قناة عشتار الفضائية
 

لماذا يُضطهد المسيحيون في الشرق الأوسط؟



عشتار تيفي كوم - اليتيا/

نلحظ من خلال آخر الأخبار ان العنف لا يتوقف في الشرق الأوسط وان الضحايا الذين يعانون من اضطهاد تاريخي هم المسيحيون. ومن الأسئلة المطروحة إزاء هذا الوضع: لماذا المسيحيون بالتحديد؟
لا تسهل الإجابة على هذا السؤال فهناك اسباب عديدة تفسر اضطهاد المسيحيين في هذه المنطقة من العالم. لكن وقبل التطرق الى البعض منها، تجدر الإشارة الى ان لا تمييز في عنف الدولة الإسلامية.  

فعانى اليزيديون أيضاً الاضطهاد خلال الحرب السورية الدائرة إلا ان المسيحيين هم الشريحة الأكثر استهدافاً بين الأقليات المعروفة في العالم الاسلامي. فتم اعتبارهم عبر التاريخ المناهضين للدين السائد: الإسلام
أولاً، اعتبر المضطهدون المسيحيين الشرقيين، وهم أقلية في اراضي ذات أغلبية مسلمة، اقلية ضعيفة يمكن التلاعب بها بسهولة فلطالما كانت الأقلية المسيحية كبش محرقة في الصراعات

ثانياً، يجعل موقف المسيحيين المناهض للعنف منهم ضحية سهلة. وكانت الأمثلة الداعة لهذا الموقف واضحة عبر التاريخ ومطبوعة بوفاء هذه الجماع لرسالة يسوع المسيح، منخرطين بشكلٍ أساسي في قضايا وديناميكيات سلمية وذلك خاصةً من أجل تجديد غناهم التاريخي ثقافياً

فكان المسيحيون العرب في منطقة سوريا الكبرى (أي سوريا ولبنان والاردن واسرائيل وفلسطين اليوم) مُطلقي حركة النهضة العربية في القرن التاسع عشر. وانقذ علماء وصحافيون وفلاسفة مسيحيون اللغة العربية بعد قرونٍ من الانحطاط مؤسسين صحف ومجلات ومراكز ثقافية فأرسوا أسس القومية العربية المعاصرة

وقبل المسيحيون بان الشهادة جزءٌ من الإيمان حسب تعاليم يسوع المسيح: " حينئذ يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم، وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل اسمي. وحينئذ يعثر كثيرون ويسلمون بعضهم بعضا ويبغضون بعضهم بعضا." (متى 24: 9 – 10).

ويُشير القديس افرام السرياني في اناشيده ان اضطهاد الامبراطور جوليان في العام 363 كان الدليل لتمييز المسيحي الحقيقي الذي يذهب الى "الكرم" حتى في الشتاء فلا يرى الثمار إلا انه يثابر في المسيح. فقبل عدد كبير الموت شهادةً لإيمانه. ويعتبر التركة التاريخية والروحية الغنية لهذه الأرض مثالاً فريداً يشهد لقوة الإيمان والمحبة والمغفرة