قناة عشتار الفضائية
 

صحيفة أميركية: عودة المارينز للعراق بعد 3 سنوات من الانسحاب تكشف عدم انتهاء مهمتهم


عشتار تيفي كوم – المدى/

اعتبر عدد من جنود المارينز في العراق، امس الجمعة، ان عودة قوات بلادهم إلى العراق "إشارة للنفوذ الأميركي" في المنطقة. ورجحوا أن يكون للأميركان "دور في مجريات الأحداث"، فيما أكدوا أن دورهم الآن هو تقديم المشورة "وصقل" قدرات القوات العراقية.

وقالت صحيفة مارين كوربس تايمز الأميركية في تقرير لها، وأطلعت عليه (المدى برس)، إن "المسؤولين العسكريين لم يكشفوا بالضبط كم من الجنود الأميركيين الثلاثة آلاف المتواجدين الآن في العراق هم من عناصر المارينز"، مبينة أن "هؤلاء الجنود مضى عليهم سنة تقريباً منذ اجتياح تنظيم داعش مساحات واسعة من العراق وهم يتولون مهمات تقديم المشورة والتدريب وإدارة ومواجهة الأزمات".
وينقل تقرير الصحيفة عن جندي في المارينز شارك في معركة الفلوجة 2004، قوله إن "ما تفعله القوات العراقية الآن يذكرني بما كنت أواجهه سابقاً في ارض المعركة، عندما أراهم يتقدمون بوحداتهم وفصائلهم القتالية".
فيما يقول النقيب ايليوت اكرمان، الذي خدم في العراق بصفة آمر فصيل العمليات الخاصة لقوات المارينز بحسب الصحيفة، إن "إعلان الولايات المتحدة بأن الحرب قد انتهت في العام 2011 بعد سحب القوات لايعني أنها قد توقفت فعلاً"، مشيراً إلى أن "عودة القوات إلى العراق بعد مرور ثلاث سنوات من مغادرتهم له تعني بأن عملهم لم ينته بعد هناك وربما لا ينتهي لسنوات مقبلة".
ولفت اكرمان إلى أن "القوات الأميركية الموجودة حالياً في العراق لايعني تنفيذها مهمات قتالية هنا، ولكن تواجدها سيستمر كموطئ قدم كما هو الحال مع تواجد قواتنا في كوريا ودول أوربا"، عاداً ذلك "إشارة لتعزيز النفوذ الأميركي وإن للأميركان دوراً في مجريات الأحداث".
وتابع اكرمان أنه "بغض النظر عما ستؤول اليه الأوضاع خلال الأشهر القليلة المقبلة أو حتى السنوات فإن مهام قوات المارينز المتواجدة حالياً في العراق تشير إلى أن الولايات المتحدة ستستمر بالحفاظ على موطئ قدم لها في الشرق الأوسط".
وأكد اكرمان أن "المارينز قد لا يكونون في الجانب الهجومي ولكن مهامهم في مجال التدريب وتقديم النصح والمشورة ستساعد في صقل مهارات وقدرات القوات العراقية على امتداد الطريق الطويلة".
وأوضح التقرير أن "بداية وجود قوات المارينز في العراق بدأت منذ شهر حزيران الماضي عندما وصل فريق من أسطول مكافحة الإرهاب الأمني التابع للمارينز إلى بغداد لحماية مبنى السفارة الأميركية هناك"، مشيراً إلى أنه "وبعد مرور مدة من الوقت في ذلك الصيف عززت هذه القوة بـ 150 جندياً آخر من وحدة قوات مشاة المارينز الخاصة من قاعدة نورث كارولاينا".
وأشار التقرير إلى أن "مشاهدة قوات المارينز لمناطق كانوا قد قاتلوا فيها مسلحي القاعدة سابقاً وضحوا بدمائهم من اجل تحريرها قد وقعت الآن مرة أخرى تحت سيطرة مسلحي داعش أمر صعب ومحزن لكثير منهم"، مستدركاً "ولكن ضباط المارينز عندما يرون العراقيين وهم يسترجعون قسماً من الأراضي، يثبت بأن جهودهم التي بذلت هنا لم تذهب سدى".
يذكر أن عديد القوات الأميركية المتواجدة الآن في العراق يقدر بحدود ثلاثة آلاف عنصر تقريباً غالبيتهم من الجنود حيث يتوزعون على مهام التدريب في قواعد مخصصة لذلك في مواقع مختلفة حول البلاد وكذلك تقديم المشورة والمساعدة للقوات العراقية المشتبكة بعمليات قتالية ضد تنظيم داعش.
يشار إلى أن الولايات المتحدة تقود تحالفاً دولياً ضد تنظيم داعش، في العراق وسورية، فيما أبدى مزيد من الدول رغبته بالمشاركة في هذه الحملة، بعد تعاظم خطر التنظيم وانضمام عدد من مواطني هذه الدول إلى صفوف التنظيم والتخوف من عودتهم لتنفيذ عمليات داخل هذه الدول.
وشنت الولايات المتحدة وقوات التحالف أكثر من 1200 ضربة جوية في العراق وسورية منذ شهر آب بعد أن اجتاح تنظيم داعش لأراضٍ في العراق وسورية.
وسيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، (405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (العاشر من حزيران 2014)، وارتكب "فظائع" ضد مكوناتها ومواقعها الدينية والتاريخية، عدتها جهات محلية وأممية "جرائم ضد الإنسانية، قبل ان يمتد نشاطه إلى مناطق أخرى.