قناة عشتار الفضائية
 

بلجيكا: جدل وتوتر في الأوساط الحزبية على خلفية مذبحة الأرمن


عشتارتيفي كوم-  آكي/


يتوقع أن تعترف بلجيكا رسمياً بالمذبحة التي إرتكبتها الدولة العثمانية بداية القرن الماضي بحق الأرمن، حيث يتم حالياً وضع اللمسات الأخيرة على نص قرار سيطرح للتصويت قريباً في البرلمان الفيدرالي.

وقد وقعت أحزاب الأغلبية (يمين) كافة على نص القرار، بينما لم تعلن أحزاب المعارضة عن مواقف واضحة، خشية إضافة مزيد من التوتر على الأجواء السائدة حالياً في البلاد بسبب هذا الموضوع الحساس.

وتسيطر أجواء من التوتر على المشهد السياسي والحزبي البلجيكي، على خلفية إمتناع بعض النواب البرلمانيين الفيدراليين والمحليين (خاصة من أصول تركية)، عن الوقوف دقيقة صمت احياء لذكرى ضحايا المذبحة (عام1915)، وما نتج عن ذلك من مواقف متباينة تبنتها الأحزاب المختلفة التي ينتمي إليها هؤلاء.

وتؤكد الأوساط السياسية على أن النواب من أصول تركية قد تبنوا مواقف مماثلة للموقف الذي عبرت عنه السلطات الرسمية التركية، ما يطرح أسئلة هامة حول ولاء هؤلاء وحقيقة اندماجهم وتبنيهم لوجهة نظر بلجيكا القائلة بضرورة احترام مضامين القرارات الدولية والأوروبية.

وقد إتخذت الأحزاب مواقف مختلفة، فقد عمد حزب النادي الإنساني الديمقراطي (معارضة)، إلى فصل البرلمانية ماهينور أوزدمير، من صفوفه، على خلفية رفضها الإقرار بالمذبحة، وتجريدها من كافة الوظائف التي تقوم بها باسمه.

أما الحزب الإشتراكي، وهو في صفوف المعارضة أيضاً، فقد أكتفى بتوجيه لفت نظر إلى البرلماني أمير كير، الذي تغيب بشكل مقصود عن جلسة برلمانية، وقف فيها النواب دقيقة صمت إحياء لذكرى ضحايا المذبحة.

ولم تعترف بلجيكا رسمياً بمذبحة الأرمن، لكنها لم تنكرها، بينما اعترف بها البرلمان الأوروبي رسمياً وطالب كافة الدول، خاصة تركيا، بالإقرار بالأمر نفسه.

وحول هذا الموضوع، أشار البرلماني الأوروبي دينيس دوكارم، من الحركة الإصلاحية، أن بعض النواب يتصرفون أحياناً كأجانب وليس كمواطنين حيال بعض القضايا، "إن الأحزاب التي إختارت ضمهم إلى صفوفها، تعي حجم الفشل حالياً، فهناك مشكلة هوية"، وفق كلامه.


وأقترح دوكارم أن تجري كافة الأحزاب نقاشات داخلية لتعريف وتوضيح مذبحة الأرمن قبل اللجوء إلى التصويت في البرلمان الفيدرالي، "يجب على الجميع التخلص من النظرة الضيقة المحصورة بالجالية التي ينتمي إليها"، على حد قوله.

وكان الحزب الإشتراكي قد أكد أن كافة أعضائه، من أصول تركية وغيرها، سيتبنون موقفاً موحداً تجاه هذه المسألة قبل التصويت، مشيراً أنه سيتم فصل أي نائب يصوت عكس إرادة الحزب.

وكانت الأيام والأسابيع الماضية قد شهدت عدة تظاهرات لمواطنين من أصول تركية، يطالبون السلطات البلجيكية بعدم الاعتراف بالمذبحة وتفكيك النصب التذكارية المتواجدة في البلاد، لتكريم ضحاياها.

وينظر العديد من المراقبين بخشية لهذه التطورات، إذ يرون أن بعض الأحزاب تتساهل من نوابها ذوي الأصول المهاجرة لأسباب إنتخابية، وحرصاً على الأصوات التي سيحصلون عليها داخل جالياتهم.