قناة عشتار الفضائية
 

موصليون يشكون فشل داعش في ادارة الحياة المدنية والحكومة المحلية عاجزة


عشتارتيفي كوم- رووداو/

لم يعد بمقدور أهالي الموصل تحمل فشل تنظيم الدولة الإسلامية في إدارة الحياة المدنية هناك، فأزمة المياه وانقطاع الكهرباء وإعلان حالة الطوارئ في مستشفيات المدينة وغياب الخدمات تنبئ بأن هناك أزمة قريبة.
أما حكومة نينوى المحلية، التي لجأت إلى إقليم كوردستان بعد هروب الجيش والشرطة وسيطرة تنظيم داعش على المدينة مطلع حزيران يونيو الماضي، فهي تقف عاجزة مكتوفة الايدي.
وبعد أربعة أشهر من سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل التي تقع 400 كيلومتر شمال العاصمة العراقية بغداد، تسبب التنظيم في تعطيل مشروع كهرباء سد الموصل بقصف قال إنه بالخطأ، أثناء مواجهة اندلعت بينه وبين قوات بيشمركة إقليم كوردستان، التي استعادت سيطرتها على السد في وقت سابق.
ومن جديد وبعد عقود على اختفاء الآبار الارتوازية في أحياء الموصل، اضطرت عائلة أبو سعيد إلى حفر بئر في باحة منزلها، لتخفف أزمتها التي تسبب بها تنظيم داعش، وانقطاع المياه الصالحة للشرب.
وواجه أبو سعيد أزمة لم يشهدها منذ عقود، جراء عدم تمكنه من سد حاجة عائلته المكونة من سبعة أفراد من الماء، فبعدما أيقنت العائلة فشل كل محاولاتها لحل أزمة الماء، أنقذتها فكرة البئر الارتوازية.
ويروي أبو سعيد كيف أن هذه البئر قضت على ما كان يدخره من المال، قائلا "كلفني حفر البئر أكثر من ألف دولار، وهذا كل ما احتكم عليه في الوقت الراهن، إلا أني لم أجد طريقة أخرى للخروج من أزمة الماء".
وتتوالى الازمات في الموصل، فقد بدأت بالوقود والخدمات وتعطيل المدارس والجامعات وكذلك البطالة وتداعيتها كارتفاع نسب السرقة والحوادث، واخيرا انقطاع الماء والكهرباء.
ويضيف أبو سعيد كيف أن تجارة المياه ظهرت في الموصل، وبحسب حديثه فإن اللتر الواحد تجاوز سعره 50 دينارا، ويستدرك قائلا إن "هذه الأزمة دفعت الكثير من الشباب العاطلين إلى حفر الآبار وبيع المياه".
ويخشى الموصليون من أزمات اكبر"، ويقول أبو سعيد إن "أزمة الماء هي عبء جديد يثقله داعش على كاهلنا، ويشغلنا عن أمور أخرى لا يرغب أن نتفرغ لها".
وتسببت تداعيات أزمة المياه والكهرباء في نينوى في تعطيل عمل المولدات الأهلية أيضا، والتي يعتمد عليها الأهالي منذ تسعينيات القرن الماضي في الحصول على الطاقة الكهربائية.
كما تسببت أزمة الكهرباء في توقف مشاريع المياه، وكانت أيضا سببا في إعلان حالة الطوارئ في مستشفيات الموصل بعد انقطاع الكهرباء واستنزاف خزين المياه الذي كان لديها.
ويقول حميد أوس الذي يعمل في مستشفى ابن سينا إن "مستشفيات الموصل أعلنت حالة الطوارئ بسبب انقطاع الماء والكهرباء عنها، فيما توقفت كل الأجهزة وتعطلت أجهزة أخرى للسبب ذاته".
ويضيف حميد باستياء أن "عناصر تنظيم داعش المتواجدين في المستشفيات عاجزون عن تشغيل المولدات أو إيجاد حل بديل يصلحون به أخطاءهم".
ويحذر حميد من استمرار أزمة انقطاع الكهرباء في مستشفيات الموصل، والتي تهدد حياة مئات المواطنين من مرضى الكلى والخدج حديثي الولادة، بالاضافة إلى تعطيل غرف العمليات الجراحية.
ويختم حميد حديثه بالتحذير من أن "حياة المواطنين مهددة أكثر من قبل، فمستشفيات الموصل ربما تعلن عجزها عن استقبال أي مريض أو مصاب، خاصة وأن عدد المصابين جراء المواجهات في أطراف الموصل والقصف داخل المدينة بدأ يزداد".
أما الحكومة المحلية في نينوى، فقد بررت عدم قدرتها على توفير الخدمات بالقول إن "انقطاع الكهرباء كان بسبب التصرفات الهمجية لداعش والتي أدت إلى انقطاع خطوط الكهرباء" .
ويروي محافظ نينوى اثيل النجيفي كيف أن "تنظيم داعش عجز عن تشغيل المولدات الكهربائية في جميع مشاريع المياه، والتي جهزتها الحكومة المحلية تحسبا لأي انقطاع في التيار الكهربائي".
ويقول النجيفي إن ذلك دليل على "فشل تنظيم داعش في إدارة حياة مدنية"، ويضيف أن "محاولات إدخال فرق الصيانة إلى مناطق العطل باءت بالفشل، بعد أن تحولت هذه المناطق إلى مناطق ساخنة يصعب دخول أي فريق اليها".
أما الخط الاحتياطي الذي كان يغذي عدة مشاريع في الموصل ومنها مشاريع المياه، فقد انقطع هو الآخر، لكن هذه المرة بسبب الإمطار التي أغرقت وسط وشمال الموصل.
ويضيف النجيفي أن "إصلاح الخط الاحتياطي القادم من كركوك يحتاج يوما أو يومين، والعمل مستمر لإصلاحه".
ويختتم النجيفي حديثه بالقول إن "محاولاتنا مستمرة لتخفيف المعاناة عن أهلنا الذين نعتبرهم أسرى لدى داعش، إلا أننا واثقون من أننا سنعجز في وقت قريب عن تقديم أية مساعدة، في ظل وجود داعش وعجزه عن التفكير بمصالح المواطنين ومستلزمات حياتهم".