قناة عشتار الفضائية
 

البطريرك ساكو: على الكنيسة أن تكون أُماً بدلاً من نشر العقيدة فقط


عشتار تيفي كوم - ابونا/

حاوره: فرنسيسكو بوليسو ، ترجمة: منير بيوك

إن سينودس العائلة الذي يجري عقده حالياً هو مناقشة مفتوحة يستطيع كل شخص خلاله أن يتحدث ويعبّر عما يجول في فكره بحرية. شكل سينودس العام الماضي نقطة إنطلاق جيدة، ويحرز حالياً تقدماً. لكن تتجه المناقشات الآن إلى الأمام. فالشيء المهم هو أن تكون الكنيسة قريبة من الناس من خلال تقديم التشجيع للناس ونشر القليل من الفرح، فالموضوع بمجمله ليس حول إصدار التشريعيات. "نحن رعاة ونحن على اتصال دائم مع الناس". قدّم أحد آباء السينودس وبطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية على بابل، لويس ساكو، أفكاره متحدثاً عن الظروف الصعبة التي تواجهها الكنيسة في العراق:

البطريرك ساكو، كيف يتم حالياً السير بالسينودس؟ هل هناك مناقشة فعّالة، وهل تم عرض موقف مختلفة؟

"من المهم جداً بالنسبة لي أن أذكر أنه يجري هناك نقاش حر. لم يكن هناك أي صدام لحد الآن، لذلك، لدينا مطلق الحرية في التعبير عما يجول في فكرنا. وقبل كل شيء، ونحن بحاجة لتذكير أنفسنا بأننا رعاة، نحن رعاة، نحن على اتصال مع الناس، ونحن نرى الناس، ونحن نشعر بمعاناتهم. لذلك، كرعاة نحتاج إلى أن يتم أخذ إيماننا ورحمتنا بعين الاعتبار سوياً كما يفعل الرب يسوع. يتوقع الناس كلمات الأمل والتشجيع منا. نحن نحاول تقديم حوافز، كما أننا ننتظر ما سيقوم به البابا".

منذ بدء حبريته، تحدث البابا فرنسيس دائماً عن الرحمة على اعتبارها مفتاحاً لتفسير دور الكنيسة وعلاقتها مع العالم الذي يخضع لتحول عميق بحسب رأيه. ماذا يعني هذا؟

"لقد قلت أننا بحاجة لإعطاء الناس دفعة. الرحمة تعني أيضاً تثقيف الآخرين، فهي ليست غاية في حد ذاتها. فالكنيسة هي أيضاً أم. نحن ننشر الشيء الكثير عن العقيدة، كما أن التشريع يستغرق الكثير من المساحة في حياة الكنيسة. إلا أن ما نحتاجه اليوم هو المزيد من الإحساس والتشجيع. نحن بحاجة لرفع روح الناس المعنوية. كما أن الناس بحاجة اليوم إلى كلمات التشجيع، والكثير من الفرح، والتضامن. إنهم بحاجة الى أن يشعروا بوجود الكنيسة، ويجب ألا ننفصل عنهم كما هو الحال في التسلسل الهرمي. نحن عائلة واحدة، كما كنا نتكلم على الدوام كعائلة واحدة".

هل تعتقد أن هناك آخرين في السينودس يشاركونك الرأي في النظر إلى الأمور؟

"نعم، نعم، فمعظمنا قد تحدث عن هذا في  إطار مجموعات النقاش التي تعتمد نفس اللغة، إضافة إلى الأمور المتعلقة بالعدالة الاقتصادية، والشرعية، واستغلال النساء والفقراء. إن مهمتنا هي الدفاع عن هؤلاء الأفراد المظلومين. ففي السينودس هناك توجه قوي للغاية لإحداث التغيير".

وفقاً لما تستطيع قوله بخصوص نقاش السينودس، هل كان هناك تركيز أكبر على المشاكل التي تواجهها العائلات الأوروبية والغربية؟ أو هل برزت مظاهر أخرى، ومشاكل أخرى تتعلق بعائلات من مناطق أخرى من العالم كما هو الحال بالشرق الأوسط؟

"سنتحدث أيضاً عن التحديات التي نواجهنا. بعد كل هذا، عندما نتحدث عن التحديات فإننا نتحدث عن التحديات التي لها علاقة بالإيمان. كمسيحيين لا يوجد شيء آخر. ونحن (في العراق والشرق الأوسط) تفتقر إلى الاستقرار. هناك اضطهاد وهجرة، مما يعني أن الأسرة منقسمة. وبطبيعة الحال، فمن الواجب أن يؤخذ السياق الذي نعيشه بعين الاعتبار. فالثقافة الإسلامية تنظر إلى الأمور الجنسية والأسرة بطريقة مختلفة. هناك، من بين الأمور الأخرى، تعدد الزوجات، وهذه أيضاً مشكلة بالنسبة لنا".

البطريرك ساكو، ما هو الوضع في العراق اليوم وفي هذه اللحظة التي تتميز بالدرامية العالية؟

"العراق هو موطن لكنيسة ديناميكية تعمل بجد. لقد كنا الأوائل الذين قدمنا المساعدة للأسر التي جرى تهجيرها. نحن منفتحون على الحوار أيضاً، وهذا محل تقدير كبير. وبحسب اعتقادي، من المحزن أنه كان بإمكان الكنيسة الجامعة أن تفعل المزيد لمساعدة كنيستنا التي تمر بأوقات عصيبة، بدلاً من تركها لوحدها".

سؤال أخير: ما هو رأيك بالعمليات العسكرية التي تجري ضد تنظيم الدولة الإسلامية؟ لقد أشارت إليها بطريركية موسكو على أنها حرب مقدسة؟

"إنها ليست حرباً مقدسة، وهذا خطأ. لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بالوقوع في فخ بعض الاسلاميين الذين يتحدثون عن الجهاد. لا يوجد حرب مقدسة. ولكن من وجهة نظري، من واجبنا إنقاذ حياة كل هؤلاء الناس الأبرياء. لدي الحق في الدفاع عن نفسي. تستطيع الدولة أن تدافع عني وتحميني. لا أعتقد أن هذه الضربات الجوية تحقق شيئاً ما. أعتقد أن ما نحتاجه هو هجوم بري. نحن بحاجة إلى قوات للتخلص من تنظيم الدولة الإسلامية الذي يشكل خطراً، لأنهم يريدون تدمير الثقافة، والتاريخ، والحياة. لقد قتلوا الآلاف من الناس. لدينا ثلاثة ملايين لاجئ في العراق. لذلك على المجتمع الدولي واجب أخلاقي لإنجاز شيء ملموس، بالسعي لإيجاد حلول سياسية دائمة على أرض الواقع، لتمكين الناس من أن يعيشوا حياتهم بسلام دون الحاجة للهرب".