قناة عشتار الفضائية
 

مغاربة "داعش" ينتحرون في العراق ويقتلون المدنيّين في سوريا


عشتار تيفي كوم – بيامنير/

ما تزال أعداد "الدواعش" المغاربة المنتحرين ضمن عمليات عسكريّة لتنظيم "أبي بكر البغدادي" المتطرف في العراق وسوريا، في ارتفاع ملحوظ، وهي العمليات التي تستهدف في معظمها تجمعات شعبية أو عسكرية موالية للقوات العراقية

 وجيش النظام السوري؛ وهي المعطيات الميدانية التي تُزكّي الأرقام الرسمية التي كشف عنها حديثاً المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، في مقتل حوالي 286 مغربيا في سوريا والعراق.

عملية جديدة

ونشرت مواقع الكترونية موالية لـ"داعش" صوراً حديثة لداعشي مغربي يدعى "أبو محمد المغربي"، الذي نفّذ قبل أيام عملية انتحارية في منطقة "سيطرة ماجد" بمنطقة البغدادي التابعة لمحافظة الأنبار العراقية، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق باستهداف ثكنات الجيش العراقي ضمن معارك قتالية من أجل السيطرة على المنطقة، بما فيها المباني الأمنية والعمومية.

وتابعت المصادر ذاتها أن المقاتل المغربي نفذ عمليته الانتحارية بتفجير سيارة مفخخة، مضيفة أن العملية أعقبها تدخل مباشر لمقاتلي التنظيم، لترفق تقريرها بصور قالت إنها تعود للهجوم وتُظهر عدداً من الآليات العسكرية التابعة للجيش العراقي وهي في حالة دمار إلى جانب جثث لبعض الجنود العراقيين وهي ملقاة على الشارع.

من جهته، قال الإعلام الرسمي العراقي إن انتحاريّاً فجّر سيارة مفخخة في البغدادي، حيث كان يستهدف تجمعاً للقوات الأمنية وعناصر الحشد الشعبي في منطقة "سيطرة ماجد"، وهي العملية التي أعقبها، بحسب المصادر ذاتها، "هجوم مسلح لعناصر التنظيم في محاولة للسيطرة على المنطقة التي تعد الرابط بين قضاء حديثة وناحية البغدادي".

وأضافت المصادر ذاتها أن العملية أدت إلى إصابة الأمين العام لـ" كتائب الشهيد الأول قوة البراق"، واثق الفرطوسي، (تابعة للحشد الشعبي) بجروح في الاشتباكات، مضيفة أن "داعش" يسعى بتلك العمليات إلى "محاولات للزحف باتجاه مناطق جديدة"، فيما أكدت مصادر إعلامية تابعة لتنظيم "داعش" مقتل الفرطوسي، الذي وصفته بـ" المجرم".

"داعش" تقتل مدنيين

في سياق ذي صلة، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، ضمن آخر تقرير شامل لها، قتل تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة"، الموالية لتنظيم القاعدة، لأزيد من 4563 شخصاً في سوريا، منذ تأسيسهما، منهم 1506 مدنيّاً، يضمون 219 طفلا و213 امرأة، إلى جانب 3057 مسلحاً.

وقتل "داعش"، الذي يضم المئات من المغاربة في صفوفه، نسبة كبيرة من السوريّين المدنيين، وفق نص التقرير، بحصيلة فاقت 1231 مدنياً بينهم 174 طفلاً و163 سيدة، قتل أغلبهم في محافظات حلب (479) ودير الزور (233) والحسكة (143) والرقة (110)، إلى جانب مناطق حماة وإدلب وريف دمشق وحمص؛ أما عدد المسلحين الذي قضوا على يد التنظيم المتطرف، وينتمون إما لقوات النظام السورية أو لتنظيمات جهادية أخرى، فتجاوز 2966 مسلحاً، أغلبهم في دير الزور (1152) وحلب (1110) وإدلب (237) والرقة (138).

وأورد التقرير ذاته، أنّ عمليات القتل تلك، التي يُباشرها مقاتلوا "داعش" في سوريا، تتمّ غالبا عبر تفجير سيارات وشاحنات مفخخة بمتفجرات يدوية الصنع، وأيضا القصف بقذائف صاروخية من نوع "هاون" و"كاتيوشا"، إلى جانب عمليات الإعدام.. وهي العمليات التي تكون عشوائية ولا تراعي المنازل السكنية، حتى أن التقرير وثق لمقتل 4 مدنيين من عائلة واحدة في قصف طال منزلا في دير الزور في ماي الماضي.

وخلص التقرير الحقوقي أن حوادث القتل التي يمارسها "داعش"، ومعها جبهة النصرة، ترقى إلى "جريمة ضد الإنسانية" و"جرائم حرب" تستدعي العقاب دولياً، مضيفا أن تلك التنظيمات تنتهك أحكام القانون الدولي الإنساني "عبر عمليات القصف العشوائي والعديم التمييز.. وعبر عمليات إعدام الأسرى".