قناة عشتار الفضائية
 

غبطة البطريرك عاد الى مقره ويصدر اعلام البطريركية توضيحا حول موقفها من لجوء النازحين المسيحيين إلى الدول المانحة للجوء


عشتارتيفي كوم- البطريركية الكلدانية/

غبطة البطريرك عاد الى مقره ونحمد الله على سلامته وكله حماس لتواصل المسيرة وترتيب البيت الكلداني.
وبالمناسبة يصدر اعلام  البطريركية  توضيحًا اشمل  حول  موقفها
من لجوء  النازحين العراقيين إلى الدول المانحة للجوء
 
كثرت المقالات عن موضوع لجوء النازحين المسيحيين، وموقف البطريركية من ذلك، آخرها ما يفتقر الى المزيد من الدقة، تناول التساؤل عمن هو المسبب في رفض لجوء النازحين المسيحيين العراقيين من قبل الدول المانحة للجوء.
انها ليست المرة الاولى التي تنشر فيها مثل هذه المقالات. على انه اقتضى التنويه بشأن حقائق قد تحجبها مثل هذه المقالات، وذلك بأن الكنيسة ماضية في رعاية العائلات النازحة، عكس الطروحات غير الدقيقة بهذا الصدد من ادعاء غير صحيح، أن الكنيسة لم تفعل شيئا من اجل العائلات النازحة. اتهامات تطلق خصوصا ممن هم بعيدون عن الميدان. على أن الذين في الميدان، هم أكثر انشغالا عن عرض ما ينجز وما تنجزه الكنائس، لأن ما تبقى الحاجة إلى عمله، أكثر مما يتصوره الكتاب غير الدقيقين البعيدين عن الواقع المعاش، فهذه الحملة تسعى لاستقطاب الجهد الدولي، ضمن عدة محاور:
-
المحور الاجتماعي والانساني: تخفيف معاناة النازحين
-
محور الجهد الدولي لطرد قوى الظلام وإحلال السلام والامان في المنطقة
ونرى أنه بين الفينة والأخرى، من حق أبنائنا الاحبة، في الداخل والخارج، أن يطلعوا إلى أي درجة تصل إليها الحملة.
 
وهكذا، ولكل من له عينان لترى، فليرى الحملة التي قامت بها الكنيسة وخصوصا الكلدانية في اربيل ودهوك وكركوك والسليمانية وبغداد والبصرة في استقبال هذه العائلات وتوفير الطعام والماء والافرشة والدواء لها. وهذه العائلات لجأت الى الكنائس دون غيرها من المؤسسات..
كما ندعو ذوي الضمير المنصف، أن يقرأوا ما يقوم به غبطة البطريرك والاساقفة الاجلاء في الداخل والخارج من اجل المسيحيين وكم جمعوا من المال لهم.
وندعوهم أيضًا إلى التروّي و الى التملـّي في الجهد الاعلامي الذي تبذله كنائسنا مع سائر كنائس الشرق الأوسط والكرسي الرسولي، على المستوى الدولي للدفاع عن حقوقهم؟
-
محور تفهم واحترام الاختيارات الشخصية والعائلية بشأن الهجرة.
هذا المحور أيضا، يحظى باحترامنا وقد أشرنا  اليه عدة مرات. ولا نفهم  اعادة طرحه وملامة الكنيسة. احتراما لمبادئ حقوق الانسان النافذة، تربأ الكنيسة  بنفسها أن تمنع أحدًا من السفر.
وهنا نود الاشارة، على سبيل المثال وليس المقارنة، إلى أن اليهود المهجرين مع العراق، بخطة استراتيجية سياسية محددة، لم تزل قلوبهم مع العراق وعليه!!، برغم ان تلك الحملة كانت تستهدف أرضا محددة. فأين المقارنة مع حال، يراد به إفراغ المنطقة من مسيحييها وبضمنها لبنان ليشتتوا على أرجاء العالم؟ أي ضمير بشري يقبل هذا؟
فكما أن هناك خطة عدوانية لها هذه الاهداف، ومع الاحترام للحريات الشخصية في اختيارات السفر، إلا أننا ننشد، بكل الجهود، المكان الآمن لشعبنا على أرض العراق، كما نتكاتف مع سائر اخوتنا المسيحيين في لبنان والشرق الأوسط، انسجاما مع هذا المبدأ بعينه.
ومن ثم فلا نستطيع أن نجمع الجهدين في حالين متناقضين:
-
حال أن نكون طرفا في خطة مشبوهة، تحت مختلف الغطاءات، تستهدف تشتيت ابنائنا في بقاع الارض، وما ينفرز عن ذلك في الظروف الراهنة، فلا يمكن بالتالي، ضمن ابسط مبادئ المنطق، أن تقوم الكنيسة بجلب اسراب  من الطائرات وتنقل مجانا هؤلاء النازحين الى البلد الذي يريدون اللجوء اليه وتوفر لهم السكن والعمل.
-
لا يمكن ان نجمع بين الحال المذكور سابقا وبين نقيضه في أن نسعى، ومعنا الجهات ذات المسؤولية التاريخية في الشرق الاوسط، لكي نحترم حقوق البقاء لكل من لم يزالوا ملتصقين بهذه الارض، مهما قلَّ عددهم، بغية إنقاذ ما يمكنه إنقاذه للحفاظ على الجذور النهرينية وتراثنا وتاريخنا  حيثما أمكن ذلك.

 
وأخيرا، كل ما نرجوه من الإخوة الكتاب، من ذوي النية الحسنة والإرادة الطيبة والضمير والمنصف، أن يتفهموا مناقبية البطريركية المنسجمة مع الجهات الكنسية والوطنية في البلدان المنكوبة في الشرق الأوسط، ونرجوهم بنحو خاص، إن كانوا كما وصفناهم، ونأمل ذلك من أعماق القلب، أن يعتمدوا الحقيقة بكل جوانبها، فحرام حرام ألا يراعوا الدقة ويشوهوا الحقائق، ويتحاشوا ان يصبوا الزيت على النار في معاناة شعبنا وجهد الخيرين محليا ودوليا، فيصيروا حاشاهم مثيرين للبلبلة.