قناة عشتار الفضائية
 

كلمة موتوا دانمارك في تأبين قداسة مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الاشورية


عشتارتيفي كوم/



ألاب الفاضل الخور أسقف البرت بنيامين، الشمامسة وأعضاء كنيسة ألمشرق اشورية المقدسة الرسولية ألجامعة في رعية مار ماري في الدانمارك، الحضور الكرام..

بمناسبة أنتقال قداسة مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الاشورية من هذه الحياة الارضية الى الابدية.

قداسة مار دنخا الرابع.. المولود من رحم الام بت نهرين.. وطن أجدادنا وكل السوراية.. والحاضر دوماً في كل مكان يقيم فيه شعبه المنتشر في أرجاء العالم في قلوبهم.. والذي خدم ليس فقط شعبه في العراق، وانما اعاد مجدداً تأسيس كنيسته في أيران في بني أورمي وبقية المدن الايرانية.. ومع شعبه في الغربة والمهجر.. في شرقه وغربه.. ودائماً حاضراً مع أعضاء كنيسته المقدسة في بقاع العالم أجمع، حتى الهند وروسيا.

ذهبتم وغادرتونا مثل أنطفاء ألشمعة.. لم نفقه الى متى مرضتم ومتى أنتقلتم.. مار دنخا كنت لنا دائماً كالآسد.. كالفولاذ.. كأب أبدي.. لم نضع في الحسبان أو فكرنا من أنه سيأتي يوم سيفصلك الموت عنا. دائماً كنا نرى مار دنخا قوي، حتى وان كانت سنينك تعدت الثمانين.


بقلب منكسر تلقينا الخبر.. في هذه الازمان الغير طيبة.. في هذ الدهر الاظلم لكل السورايه في بلدنا الام بت نهرين، حيث شعبك اليوم أصبح مطرود من مدينته العريقة نينوى وسهلها. اليوم أصبح أبناءك وبناتك طالبي صدقة على قارعة الطرق ومهجرين في وطنهم ومدنهم التاريخية كأربيل ودهوك. وأصبحو مطشرين وموزعين في الغرب والمهجر.. وهكذا تم أيضاً أقتلاعهم مرة أخرى من ألخابور.. وأنفرط عقد 33 من تيجان وجواهر ولالئ الخابور، من تل شميران وتل هرمز وتل ماربيشو وتل تمر وكل التلال الاشورية الاخرى.. أبناءك هؤلاء أحفاد سميل 1933 اللذين طردوا منها الى الخابور، الذي كان أجرداً قاحلاً، فحفروه بأناملهم وزرعوا قلوبهم وبساتينهم وحقولهم على ضفافه الخابورية فحولوه الى جنة.. واليوم هم أيضاً أنتزعوا من قراهم وبيوتهم وحقولهم وسلب منهم كل ما ملكوه بكدهم وعرق بينهم عنوة، ومازالت المعارك طاحنة يقودها خيرة ابناءك الاشوريين اللذين اختاروا البقاء والدفاع عن خابورهم.

لقد كان كأس مرير وجلجلة عظيمة لم تستطيعوا ان تكملوا الكأس معنا ومع شعبكم حتى النهاية.


سنتذكر دائماً أحاديثكم الطيبة والقيمة في كل مرة زرتمونا بها في الدانمارك. وهكذا كان أيضاً فخر كبير لنا ان تحلو في بيتنا وتقدسوه. وهكذا أيضاً عندما ألتقيتكم العام الماضي في قلايتكم البطريركية، وأحاديثكم ألطيبة والقيمة حول ألانتخابات للبرلمان العراقي حيث كنت احد المرشحين له. تلك ألنصائح، ألحلول وألتحليل والرؤية ألسديدة العميقة سنتذكرها دائماً.. تلك القيم والرؤية والمطاليب الموروثة من ألاباء والاجداد.. ألتي سار عليها قداسته ولم يحيد عنها، من زمن الشهداء مار بنيامين ومار أيشاي شمعون والى اليوم. والتي هي نحن الكلدان السريان الاشوريين شعب واحد.. يجب ان نتوحد.. ولن نتنازل عن مطالب الشهداء قبلنا وعلى رأسهم ألشهيد مار بنيامين  في حقوقنا ومطاليبنا الشرعية في الحكم الذاتي لابناء شعبنا في كل مدنه وقراه  وسهوله ومنها سهل نينوى.


