قناة عشتار الفضائية
 

الأميركان يدرّبون متطوعي العشائر وبغداد لم تسلمهم سوى 200 بندقية


عشتارتيفي كوم- المدى/

ينهي ضباط أميركان في معسكر "عين الاسد"، غربي الانبار، تدريبات خاصة لنحو 200 مقاتل من ابناء العشائر، كل اسبوعين. وتلك القوة التي يفترض ان يصل قوامها الى 3 آلاف عنصر –بحسب مسؤول امني- تلقت تدريبات "خاصة" عن كيفية مواجهة التنظيمات المسلحة داخل المدن، وستعمل على تحرير الانبار التي سيطر "داعش" على بعض بلداتها منذ مطلع العام الحالي.

لكن مسؤولين محليين اكدوا ان تلك القوات "بلا سلاح" حتى الان، وهي بحاجة الى معدات ثقيلة، وليس "بنادق" فقط. في حين اختلفوا حول "التسمية الرسمية" التي ستتخرج بها تلك الدفعات، بالمقابل اشاروا الى ان الحكومة في بغداد لم تعط موافقتها بعد على تشكيل "حشد عشائري" شبيه بـ"الحشد الشعبي" المشكل في الجنوب.

في موازاة ذلك يقول شيخ عشيرة "البو نمر" الذي يسكن اتباعه مناطق قريبة من "هيت" التي سقطت بيد تنظيم الدولة الإسلامية في الشهر الماضي، ان "داعش" الذي قتل المئات من ابناء تلك العشيرة في الايام الماضي، "خفف هجومه مؤخرا علينا لانشغاله بالترتيب لهجمات اخرى، يرجح بانها تستهدف معسكرات التدريب".

وأعلن "داعش"، اول من امس، بحسب مواقع الكترونية مقربة للتنظيم ان الاخير شن هجوماً على ناحية "البغدادي" غرب الأنبار التي يتواجد فيه المدربون الاميركان، ونفذ تفجيرين انتحاريين بعربتين، الأولى استهدفت جسر الجبه، والثانية استهدفت مدرسة تتمركز فيها قوات أمنية.

في غضون ذلك يقول عضو مجلس الانبار صهيب الراوي لـ"المدى" ان "المدربين الاميركان في قاعدة عين الاسد يدربون عناصر من ابناء عشائر الانبار"، مشيرا الى ان الحكومة المركزية لم تشر بوضوح الى ما اذا كانت تلك القوات المدربة هي "أفواج تابعة للشرطة ام حشد عشائري".

ويضيف الراوي ان "المدربين الاميركان يصلون بشكل تدريجي الى القاعدة العسكرية، بواقع 50 مدربا في كل اسبوع"، لافتا الى ان المدربين "يخرجون 200 مقاتل في دورة تدريب سريعة على فنون قتال الشوارع في كل أسبوعين".

لكن المسؤول المحلي يؤكد ان ما يجري في قاعدة عين الاسد هو تدريب فقط. ويقول ان "المقاتلين لم يحصلوا حتى الان على السلاح، وان اعدادهم مفتوحة ولا يوجد رقم معين للعناصر التي سيتم تدريبها".

لكن رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة الانبار احمد العلواني قال لـ"المدى" بان "المقاتلين الذين يتلقون تدريبات في قاعدة عين الاسد هم ضمن افواج ستشكل قريبا تابعة للجيش وللداخلية".

ويضيف العلواني ان "الانبار محافظة ذات طابع عشائري، وبالتأكيد ان المتدربين هم ابناء عشائر، لكنهم لايتدربون بصفتهم العشائرية وانما بصفة رسمية". مشيرا الى ان الحكومة في بغداد لم توافق حتى الان على تشكيل صيغة شبيهة بـ"الحشد الشعبي" في المناطق الغربية.

بالمقابل يؤكد المسؤول المحلي ان تلك القوات لم تحصل على السلاح حتى الان، كما ان "فوجين" تابعين للشرطة المحلية تخرجا، مؤخرا، من معسكر "الحبانية" ومن المفترض ان يلحقها فوجان اخران لتشكيل لواء "الشهيد احمد صداك الدليمي"، لم يحصلوا ايضا على السلاح، مشيرا الى ان الزيارة الاخيرة لرئيس مجلس النواب سليم الجبوري الى الانبار، والتي تحدث فيها عن إيفائه بوعوده لاهل المحافظة وجلب السلاح، كانت تتضمن منحنا 200 قطعة فقط من "البنادق". فيما يقول العلواني ان القوات في "الحبانية" و"عين الاسد" تتدرب على مواجهة المسلحين داخل المدن وتطويقها ، وتحتاج الى أسلحة ثقيلة ومدافع.

وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي عبر عن ترحيبه بقرار الولايات المتحدة ارسال مدربين إلى العراق وعدها خطوة في السياق الصحيح، فيما أكد حصر تسليح العشائر بيد الدولة. وكانت وزارة الدفاع الأميركية ذكرت أن العبادي، طلب من الولايات المتحدة إرسال قوات إضافية الى العراق، موضحة ان عدد القوات الاضافية البالغة 1500 عسكري، هم بصفة مدربين ومستشارين وسيكتمل نشرهم في العراق خلال ستة أشهر.

الى ذلك يعزو شيخ عشيرة البو نمر نعيم الكعود النمراوي لـ"المدى" تباطؤ الحكومة في تسليح "العشائر" في المناطق الغربية الى الخوف من تكرار تجربة الصحوات –النسخة الثانية التي تشكلت في اواخر حكومة المالكي- وهرب السلاح خلاله الى "داعش". كما يقول الشيخ النمراوي ان "الحكومة تخشى ايضاً ان يتحول الوضع في الأنبار الى ثأر متواصل بين العشائر في حال قامت بتسليح القبائل".

ويؤكد الشيخ النمراوي ان تنظيم داعش قتل خلال الايام الماضية منذ احتلاله "هيت" غربي الانبار، 662 من ابناء عشيرته. وفيما يجهل شيخ العشيرة مصير الف اخرين من اتباعه كانوا قد اختطفوا على يد التنظيم، يشير الى ان عشيرته "ستأخذ حق أبنائها المقتولين عبر القانون، واذا لم ينصفهم حينها ستلجأ الى القانون العشائري".

ويقول الشيخ النمرواي الذي يسكن اتباعه منطقة تعرف باسم "الفرات"، القريبة من هيت، ان "التنظيم خفف خلال الايام الستة الماضية من هجومه على ابناء عشيرته، مرجحا ان تكون "داعش" مشغولة بالإعداد لهجمات جديدة.