قناة عشتار الفضائية
 

عراقيون في الأردن يروون اضطهاد (داعش) لهم


عشتارتيفي كوم- وكالة زاد الاردن الاخبارية/

لم يكن باستطاعتنا أخذ الكثير من الأغراض، كل ما كان باستطاعتنا أخذه هوالنقود القليلة التي بحوزتنا وبعض الأوراق الثبوتية وشهادات المدارس هكذا بدأ اللاجئ العراقي «سامي» الموجود في الأردن حديثه عن قصة تهجيره من محافظة الموصل العراقية على يد تنظيم الدولة المعروف بـ»داعش» إلى أن وصل الأردن.
وأضاف :»كنت أعيش أنا وزوجتي واطفالي الثلاثة في مدينة الموصل في العراق بسلام، إلى أن بدأت ميليشيات ما يسمى «داعش» بالسيطرةعلى المدينة في شهر تموز».
ومنذ تلك اللحظات التي لا يستطيع «سامي» وعائلته نسيانها وهم لا يسمعون سوى دوي الإنفجارات وصوت الرصاص ليلاً ونهاراً،ولا يشاهدون إلا حالات القتل والتهجير للمدنيين في شمال العراق لاسيما المسيحين واليزيديين.
وبعد اقتراب «داعش»في نهاية اب 2014 من الحي الذي يسكنه «سامي» وعائلته الصغيرة وإحكام سيطرتها على معظم مدينة الموصل، قال «سامي» :»قررت ليلاً أنا وعائلتي مغادرة المدينة إلى أن وصلنا إلى الأردن بعد ثلاثة اسابيع من العناء من خلال منظمة كاريتاس لتوفر لنا اللجوء في إحدى الكنائس».
ومع دخول فصل الشتاء ما زال العراقيين المسيحيين يعانون من ما اصابهم من تهجير على أيدي تنظيم الدولة الذي أصبح معروفا باسم «داعش»، لا يعرفون أين مصيرهم النهائي.
هؤلاء اللاجئون الذين وصل منهم الأردن الف وتسعمائة مواطن عراقي يعيشون على المعونات والمساعدات التي تصلهم من خلال الحكومة الأردنية والمنظمات المحلية.
وأعربت العديد من العائلات العراقية عن حاجتها إلى ملاذ آمن عندما تم سؤالهم عن احتياجاتهم خلال الزيارات الميدانية، مشيدين باستجابة الحكومة الأردنية الفورية لاحتياجاتهم من خلال توفير المساعدات الأساسية والحماية لهم.
وطالبوا المجتمع الدولي إلى حمايتهم وتأمين المساعدة لهم، من خلال مساعدة الحكومة الأردنية والمنظمات المحلية الموجودة داخل المملكة.
ووفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة فإن مليون و800 الف عراقي فروا من اقليم كردسان إلى تركيا والأردن، بالإضافة إلى نزوح مليون و300 الف مواطن عراقي نزحوا إلى الداخل العراقي.
ومن المنظمات المحلية الأردنية التي تعاملت مع العراقيين المسيحيين الذين لجأوا إلى الأردن «كاريتاس» الأردن التي استجابت بشكل فعال في إطار الجهود المبذولة لإنقاذ الأقليات في العراق وتحمل مسؤولياتها الإنسانية تجاههم من خلال استقبال حوالي 1900 لاجئ عراقي مسيحي ومنحهم جميع الأساسيات في الأردن
وأعدت خطة الطوارئ اللازمة لاستقبال اللاجئين بالتعاون مع مراكز الاستقبال وبموافقة الحكومة الأردنية، بالإضافة إلى الترتيبات اللازمة مع خطوط طيران الملكية الأردنية لنقل اللاجئين إلى الأردن على نفقة «كاريتاس»، والتي تغطي تذكرة الطائرة من اربيل إلى عمان
كما عملت المنظمة على تأمين المواصلات لعائلات النازحين العراقيين فور وصولهم لمطار عمان إلى المراكز الشريكة لها، قبل نقلهم للمراكز المعنية باستضافتهم وعددها 10، توفر لهم فيها المأوى المناسب، لوازم النظافة الصحية، المواد الغذائية وغير الغذائية، بالإضافة إلى غيرها من الحاجات الأساسية، حسب معايير مشروع «اسفير».
وتقدم كاريتاس وجبات يومية، نشاطات نفسية للأطفال والأهالي، مناقشات جماعية، خدمات طبية، بالإضافة إلى الأنشطة الترفيهية، إجراء الزيارات وإقامة الصلاة.
ومن المنظمات المحلية الأردنية التي تعمل على حشد الجهود لمساعدة اللاجئين العراقيين المسيحيين منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) – العون القانوني، وهي منظمة أردنية غير حكومية تعمل بشكل وثيق مع مجموعات مختلفة من اللاجئين في الأردن؛ والتي شددت على ضرورة تتبع تطور الأزمة العراقية الراهنة عن كثب ورصد احتياجات العراقيين النازحين الجدد سواء داخليا أو خارجيا
وتدعو  أرض-العون القانوني المجتمع الدولي على مواصلة دعمه للحكومة الأردنية في جهودها الدؤوبة لمساعدة اللاجئين، مشيدة بجهود المنظمات المحلية الأخرى خصوصا «كاريتاس» التي تستضيف اللاجئين العراقيين المسيحيين وتؤمن لهم كافة احتياجاتهم
وحثت على ضرورة توفير الحماية لأولئك الهاربين من العنف والاضطهاد. داعية منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية لتقديم كل دعم ممكن للاجئين من جنسيات مختلفة في الأردن في هذا الوقت الحرج، خصوصا مع بدء فصل الشتاء وجميع الأطراف يدركون ما يعنيه هذا من حيث سرعة النمو بين احتياجات اللاجئين.