قناة عشتار الفضائية
 

بيان عن مجلس رؤساء الكنائس في حلب: "أقيامة المخلّص أم دفن للمخلّصين؟"


عشتارتيفي كوم- أبونا/

في غمرة أسبوع الآلام الخلاصيّة والأيام الفصحيّة، عاشت مدينتُنا كما عانى شعبُنا ألماً شديداً وحزناً عميقاً وكآبة، ليلة استُهدِفَت الأحياء المدنيّة الآمنة بقذائفَ حربٍ صاروخيّة لم نسمعْ ولم نرَ لدمارِها من قبلُ مثيلاً! ذهبنا ورأينا فبكينا: جثثاً سُحبَت من تحت الأنقاض، أشلاءً لُصِقَت على الجدران ودماءً مُرِّغَ بها ترابُ الوطن! عشراتُ الشهداء من كلّ دينٍ ومذهب، جرحى ومصابون ومعوّقون من الرجال والنساء، من العُجَّز والأطفال. سمعنا بكاء الأرامل وعويل الأطفال ورأينا الهلعَ على وجوه الناس.

من عمق الألم والحزن الشديد، نطلق صرخةً إلى أصحاب الضمائر الحيّة، إن كان هناك من يسمع:

كفانا خراباً وتدميراً! كفانا أن نكون مُختَبَراً لأسلحةِ حربٍ مدمِّرةٍ! لقد تعبنا!

أغلقوا أبواب التسليح وأوقفوا أدوات الموت وتوريد الذخائر! لقد تعبنا!

ماذا تريدون منا؟ قولوا لنا؟ لقد تعبنا!

هل تريدوننا أن نبقى: مجروحين ومُهانين، مُعوَّقين وأشباه بشر؟

أم أن نُرَحَّلَ قسراً، ونُبادَ جهراً؟

أما نحن فنريدُ أن نحيا بسلامٍ، مواطنين شرفاء مع سائر أبناء هذا الوطن.

نحن لا نخاف الشهادة، ولكننا نرفض أن نموتَ لتكونَ دماؤُنا ثمناً لغايةٍ مريبةٍ ومَقيتة.

نحن نرفض أن تكون "حلب الشهداء" بل نريد أن تبقى "حلب الشهباء"، الشاهدة على العطاء والحبّ والسّلام، على الغفران والحوار. حلب المدينة، الجوهرة الثمينة على تاج وطننا سوريا، بكلّ فئاتها وتنوُّعها الحضاريّ والثقافيّ والدّينيّ والمذهبيّ.

الرحمةُ لشهدائنا والشفاءُ لمرضانا والطمأنينةُ في أنفسِ أبنائنا والأمنُ والسلامُ لكلِّ مواطنينا.