قناة عشتار الفضائية
 

غبطة البطريرك ساكو يوجه رسالة الى الرهبان والراهبات


الى اخواتي الراهبات واخوتي الرهبان في الكنيسة الكلدانية
سلام المسيح لكم ومعكم،
الرهبنة دعوة وهَبة Charisma" " في الكنيسة، وقوّة روحيّة لا تعوّض. قوّة  من خلال نذور العفة والفقر والطاعة، اي التفرغ الكامل للروح القدس الذي يَبني فيهم شخصيًا صورةََ المسيح وجماعيًّا صورةَ الثالوث. بنذورهم هم عربون الملكوت. انهم جماعة متعددة الافراد، لكن بتكريسهم يغدون جسداً واحداً أي كياناً واحداّ أ أليسوا يحملون اسمًا واحداً :كالرهبانية  الهرمزدية – الانطونية، او بنات مريم المحبول بها بلا دنس، أو قلب يسوع الاقدس. انهم كيان واحد مثل الرجل والمرأة في سر الزواج " جسد واحد". قبل تحديد الاسرار برقم السبعة،  كانت الرهبنة تعدّ ايضا سرّا. انه عهد وتعهد بتحقيق هذه الوحدة وهذا التناغم، والعزلة والانفرادية والحرية المزعومة مساس قوي بحياة الجماعة والنذور.
الجماعة تساعد جدًا على التقدم الروحي للرهبان والراهبات وتعينهم على  عيش نداءات الانجيل، ومواجهة الصعوبات اليومية، لاسيما مستجدات وتحدياّت وضعنا الحالي في العراق والمهجر.
 
جماعيّتكم، وصمودكم وثباتكم يُعطي جرعةَ رجاء قوية للمسيحيين وغيرهم.  الحياة الجماعيّة في بيت الله غنى وفرح:" فرحت بالقائلين لي  الى بيت الرب نذهب"،  اليس هذا ما نرتله صباحا ومساء في طقسنا الكلداني
التحديات كبيرة: الانشغالات، ضعف الثقافة اللاهوتية والتنشئة الروحية والانسانية والعاطفية والنفسية، ضعف الثقة بالأخوة او الاخوات ، عقلية نشر الاشاعات والقال والقيل والاحكام  prejudge ))، هجرة عائلاتكم، تخلق جداراتٍ وتقوي الانغلاق وتبرد الحماسة.. احد الرهبان الموقوفين كتب الي رسالة  باسلوب هابط،  يقول فيها انه يحمل جنسية امريكية تعطيه الحرية . ما علاقة الجنسية الامريكية بحياة الدير؟ ثم كيف يمكن  لراهب يزور اهله في بلدان الانتشار ويطلب اللجوء السياسي زاعمًا انه مهدد؟؟؟
كذلك العمل اليومي والروتين وفقر الصلاة الجماعيّة غير المؤونة والتي لا تلبي حاجة الجماعة، والتعلق الزائد بالأهل الذين هاجروا، وخطورة استعمل الانترنيت والموبايل بشكل غير منظَّم، واعداد رياضات روحية كمحطات قوية للمراجعة والتقييم ،  كل هذا يفقر الروح والعلاقة والحماسة!

اخواتي اخوتي
ادعوكم الى العودة الى البدايات الممتازة. المؤسسون ورفاقهم هم مثال قوي لكم، هم نقطة ارتكاز وانطلاق: اذكركم بمثال الاب جبرائيل دنبو الشهيد ورفاقه،  والام مرغريت زوما والخوري  فيليبس شوريز لبنات مريم، والاب ابلحد رئيس والاخوات الرائعات مريم وشموني وبرناديت والشهيدة سيسيل بالنسبة الى راهبات القلب الاقدس.  هؤلاء  الرموز ببساطتهم واصالتهم وتجردهم وتجذرهم مثال للحياة الديرية.
هناك حاجة لمراجعة وضعكم مراجعة جادة وتقييم المسيرة الرهبانية في ظل التحولات الكنسية والاجتماعية  للخروج من الانماط القديمة والحالية المضطربة     ( طالعوا رسالة البابا يوحنا بولس الثاني: الحياة المكرسة، 1996 وهي وثيقة رسمية).
اعيدوا النظر في تشريعاتكم وفي رتب صلواتكم لكي تلبي حاجة  ووضع رهبانكم..
المرشد الروحي: يكاد يكون غائبًا أو وجوده شكلي وعرضي.. اذكر على سبيل المثال تفرغ الاب خليل قوجحصارلي الدومنيكي للراهبات الدومنيكيات العراقيات  في الستينيات الى لثمانيات كيف كانت الرهبانية نورا ونارا! يجب ايجاد مرشد فاهم للحياة الرهبانية وليس ايا كان لسدّ فراغ.
الاعترافات: هي فرصة مهمة للحوار مع المعرف والمساعدة للتذكير وتصحيح المسار؟
قلة الدعوات سببها ضعف المثال. حتى ينجذب شاب او شابة الى الدير  يحتاج الى مثال رائع امامه. انني انجذبت الى الكهنوت بسبب مثال الخوري جبرائيل باكوس في كنيسة مسكنته بالموصل، وراهبة تدعى " عطور"  صادفتها في الشارع وهي تسير وتصلي السبحة، فطلبت من والدي ان يقودني الى المعهد الكهنوتي. وفي مسيرتي الكهنوتية صادفت امثلة اخرى رائعة!
كانت الرهبانيات سباقة في  المجال الكنسي وشكلت قوة مؤثرة في الكنيسة: روحيا وفكريا وثقافيا ( معظم مخطوطاتنا تعود الى دير رهبان القوش) واليوم ننتظر من رهباننا  وراهباتنا  صدى لشهادة حقيقية للحرية والمجانية في عالم المادة والاستهلاك.
اخواتي اخوتي: عمقوا تكريسكم وتجردكم وطاعتكم وعفتكم وروحانيتكم بحيث تغدونا لنا جميعا كأكليروس وكمؤمنين علامة امل فارقة في عالمنا المضطرب!
بركتك الرب تشملكم