قناة عشتار الفضائية
 

الكونغرس الجديد يزيد من آمال الكورد في توسيع الدعم الامريكي


عشتارتيفي كوم- رووداو/

اسم الشارع الاستقلال. وكتب على بوابة مبنى كبير ريببيرن (Rayburn)ويضم مكاتب ١٦٩ عضوا في مجلس النواب الامريكي- جزء من الكونغرس، ترجل سياسيان كورديان رفيعان من سيارة في هذا الشارع.

كان شارع الاستقلال يوم الثلاثاء باردا جدا، ما دفع رئيس ديوان رئاسة اقليم كوردستان فؤاد حسين ومسؤول العلاقات الخارجية في حكومة الاقليم فلاح مصطفى، إلى الاسراع في الدخول إلى المبنى مع عضو الكونغرس ايد رويس، المشرف على لجنة العلاقات الخارجية، والاجتماع معه.

مثل رويس، غالبية أعضاء الكونغرس هم من الحزب الجمهوري. الذي حقق الشهر الحالي فوزا كبيرا في انتخابات الكونغرس مقابل حزب الديمقراطيين، الذي يضم في عضويته الرئيس الامريكي باراك أوباما، فالكونغرس حاليا بجزئيه- مجلس النواب ومجلس الشيوخ- تحت سيطرة الجمهوريين

ويحلل مختصون هذا الامر بأنه فيه خبرا مفرحا للكورد. والوفد الكوردي يحمل الامل ذاته هناك، فالجمهوريون، الحزب الذي انتج الرئيسين الامريكيين جورج بوش، كانوا عاملا مساعدا في تشكيل بيئة آمنة لكورد اقليم كوردستان، وأن يجبروا الرئيس الحالي باراك أوباما على تقديم المزيد من المساعدات للكورد.

وقال فؤاد حسين لمراسل شبكة رووداو في واشنطن نامو عبد الله "معلوم أن الجمهوريين كانت لديهم سياسة اخرى، وستكون لديهم سياسة اخرى تجاه العراق". 

وأوضح حسين أن مطالب الكورد هذه المرة لا تتمثل بأن تضغط واشنطن لانتهاج سياسة واضحة حول نفط اقليم كوردستان، بل مطلبهم تقديم المزيد من المساعدات العسكرية
 
وأضاف أنهم يريدون ارضاء الكونغرس بأن يتم تشريع قانون، خلال السنتين الاخيرتين من حكم أوباما، يسمح من خلاله بارسال اسلحة اثقل، مثل طائرات الاباتشي والدبابات لبيشمركة كوردستان.

ورسالة حسين للولايات المتحدة واضحة، ومفادها "على الارض نحن وحيدون، في السماء هناك امريكا وبعض الدول، لكننا لا يمكننا خوض هذه الحرب الطويلة والصعبة.. هذه الحرب ستطول، وتحتاج إلى أسلحة اخرى". 

لكن لماذا ليست الولايات المتحدة على استعداد لارسال اسلحة ثقيلة للكورد بشكل مباشر، في الوقت الذي يشكل الكورد فيه أكبر قوة فاعلة تحارب المسلحين المتشددين لتظيم الدولة الاسلامية (داعش)، الذي هو عدو مشترك؟.
 
يرد فؤاد حسين بالقول إن الامريكيين "يرون ضرورة في (موافقة) بغداد، هذا هو الموضوع، لكن تشكيل جيش عراقي وتدريبه يحتاج  وقتا طويلا، والحرب الان على الارض لدينا (في كوردستان)".

وفي مطلع الاسبوع الحالي وصل اربيل، مارتن ديمبسي أرفع جنرال أمريكي رتبة، وهو يدير القوات المشتركة الامريكية ويعمل على صياغة استراتيجية عسكرية للرئيس أوباما ووزير دفاعه تشاك هيغل.
  
وأصبحت زيارة ديمبسي وتواجد المئات من الجنود الامريكيين في اربيل- عملهم تدريب ومساعدة قوات البيشمركة-  سببا في زيادة تلك الدعوات التي تتحدث عن نية الولايات المتحدة افتتاح قاعدة عسكرية، لكن المسؤولين الكورد يستعبدون تحقيق هذا الاحتمال في الوقت الراهن.

ويعود تردد الولايات المتحدة في تقديم الدعم الكامل العسكري والسياسي لاقليم كوردستان، إلى خشيتها من امكانية تقسيم العراق، لكن غالبية المختصين في واشنطن يقولون إن العراق وسوريا مقتسمان على ارض الواقع، وإن الحفاظ على وحدة أراضيهما لم يعد أمرا سهلا

ونشر الكاتب الامريكي ستیفن مانسفیلد، مؤخرا كتيبا تحت عنوان (معجزة الكورد)، وقال في مقال لموقع فوكس نيوز خلال الاسبوع الحالي "إذا كنا نريد دحر داعش حقا، علينا أن نجعل الكورد حلفاء لنا بكل جدية، علينا تسليحهم، ودعمهم، وأن نقبل مطلبهم في تحقيق مكان وسط الدول الحرة في العالم حين يأتي الوقت الملائم لذلك".