بينما المناصب الحساسة، والكبيرة، فهي بيد
المهاجرين المنضمين لداعش، الذين يتحكمون بالسلطات الشرعية والقضائية،
والتنفيذية.
ويبدو، أن السوريين، بيادق في رقعة داعش، جنود
أو أقل من ذلك، ووقود لمعاركه، وهو ما ظهر، بنسبة القتلى من التنظيم في معركته
بعين العرب كوباني، العام الماضي، فمعظمهم، كانوا سوريين!
القوة العسكرية للتنظيم
القوة العسكرية من مقاتلي داعش في الرقة، كبيرة
للغاية، وتقدر بالآلاف، كما أن التنظيم، حصّن المكان بشكل كبير، حيث حفر شمال
وغرب وشرق المدينة، عدة خنادق، وبنى متاريس، وزرع الكثير من حقول الألغام.
وبحسب الأهالي بالمدينة، يضاف إلى تلك
التكتيكات العسكرية، الانتشار المدروس لعناصر وانتحاريي التنظيم، بين منازل
الرقة، التي ستصبح مستقبلاً، نقاط اشتباك، في حال اندلاع حرب شوارع.
التنظيم يحضر للمعركة جيداً، من خلال التوزع
وزرع أنابيب بمنصفات الشوارع، بحيث تُملأ بالنفط ويتم إشعالها مستقبلاً للتمويه
على الطيران، وتوزيع الذخيرة داخل المدينة والأحياء، يؤكد أحد السكان في الرقة.
وينسحب كلامه، على حديث أبو محمود: لا
نتوقع أن هنالك معركة ستكون مشابهة لمعركة الرقة، لأن التنظيم لن يعيد تجربة تل
أبيض، انتشارهم بالمنازل بين المدنيين ونقل السلاح وغيره، يدل أنهم لن يتركوا
الرقة إلا وهي ركام.
ويختم حديثه بلكنته الرقاوية: إذا لم
يهدم الرقة الطيران، أكيد 3000 واحد بيهم إذا فجرم حالهم راح يهدون المدينة.
معركة كسر العظم على الأبواب
في خطوة لتحدي داعش بالرقة، التي يقول إنها
عاصمته، تم تشكيل جيش عشائر الرقة، بداية شهر تشرين الأول 2015، والذي يتبع بصورة مباشرة للواء ثوار الرقة،
المنضوي ضمن غرفة بركان الفرات.
يترأس التشكيل الجديد الذي أعلن عنه في بيان،
الشيخ عبيد الحسان (أبو فهد)، ويقتصر على العشائر العربية في المنطقة، حيث تم
التواصل مع كامل العشائر والقبائل المتواجدة، شمال الرقة، لإقناعهم بالانضمام
للتشكيل الجديد.
وبحسب مصادر لا يمكن الكشف عنها لأسباب أمنية،
فإن أهداف التشكيل، خلق حالة من التوازن مع الوحدات الكردية المسيطرة على
المنطقة الشمالية، وقتال تنظيم داعش، ولكي تكون لتلك العشائر قوة، تخولها
المشاركة مستقبلاً بإدارة المنطقة.
وتضيف المصادر، بأن جيش عشائر الرقة، سيعمل على
حماية أبناء العشائر، من أي فصيل عسكري، إن كان من الجيش الحر، أو الفصائل
الإسلامية، أو داعش، وسيعتمد تكتيك حماية المناطق، بشكل مباشر من أبنائها، ولن
يتم استقبال أي عنصر، من خارجها.
من هنا، يطفو سؤال على السطح، هل اقتربت معركة
كسر العظم بين العشائر، وبين التنظيم، من جرابلس شمال شرق حلب، إلى الرقة؟.
يبدو الجواب في طيات الأيام القادمة، خاصة وأن
لواء ثوار الرقة، أعلن يوم الخميس 29 تشرين الأول الماضي، أن معركة تحرير مدينة
الرقة قريبة!
التشكيل الجديد بعيون أهل الرقة
بالنسبة لرأي أهالي الرقة حول جيش عشائر الرقة،
فهناك تباين، المناطق الواقعة خارج سيطرة داعش بريف الرقة، يوجد فيها تجاوب كبير
مع التشكيل، أما الأماكن التي يسيطر عليها داعش، يحاول أهلها، التواصل مع جيش
العشائر، ليكون لهم دور مستقبلي فيه، وهو ما انتبه له التنظيم على ما يبدو، وكان
أحد أسباب إصداره، تعميم التجنيد الإجباري، كما يرى البعض.
داخل الرقة، لا رأي محدد تجاه هذا التشكيل، أي
جيش العشائر، بسبب التخوف من عودة حالة الفوضى من جديد والاقتتال، التي تعب
الناس منها، ويرغبون بالاستقرار رغم الضيق الكبير الذي خلفه تنظيم داعش، كما أن
تجربة دمار عين العرب كوباني، تزيد مخاوفهم، بالتالي، هم أمام نيران عديدة.
على العموم، تترسخ فكرة أن تنظيم داعش زائل،
عند شريحة واسعة من أبناء الرقة، فإحدى العائلات، تبرت من ابنها المنتسب
للتنظيم، وحالياً، الأم والأب والأخوة، يدعون عليه، بالعقاب من الله جراء خطوته
تلك، ولا يتعبون من ذلك!
وفي حال اندلعت المعركة، يتساءل أحد المدنيين
بلسانٍ رقاوي: المشكلة لوين راح نطفش وين نروح؟ ما نعرف، إذا أهل تدمر والسخنة
والدير والسفيرة نازحين بالرقة، نحنا لوين ننزح؟ مابي إلا الريف نروحلوا وتركيا
بدها خواجات ونحنا لقمة الخبز بالحسرة.
|