قناة عشتار الفضائية
 

البابا يترأس صلاة الغروب في البازيليك الفاتيكانية عشية أحد الرحمة الإلهية


عشتار تيفي كوم - ابونا/

رأس البابا فرنسيس عند الساعة الخامسة والنصف من عصر أمس السبت صلاة الغروب في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان لمناسبة أحد الرحمة الإلهية تخللتها قراءة مقاطع من الرسالة المتعلقة بالدعوة إلى "يوبيل الرحمة". تخللت الاحتفال عظة للبابا قال فيها: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، ما تزال تتردد على مسامعنا تحية يسوع القائم من الموت لتلاميذه عشية الفصح "السلام عليكم!" (يوحنا 20، 19). إن السلام، وخصوصا في هذه الأسابيع، يبقى رغبة بالنسبة للعديد من الشعوب التي تتعرض لعنف لم يسبق له مثيل، عنف التمييز والموت، لمجرد كونهم مسيحيين. وصلاتنا تكتسب زخما أكبر وتصبح صرخة نجدة للآب الغني بالمراحم، كي يعضد إيمان العديد من الأخوة والأخوات العائشين بالألم، فيما نطلب بأن تتبدل قلوبنا للانتقال من اللامبالاة إلى الرأفة.

إن القديس بولس الرسول ـ تابع البابا يقول ـ ذكّرنا بأننا خُلّصنا في سر موت وقيامة الرب يسوع. إنه من يصالح، وهو حيّ في وسطنا ليقدّم لنا درب المصالحة مع الله ومع الأخوة. ويذكّرنا الرسول بولس بأنه وعلى الرغم من صعوبات الحياة والمعاناة، ينمو الرجاء في الخلاص الذي زرعته محبة المسيح في قلوبنا. رحمة الله انسكبت بداخلنا وجعلتنا أبرارا ووهبتنا السلام.

وثمة تساؤل موجود في قلوب الكثيرين: لماذا يُحتفل اليوم بيوبيل الرحمة؟ والجواب البسيط هو أن الكنيسة مدعوة، في هذه اللحظات المطبوعة بالتبدلات التاريخية، لأن تُقدم بشكل أقوى علامات حضور الله وقربه. هذا ليس زمن الشرود، بل على العكس إنه زمن اليقظة كي تنمو بداخلنا القدرة على النظر إلى الأمور الأساسية والجوهرية. إنه الزمن الذي تستعيد فيه الكنيسة معنى الرسالة التي أوكلها إليها الرب يوم الفصح: أن تكون علامة وأداة لرحمة الآب (راجع يوحنا 20، 21-23). ولهذا السبب لا بد أن تُبقي السنة المقدسة حيةً الرغبة في قراءة العلامات الكثيرة للحنان الذي يقدمه الله للعالم كله، لاسيما للأشخاص المتألمين والوحيدين والمتروكين ومن فقدوا الأمل بأن يُغفر له وأن يشعروا بمحبة الآب تجاههم.

مضى البابا فرنسيس إلى القول: إنها سنة مقدسة تساعدنا على الشعور بالفرح الناجم عن عثور يسوع علينا، الذي ـ وعلى غرار الراعي الصالح ـ جاء ليبحث عنا لأننا تهنا. إنه اليوبيل الذي يسمح بالشعور بحرارة محبته عندما يحملنا على كتفيه ليعيدنا إلى منزل الآب. سنة نترك خلالها الرب يسوع يلمسنا ويبدلنا برحمته لنصير نحن أيضا شهودا للرحمة. لهذا السبب جاء اليوبيل: لأن هذا هو زمن الرحمة. إنه الزمن المناسب لتضميد الجراح، وعدم التعب من الالتقاء بمن ينتظرون أن يروا ويلمسوا لمس اليد علامات قرب الله، لنقدم للجميع درب الغفران والمصالحة.

في ختام عظته خلال ترؤسه صلاة الغروب في البازيليك الفاتيكانية سأل البابا فرنسيس والدة الرحمة الإلهية أن تفتح أعيننا كي نفهم الالتزام المدعوين إليه؛ وأن تنال لنا نعمة أن نعيش يوبيل الرحمة هذا بشهادة أمينة وخصبة.