الاخوة والاخوات الاعزاء.. حتى الان زرت مرتين أبناء شعبنا وبناته المطرودين من بيوتهم واراضيهم من سهل نينوى والموصل.. في المرة الثانية رأيت ان كل نظارة وجوهم وعافيتها قد ذهبت، وكانو قد اصبحوا فعلاً مشردين، لايملكون أي شئ.. وكانوا فعلاً منكسرين.. حتى كبرياءهم وفخرهم وعزتهم كان منكسر وضعيف. وحتى بدأ يدب وينتشر فيهم المرض والبرغوث والقمل والامراض الجلدية الاخرى المعدية. ويشكرون كثيراُ التقدمات والمساعدات التي ارسلت لهم من العوائل السوراية في الدانمارك على وجبتين.


اليوم سيقول لنا الرب ما لم تصنعوه بواحد من هؤلاء ولا صنعتموه بي.

أليوم لايستطيع ولا أحد منا نحن اللذين نعيش في الغرب ان نقول هذا ليس شأني ولايعنيني الامر.

بل العكس، هذا يهمنا جميعاً، ان كنا نعتبر أنفسنا سورايه ومؤمنين. بسبب ثقوا بي ايها الاعزاء، أنه ستأتي ساعة، وهي أتية، حتى نحن في المهجر.. أن لم نتحرك ونتحد، وكل حسب امكانياته أن يقدم العمل الجيد والمشاركة وألسند لشعبه، الذي نحن اليوم نُعرف به، ونستمد فخرنا منه.. ولكن فخرنا وكبريائنا وعزة نفسنا اليوم كُسر وديس عليه، سيأتي يوم سنندم عليه.

ألكنائس والاحزاب اليوم في الوطن قدر المستطاع وقدر تنازلاتها تعمل سوية، لاجل ان يستطيعوا أسناد شعبنا النينوي. مثال جيد كان أنتقال قداسة مار دنخا الرابع، ألذي افرز حزن كبير لكافة كنائسنا المشرقية العراقية بدون تفرقة. أنتقال مار دنخ الرابع في هذا الوقت العصيب، لم يكن فقط خسارة لكنيسة المشرق الاشورية، وأنما لكافة الكنائس العراقية والمشرقية والعالمية.

ولذلك لنا أمل اليوم من هؤلاء اللذين لهم أمكانية أن يعطو ثماراً جيدة ويقومون بالاعمال الجريئة والمثمرة لمساعدة شعبنا المشرد أن يستمروا في عطاءهم. سيأتي يوم سيضعف هؤلاء الظلام.. وسيقف شعبنا على قدميه وسيدينهم، مثل قيامة يسوع المسيح من الاموات بكل قوة ألهية بعد موت أرضي ضعيف بدون اي قوة وسلطان.


نم يامار دنخا قرير العين في ورود دبي نيسانيه للام أشور في هذه الايام التاريخية ب 6765 سنة مقاومة، تلك السنين الاعز والاقرب الى قلبكم.

 ولم تأتي ولا دورة البطاركة هذه الى واقع الحال بعودة جبارة الى نينوى، بعد أن وارى الثلاثة بطاركة الاخيرين لكنيستكم الاشورية المقدسة الثرى في ارض المهجر.

ونطمح لآن تقود كنيستنا المشرقية الاشورية مجدداً عودة قريبة جبارة الى أرض الاباء والاجداد في أربئيلو، سهل نينوى، بروار، صبنة، زاخو، عقرة وكافة بلداتنا الجميلة الاخرى.



تيريزا أيشو وموتوا دانمارك

10 04 2015