قناة عشتار الفضائية
 

بيـان حزب بيت نهرين الديمقراطي بمناسبة عيد رأس السنة البابلية الاشورية


عشتارتيفي كوم/

يحتفي أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في الأول من نيسان كل عام في الوطن وبلدان الشتات بعيد رأس السنة البابلية الآشورية الجديدة تجسيداً للتقاليد المتوارثة عن أجدادنا في بابل وآشور الذين كانوا يحتفلون بهذا العيد القومي الكبير تعبيراً عن فرحهم بقدوم الربيع وولادة الحياة الجديدة، ذلك عبر فعاليات رسمية وشعبية تستمر اثنا عشر يوماً متواصلاً لما يحمله هذا العيد من معان ودلالات تاريخية وحضارية تعبر عن وجود شعبنا وتأصل جذوره في أرض النهرين الخالدة.

وإذ نستقبل اليوم العام القومي الجديد 6765، يمر الوطن بظروف سياسية وأمنية واقتصادية معقدة نتيجة الإرهاب الدموي والفساد الإداري والخلاف المستمر بين المركز والإقليم، هذه العوامل كلها ألقت بظلالها الثقيلة على المواطن العراقي وأثقلت كاهله في ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي.

أبناء شعبنا الأبي..

وسط كل هذه الظروف الصعبة والحساسة، يواجه شعبنا تحديات جمة تتجسد أبرزها في احتلال تنظيم الدولة الإرهابي "داعش" لأغلب بلداته وأريافه في سهل نينوى العريق بعد أن تمكن من الدخول لمدينة الموصل وبسط نفوذه عليها وتهجير شعبنا قسراً. فمنذ 7 آب 2014 وهو يعيش مشتتاً في مدن الإقليم والدول المجاورة ليواجه مصيراً مجهولاً بعد أن أجبر على ترك أرضه وممتلكاته. وما زاد الأمر بؤساً وقساوة قيام "داعش" بتدمير إرثه الحضاري وهدم كنائسه في نينوى وتكريت في حملة همجية جسدت وحشية وتخلف هذا التنظيم ورغبته في محو كل ما يتعلق بهذا الشعب الأصيل ليس في العراق وحسب وإنما في سوريا أيضاً عندما هاجم القرى الآشورية على ضفاف نهر الخابور بمحافظة الحسكة وخطف أكثر من 200 شخص لا يزال مصيرهم مجهولاً لحد الآن.

والمؤسف حقاً رغم كل هذه المأساة الكبيرة التي حلت بشعبنا هو عدم وجود بوادر عملية من قبل الجهات المعنية لتحرير مناطقه وضمان عودته السليمة اليها وتوفير الحماية اللازمة لها، وهذا ما يدعو قواه السياسية كافة لتكثيف الجهود في الوقت الراهن والتحرك سريعاً نحو تفعيل قرار مجلس الوزراء العراقي باستحداث محافظة في سهل نينوى والعمل على إحالة ملفها الأمني والإداري لسكانها الأصليين بعد أن فقدوا الثقة تماماً بالسلطات المحلية التي كانت تمسك بزمام أموره سابقاً، والسعي لبذل جهود جدية من أجل توفير الحماية الدولية لها لإنقاذها من خطر الجماعات الإرهابية وصيانة حقوق سكانها وحرياتهم ومعتقداتهم.

أما على الصعيد القومي، فاننا نؤكد على ضرورة تمسك شعبنا بأرضه وهويته رغم التحديات التي تواجهه كون ذلك الضمان الوحيد لاستمرار وجوده الحضاري في الوطن والعيش بحرية وكرامة أسوة بالمكونات العراقية الأخرى، داعين في الوقت نفسه قواه السياسية ومؤسساته لتوحيد الكلمة والتمسك بالثوابت القومية والنأي عن التشرذم والصراعات الثانوية التي لا تخدم قضية شعبنا، والعمل على إزالة التهميش السياسي الذي يمارس بحقه من قبل الجميع نتيجة الصراع الطائفي السائد في البلد.

وفي الختام، نبارك لشعبنا إطلالة العام القومي الجديد، آملين أن يكون عام اليمن والخير والمحبة والسلام، عام تحرير كافة مناطق شعبنا من سيطرة التنظيمات الإرهابية.

وكل عام شعبنا والوطن بألف خير

 

حزب بيت نهرين الديمقراطي

المكتب السياسي

الأول من نيسان 6765 آ – 2015 م