عشتارتيفي كوم/
تمر علينا هذه الايام الذكرى الثانية والثلاثين على أنفلة (8000) من
الرجال والشباب واليافعين البارزانيين في عام 1983، حيث قام النظام العراقي في تلك
الحملة بإبادة البارزانيين بأبشع الصور الوحشية وبشكل منظم.. وكانت تلك أولى حملات
الإبادة الجماعية (الجينوسايد) الكبرى التي نفذها النظام العراقي إبان حكم صدام
حسين ضد الأمة الكوردية .. ففي صبيحة يوم 31 تموز عام 1983 ، خرجت قوة كبيرة
مدعومة بقوات الحرس الجمهوري نفذت خطة تم بموجبها بقاء تلك القوات في اماكن
قريبة من المجمعات التي تضم العوائل البارزانية وبسرية تامة رافق ذلك بتطويق
المجمعات بتلك القوة وبوشر بجمع العوائل البارزانية من مجمعات ما تسمى القدس
والقادسية وقوشتبه القريبة من مركز محافظة اربيل وبدء المرحلة الاخرى في مجمعات
ميركا سور وحرير ضمن قاطع شقلاوة ومجمع ديانا ضمن قاطع راوندوز ومجمع سور في قاطع
قضاء الزيبار ومجمع بحركة ، وتم القاء القبض على تلك العوائل ، وفي بغداد ايضاً اذ
شملت كل من الذكور من عمر (15 سنة) الى ما فوق وفي المرحلة الاخرى تم نقلهم
الى بغداد وتسلمهم من قبل مديرية الامن العامة ومنها قامت وحدة اخرى بنقلهم
الى منطقة (بصيه) التابعة الى محافظة المثنى (السماوة) ليتم اعدامهم من قبل فريق
متخصص بتنفيذ هذه الجريمة غير الانسانية ودفن قسم منهم وهم احياء.. واوعز مدير
الامن العام حينها بتنظيم ست عشرة قضية واحالتها الى محكمة الثورة سيئة
الصيت لتصدر عليهم حكم الاعدام وهم اصلاً قد نفذ فيهم ذلك الحكم قبل ان تعقد
المحكمة جلستها.
لقد كان الشعب الكوردي من اكبر المتضررين من قبل الانظمة الدكتاتورية
منذ تأسيس الدولة العراقية من حيث عدد الضحايا والشهداء والمفقودين فضلا عن
استعماله اساليب القمع والتنكيل والابادة الجماعية ضدهم ولاسيما من قبل نظام صدام
.
لقد قررت محكمة الجنايات العراقية العليا في عام 2011 بأن جريمة أنفلة
البارزانيين هي إبادة جماعية (جينوسايد) ، إلا أن الحكومة العراقية الإتحادية لم
تنفذ ذلك القرار حتى الآن في إحقاق الحق لذوي المؤنفلين من ضحايا الجينوسايد، وهذا
يدفعنا أن نطالب الحكومة الفدرالية العراقية مرةً أخرى بتنفيذ القرار وإعادة
الحقوق القانونية والمدنية لذوي المؤنفلين في بارزان وكرميان وحلبجة والمناطق
الآخرى من إقليم كوردستان وتعويضهم كأدنى واجباتها تجاه عوائل وذوي هؤلاء
الضحايا.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
والعزة لذوي المؤنفلين وشعب كوردستان الصامد