قناة عشتار الفضائية
 

تذكار مار سبر يشوع ( مارسوريشو) تورنتو- كندا التذكار تثمين لعطاء النسّاك والقديسين على توالي السنين ..


 

   اعتاد اهالي قرية مار سبر يشوع ( مار سوريشو) , الاحتفال سنويا بذكرى شفيع قريتهم , والذي ولد في نينوى وعاش ما بين ( 550-620 ), ثم انتقل الى اربيل في حدياب , وتتلمذ على يد مار ابراهام الكبير , وهومؤسس ديرالغاب الجميل ( عاوا شبيرا ) , دعي بعد ئذ جبل مار سبر يشوع  , ويقع الدير في بيث نوهدرا ,وعلى مسافة مسير  ساعتين من قرية سناط في اقصى شمال العراق , خلف سلسلة جبلية عالية ,هي الحدود الطبيعية بين العراق وتركيا , واختار هذا المكان النائي ليتلائم مع الرغبة بالعزلة والصمت والأختلاء والعكوف على الصلاة

وعبادة الله  , اجتمع حوله التلاميذ من الرهبان , فتكونت جمعية صغيرة ودير يتناسب مع عددهم , ولما توفي

اودع جسده في الدير الذي اقامه .

   وبنى كنيسة صغيرة طولها عشرين مترا وعرضها خمسة امتار , مبنية بالكلس والحجر , والأرضية مسيعة

بالكلس المجبول بحليب الأغنام  . يحكى أن اهالي القرية نجوا من المجاعة والموت اثناء الحرب الكونية , وكذلك

لم يستشهد احدا من سكان قريتهم خلال الحرب العراقية الايرانية .

   قام بالأعداد للأحتفال بهذا التذكار الأخ يونان دانيال وابوعادل ( نمرود موشي ) مع بقية اهالي القرية من الاقرباء والاصدقاء من ابناء الجالية ومن القرى القريبة من الدير المذكور سابقا قبل ثلاثة اشهر بتهيئة الصور

واللوازم الاخرى مضحين بالوقت والمال والجهد تيمنا ودرجا على عادة اهالي القرية اينما وجدوا في كافة انحاء العالم ، وهي جهود كبيرة يشكرون عليها .

     وبرعاية الأب داود بفرو وفي يوم الأحد الخامس من تشرين الأول الجاري ،وبعد القداس الثاني ، إجتمع المؤمنون في قاعة الكنيسة وبعد الصلاة   ، ألقى الأب بفرو كلمة قيّمة بالمناسبة  ، داعيا ً المؤمنين إلى تشجيع

أبنائهم لدخول الديرالكهنوتي لأننا بحاجة الى خدّام للرب ، ثمّ شكر الأخ أبو عادل والأخ يونان لجهودهما كل عام

للإجتفال  بهذه المناسبة الكريمة .

   وهناك كتيب للأب البير ابونا يذكر عشرة عجائب حدثت مع اهالي القرية والقرى المجاورة للدير نذكر واحدة فقط حيث لا يسع المجال لذكرها جميعا :

    كان هناك أمير قلعة ( كركل ) , تقع مسيرة ساعتين من دير سبر يشوع , حكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة

مدى الحياة ,مع اغلال في يديه وقدميه .

   ابتهل الى القديس وطلب انقاذه من سجنه , ووعد أن يبني الدير بالحجارة والكلس الممزوج بحليب الأغنام ,

وفي يوم رأى نفسه في بيته امام موقد النار , وأوعز القديس الى احد وجهاء القرية لمقابلة الاْمير , وأخذ حقيبة وملأها ( كوليري ) وهي لا تأكل بل تستعمل للدباغة , استوقفه حراس القلعة ,لكنه طلب مقابلة الأمير , فقالوا

إنه سجين ’ فأخبرهم انه في القلعة , ولما تحققوا من ذلك , وجدوا القيود في يديه ورجليه , ولما دخل عليه الرجل

سقطت القيود , ولما فتح الحقيبة رأى فيها التفاح وليس ( الكوليري ) , فتعجب الجميع بأعاجيب هذا القديس , وبنى الأمير الدير كما وعد .

  

   وفي الختام باركنا لهم  احتفالهم بهذا التذكار بعد ان تناولنا طعام الغداء المعّد ْ من قبل اهالي القرية وابناء الجالية , نسأله تعالى ان يحفظ الجميع من كل مكروه , ويعيد السلام والطمآنينة الى ربوع عراقنا العزيز بشفاعة

القديس مار سبر يشوع , وأن يحفظ المسيحيين والأبرياء من شرور الإرهابيين في العراق وسوريا وفي كل

أرجاء العالم ، وأن يعيد كل مغترب إلى أهله ، ويحقق مراد قلبه ويحقق أمانيه ، وكل عام والجميع بخير .

 

                                                                              تغطبة – منصور سناطي

وهذه بعض الصورالتي  تجسد الحضور الكبير الذي يزداد سنويا .