قناة عشتار الفضائية
 

بلجيكا: البرلمان يتبنى قراراً يعترف بمذابح الأرمن



عشتارتيفي كوم- آكي/ بروكسل

 
تبنى البرلمان البلجيكي ليل أمس قراراً بأغلبية ساحقة، ينص على اعتراف البلاد بالمذابح التي تعرض لها الأرمن على يد قوات الدولة العثمانية أوائل القرن الماضي

وقد صوت على القرار كافة النواب من أحزاب الأغلبية والمعارضة معاً، باسثناء ثمانية، وصفوا نص القرار بـ"الضعيف وغير الكافي". القرار الذي يعتبر تبنياً لموقف رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل، الذي تم الاعلان عنه في الثامن عشر من الشهر الماضي، بشأن اعتراف بلجيكا رسمياً بمذابح الأرمن

وكانت مسألة الاعتراف بمذابح الأرمن قد أثارت جدلاً واسعاً بين أطراف الطبقة السياسية البلجيكية، خاصة لدى بعض النواب المنحدرين من أصول تركية، كما أدت إلى بعض التوتر في العلاقات التركية البلجيكية

ويطالب نص القرار، في فقرته الثانية، الحكومة البلجيكية بعدم تحميل المسؤولية للآتراك المعاصرين، "يجب الإقرار بأن الدولة التركية الحالية ليست مسؤولة لا أخلاقياً ولا تاريخياً عن المأساة التي تعرض لها الأرمن على يد الدولة العثمانية"، حسب النص

وأثارت هذه الفقرة حفيظة بعض النواب الذين طالبوا بشطبها، وامتنعوا عن التصويت عندما تم رفض طلبهم

وفي رد فعل أولي على القرار، أعربت جمعيات محلية أرمنية وآرامية في بلجيكا عن عدم رضاها عن النص الذي تم تبنيه، "النص بشكله الحالي غامض ويتضمن خلطاً خطيراً للحقائق"، حسب البيان الصادر عنها

وتسلط الجمعيات الأرمنية والأرامية الضوء، في بيانها، على شجاعة العديد من المفكرين والمؤرخين الأتراك الذي يعملون على دراسة المذبحة والكشف عن حقيقة ما حدث، مخاطرين بحرياتهم وأحيانا بحياتهم، مقابل السلطات التركية الحالية التي ترفض الحقيقة وتقمع أي تحرك يساهم في الكشف عنها

وترى الأوساط الأرمنية أن ممارسات الحكومة التركية الحالية، برئاسة رجب طيب أردوغان، ما هي إلا إمتداد للتصرفات العثمانية، "وبالتالي فهي تتحمل المسؤولية الأخلاقية"، حسب تعبيرها

وتردد بعض المصادر المقربة من الملف، أن الفقرة الثانية، قد أُعدت أصلاً من أجل تجنب أزمة دبلوماسية مع حكومة أنقرة التي ترفض الاقرار بهذه المذبحة

وتثير مسألة الاعتراف بمذابح الأرمن جدلاً عميقاً في الأروقة الأوروبية، إذ أن البرلمان الأوروبي اعترف بها منذ سنوات وطالب الدول الأعضاء بتبني الموقف نفسه، لكن العديد من الدول الأعضاء في التكتل لا تزال مترددة في هذا الأمر، وهو حال المفوضية الأوروبية أيضاً، التي تقر بالمأساة التي تعرض لها الأرمن ولكنها لا تتبنى تعبير مذبحة

ويعيد المراقبون الأمر إلى أسباب جيوسياسية بحتة تتعلق بدور تركيا الاقليمي والحاجة لها للتعامل مع العديد من الملفات، بالاضافة إلى الاشكالية التي تطرحها مفاوضات إنضمامها للتكتل الموحد، وهي العملية المتعثرة منذ عام2005