قناة عشتار الفضائية
 

في الطريق السريع بين الأردن والعراق تتوقف الشاحنات… تدفع الضرائب وتحصل على ختم الخلافة


عشتار تيفي كوم – القدس العربي/

ان معاناة السكان الخاضعين لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية من إجراءاته بل العابرون لأراضيه تتواصل. وتعتبر رحلة الشاحنات خاصة المقبلة من الأردن من أكثر الرحلات صعوبة في العالم.
وينقل تقرير لصحيفة «فايننشال تايمز» خط الرحلة للشاحنات الذي يبدأ من الرويشد حيث تبدأ الشاحنات رحلتها. ويقابل جون ريد عددا من السائقين الذين يقدمون شهاداتهم عن صعوبة الرحلة. فرداد ينقل شحنة من الدهانات في طريقه من عمان إلى العاصمة بغداد حيث يمر بطرق ومنعرجات تمر بمناطق تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقول إن «الرحلة أحيانا تأخذ أربعة أيام وربما أسبوعا وفي مرات تأخذ شهرا في حالة زحمة على الحدود». خلافا لما قبل الحرب حيث كان يقطع الطريق في أقل من يوم.
وتظهر الرحلة الصعبة والشاقة كيف عرقلت الحرب وسيطرة تنظيم الدولة على خطوط التجارة بين الأردن والعراق.
وتكشف في الوقت نفسه عن الضغوط المالية التي يتعرض لها التنظيم. فسائقو الشاحنات يقولون إن التنظيم يأخذ ما بين 300 – 400 دولار عن كل شاحنة تعبر أراضيه. ونظرا لسيطرة تنظيم الدولة على الطرق في الأنبار فلا يمكن للشاحنات الوصول إلى بغداد دون المرور في أراضيه. وقام مقاتلوه في الآونة الأخيرة بهجوم على عاصمة الأنبار، مدينة الرمادي. وتساءل أبو حسين، سائق شاحنة آخر ينقل أجهزة الكترونية من عمان إلى بغداد «أين هو التحالف؟». وأضاف «نشاهد مقاتلي داعش في الشوارع». وتوقف أبو حسين في الرويشيد لفحص شاحنته والاستراحة قبل دخول الحدود العراقية والمرور في الصحراء الطويلة.
وفي انتظار الانتهاء من فحص سيارته يلتقي مع بقية السائقين ويتبادل معهم قصصهم عن تنظيم الدولة والميليشيات الشيعية.
ويقول السائقون إن المقاتلين التابعين للتنظيم يدمرون أي شحنة سجائر يعثر عليها في الشاحنات، ويطلبون من السائقين تلاوة بعض الآيات القرآنية لإثبات إسلامهم.
ويسمح التنظيم لمعظم السائقين بالمرور من مناطقه بعد دفع الضريبة التي تتراوح ما بين 300 – 1000 دولارا. وبعد دفع المبلغ يعطى السائقون استمارة مختوم عليها ختم «الخلافة».
ويقوم معظم السائقون بتمزيقها أو إخفاؤها حتى لا يعثر عليها الجنود العراقيون الذين يديرون نقاط التفتيش قرب بغداد.
وتظهر تقارير من داخل مناطق «الخلافة» أن المسؤولين فيها خفضوا رواتب الموظفين وفرضوا ضرائب على التجار من أجل تعويض خسائرهم بسبب ضربات قوات التحالف التي عرقلت من عمليات تهريب النفط. ويقول جوردان بيري المحلل في شؤون الشرق الأوسط إن خسارة تنظيم الدولة مناطق بداية العام الحالي جعله يعتمد بشكل كبير على الضريبة التي يفرضها على السكان.
وأصبح الطريق السريع بين عمان وبغداد «مصدرا مهما للدخل لهم». ويقول أبو قاسم وهو سائق شاحنة آخر «يفرضون الضرائب من أجل الحصول على رواتبهم أو أي شيء آخر».
وكانت الحكومة الأردنية قد منعت في شباط/ فبراير سائقي الشاحنات من المرور عبر مناطق تنظيم الدولة خاصة بعد حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا.
ويقول محمد داوود رئيس نقابة سائقي الشاحنات «لا نريد رهائن أردنيين جددا لدى داعش». ولهذا يقوم السائقون الأردنيون بنقل البضائع حتى الحدود الأردنية ومن ثم تفريغها في شاحنات عراقية توصلها إلى بغداد.
وتوقف المصدرون الأردنيون عن إرسال السيارات بالبر خشية أن يقوم التنظيم بسرقتها ويستخدمون البحر بدلا من ذلك حيث ترسل إلى ميناء البصرة ومنها إلى بغداد. وبسبب سيطرة داعش على الطرق تراجع عدد الشاحنات من 200 شاحنة في عام 2012 في اليوم إلى 45 الآن.
ويقدر داوود خسارة صناعة النقل بحوالي 211 مليون دولار. وليس تنظيم «الدولة» هو الخطر الوحيد الذي يواجهه السائقون في الطريق، فهناك الميليشيات الشيعية التي قد تستهدف السائقين ومعظمهم من السنة.