه القومية على أرضه.