قناة عشتار الفضائية
 

المجلس القومي الكلداني يعلق إحتفائه بذكرى تأسيسه الثالثة عشرة ويصدر بياناً بالمناسبة


عشتار تيفي كوم/

أصدر المجلس القومي الكلداني بياناً بمناسبة ذكرى تأسيسه الثالثة عشرة، ونود ان نلفت عناية الأخوة في الأحزاب والتنظيمات والمنظمات والمؤسسات وأبناء شعبنا بأن المجلس قد علق إحتفائه بذكرى تأسيسه هذا العام وذلك للظروف التي يمر بها العراق واقليم كوردستان في مواجهة الأرهاب وتضامناً مع شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في المآسي التي يعيشها بعيداً عن دياره. وفيما يلي نص البيان:

بيان

في خضم التحديات والواقع المرير الذي يمر به شعبنا اليوم تطل علينا الذكرى الثالثة عشرة للإعلان عن تأسيس المجلس القومي الكلداني، إذ كان لأنطلاقته في التاسع والعشرون من نيسان عام 2002 التجسيد الحقيقي لترسيخ الرؤى والأسس القومية للكلدان كشعب اصيل يمتد تأريخه الى 7315 عام من الآن، وليحافظ على موروثه التاريخي والحضاري الذي صاغه أجدادنا العظام بكل ما يحمله من القيم والمعاني والمباديء والأسس العلمية والأنسانية والثقافية التي فتحت آفاقاً واسعة لخدمة البشرية على مر الأزمان.

ورُغم كل الصعاب والتحديات التي رافقت مسيرة المجلس النضالية منذ المراحل الأولى لتأسيسه ولحد اليوم، لم تثني مناضليه في الحفاظ والدفاع عن المباديء التي آمنوا بها ويعملون من أجلها والتي تجسدت في عملنا المشترك مع كافة المكونات العراقية والكوردستانية بروح التآخي وإدامة العلاقات التأريخية والنضالية والأجتماعية وصولاً الى تحقيق ما يصبو له شعبنا الكلداني من الأهداف والحقوق والمطالب المشروعة.

لقد عانى شعبنا الكلداني السرياني الآشوري الأمرين في ظل الأنظمة الدكتاتورية التي تعاقبت على حكم العراق، وكان سقوط النظام البائد عام 2003 والأحتلال الأمريكي للعراق منعطفاً في فتح صفحة جديدة من العنف والقتل والتهجير بحقه من قبل الجماعات الارهابية والتكفيرية، وآخر معاناته كانت على يد ما يسمى بالدولة الأسلامية (داعش) مما شكل تهديداً حقيقياً لوجوده ومستقبله وأفرازه للكثير من المآسي والصعاب وخاصة بعد التهجيرالقسري لشعبنا من مناطقه في الموصل وسهل نينوى وتدمير حضارته والتي تندرج بكل المقاييس والمواثيق والعهود الدولية ضمن الإبادة الجماعية (الجينوسايد) والتطهير العرقي. وإزاء الأزمة الراهنة التي تمر على شعبنا فأن مجلسنا لم يقف مكتوف الأيدي بل سعى ويسعى جاهداً لإيجاد كل الحلول وعلى مختلف الأصعدة السياسية والبرلمانية والدبلوماسية والتي من شأنها التخفيف من معاناتهم وعودتهم الى مناطقهم، وكان لأعضاء المجلس وأبناء شعبنا الخيرين في المهجر وقفة تجاه أخوانهم ودعمهم ومساندتهم من خلال حملات الإغاثة والتبرعات.

ان قيادة المجلس القومي الكلداني ومن منطلق حرصها على شعبنا والدفاع عنه ومن خلال نهجنا السياسي والقومي ونظرتنا للواقع العسكري والأمني على الأرض وعدم التوافق السياسي بين الكتل الحاكمة، نرى بأن الانفراج والعودة الآمنة لشعبنا الى مناطقه أتخذ طابعاً ضبابياً يصعب التكهن بأبعاده ونتائجه، لذا فأننا نطالب ونؤكد على الجهات السياسية والعسكرية في الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان على أن عودة شعبنا الى بلداته وقراه في سهل نينوى أصبحت من الأساسيات التي يجب حسمها والإسراع بتحريرها، لأن التلكؤ والتباطؤ بهذا الأمر يعني أزدياد معاناة شعبنا في مجالات الاغاثة والإيواء في المحافظات التي نزحوا اليها في اقليم كوردستان وفقدان الرعاية المؤسساتية بكل مفاصلها وازدياد هجرته خارج العراق.

وبذات السياق فأن مجلسنا يطالب الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي بإقامة المنطقة الآمنة لشعبنا في سهل نينوى وبرعاية دولية بعيدة عن الصراعات السياسية والتجاذبات الطائفية والتدخلات الأقليمية، وإعادة اعمار ما خلفه تنظيم داعش الأرهابي والعمليات العسكرية ضده من دمار وخراب للبنى التحتية من خلال دعوة الدول المانحة والمجتمع الدولي عموماً للمساعدة في هذا المجال، والتعويض العادل لأبناء شعبنا لما أصابه من تدمير لأقتصاده وممتلكاته.

ومع إحتفائنا بهذه المناسبة نتطلع ويتطلع أبناء شعبنا في إنتهاء مأساته المفتوحة والأنتهاكات التي تمارس بحقه من التهجير والظلم والقتل، وما يمر به العراق اليوم وما تحمله المرحلة الراهنة من تأريخ شعبنا من تحديات وتداعيات فان قيادة وأعضاء ومؤازري المجلس القومي الكلداني مصممون أكثر من أي وقت مضى على مواصلة مسيرتهم النضالية مهما غلت التضحيات في تحقيق مطالب وتطلعات شعبنا المشروعة والمصيرية واننا على العهد باقون.

وختاماً نأمل ان تكون الأيام القادمة مبعث خير للعودة السريعة لأهلنا الى ديارهم سالمين والعيش الآمن والأستقرار على أرضنا المعطاء، وان نمحو من أذهاننا السعي لترك وطننا وأرضنا أرض الآباء والأجداد حتى نفوت الفرصة على أعدائنا والمتربصين بنا من تنفيذ أجنداتهم وجرائمهم وأن نعمل يداً بيد من أجل إعمار ما خلفه الأرهاب.

 

  المكتب السياسي

للمجلس القومي الكلداني

  29 نيـسان 2015