عشتار تيفي كوم/

السيدات والسادة الحضور .. طاب مساؤكم

تمر اليوم الذكرى المئوية لابادة الجماعية للارمن، ومذابح سيفو للشعب الكلداني السرياني الاشوري، والتي تسمى ايضا "بمذابح سفربرلك "في المناطق التابعة للدولة العثمانية ، تلك الدولة التي اتخذت نهجا عنصريا ً و دمويا ً لإبادة شعب مسالم في أرضه التأريخية.

اذ اصدرالطاغية سلطان عبد الحميد الثاني الاوامر بقتل و أبادة المواطنين الابرياء من المسيحيين، في واحدة من ابشع الجرائم التي عرفها التاريخ، وأبشعها على الاطلاق في العصر  الحديث .. إذ مارس  عمليات قتل مختلفة منها (الذبح ،الرمي بالرصاص – دفن و حرق الاحياء-   و ألقائهم  من الاماكن المرتفعة و غيرها من الفضايع) وقد طالت هذه الممارسات الترويعية ما يزيد على مليون ونصف مليون نسمة منهم النساء والاطفال والشيوخ، فضلا ً عن قيامهم بعمليات التمثيل بالجثث، واغتصاب الفتيات والنساء ومن ثم تشويه جثثهم وذبحهم، كما قاموا بسلب و حرق  الممتلكات ومصادرتها بهدف انهاء الوجود المسيحي في الاراضي الواقعة تحت سيطرتهم والقضاء عليه بالكامل.

وتعد أبادة الارمن و مذابح سيفو ، حلقة في مسلسل ابادة المسيحيين في الشرق عموما. وما يجري اليوم من عمليات ارهابية من قبل تنظيم داعش التكفيري، بحق ابناء شعبنا في مدينة الموصل، وبلدات سهل نينوى، تلك الجرائم التي يعاقب عليها القانون الدولي لكونها من جرائم الابادة الجماعية، والجرائم ضد الانسانية، ليس سوى امتداداً وتواصلا لهذا المسلسل ولهذا النهج التكفيري الاقصائي ضد شعبنا، لا لشيء سوى لكونه مسيحي.

 إننا في الهيئة التنسيقية لمنظمات المجتمع المدني في عنكاوا  نستذكر هذه المناسبة الاليمة في داخل الوطن و خارجه بغية إحياء هذه الفاجعة المؤلمة وكشفها للعالم من اجل ألا تتكرر هذه الجرائم الدموية بحق شعبنا. ونتمنى ان يكون هناك المزيد من  التعاون  و التنسيق مستقبلا لاستذكار هذه الجريمة النكراء .. كما ندعو المؤسسات الارمنية والكلدانية السريانية الاشورية و كل ألاصدقاء الى العمل المشترك بغية إيصال كافة المناشدات والمطالبات والحقائق التاريخية الى المحافل الدولية للظغط على الدولة التركية للاعتراف بهذه الجرائم البشيعة ، وتعويض المتضررين منها ماديا ومعنويا، وضمان اعادتهم الى مناطقهم التاريخية، ومحاسبة الجهات  التي شاركت الدولة العثمانية   في هذه الابادة .

المجد والعز لشهداء شعبنا، شهداء( الحرية والايمان والسلام) .. والخزي والعار لإعداء الانسانية والحرية .. من مرتكبي جرائم القتل الجماعي بحق المدنيين الابرياء. 

الهيئة التنسيقية لمنظمات المجتمع المدني في عنكاوا

24/ 4 / 2015

أربيل / عنكاوا

* القيت الكلمة في الاحتفالية التأبينية التي نظمتها  جمعية الثقافة الارمنية في عنكاوا بالتعاون مع الهيئة التنسيقية لمنظمات المجتمع المدني في عنكاوا  في كنيسة  ام المعونة في عنكاوا،  بمناسبة مرور مائة عام على مذابح سيفو والابادة الارمنية.