قناة عشتار الفضائية
 

مسيحيون سوريون يعترضون على تمثيلهم بمؤتمر الرياض بمعارضين من الخارج


عشتارتيفي كوم/

روما (1 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء


انتقد مسيحيون سوريون عدم دعوة معارضين آشوريون من داخل سورية لحضور مؤتمر الرياض الذي يجمع المعارضات السورية في شهر كانون الأول/ديسمبر بهدف توحيد رؤيتها وموقفها من وثيقة فيينا2 للحل السياسي للأزمة السورية التي اعتمدتها المجموعة الدولية الداعمة لسورية في 14 تشرين الثاني/نوفمبر

ودعا مسيحيون سوريون لضرورة إشراك المعارضة المسيحية/الآشورية الباقية داخل سورية في هذا اللقاء، وقالوا إنها الوحيدة القادرة على التعبير عن وجهة نظرهم وطرح تصورهم للحل السياسي للأزمة، وأشاروا إلى أنه لم يتلق أي فصيل أو شخصية آشورية معارضة (سرياناً وكلدناً) في الداخل السوري دعوة من المملكة لحضور لقاء المعارضة في الرياض حتى الآن، واعتبر العديد منهم أن استبعادهم هو إجحاف بحق مكون سوري أساسي.

وفي هذا السياق، قال سليمان يوسف، المعارض السوري والباحث المهتم بقضايا الأقليات، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "من خلال أسماء المدعوين للقاء الرياض، توجد أسماء عديدة تركت سورية منذ عقود لأسباب خاصة غير سياسية، وليس لها تاريخ نضالي ضد النظام والدكتاتورية، ودُعيت لهذا اللقاء على أنها شخصيات معارضة، فيما استبعدت شخصيات آشورية سورية هي معارضة للنظام منذ ثمانينيات القرن الماضي ودفعت ثمن مواقفها السياسية وهي مازالت صامدة في الوطن متحملة أعباء ومخاطر الحرب، مهددة بالاعتقال في كل لحظة".

وأضاف "لا نصادر حق المعارضات الآشورية في الخارج في المشاركة في هكذا لقاءات واجتماعات لكن الأهمية يجب أن تعطى لمن هم في الداخل من الآشوريين وغير الآشوريين، لمن هم صامدون رغم مخاطر الحرب وقساوة الحياة، وتمثيل الداخل المسيحي/الآشوري أهم وأكثر جدوى ومصداقية من حضور معارضين آشوريين سوريين يقيمون في الخارج منذ عقود طويلة لا سجل نضالي لهم ومشكوك بمشروعية تمثيلهم للآشوريين السوريين".

ورغم أن مسيحيي سورية بمختلف اتجاهاتهم ابدوا ارتياحاً لما ورد في وثيقة فيينا2، لكنهم بالعموم لا يعلقون آمالاً كثيرة على لقاء الرياض ولا على اللقاءات الحوارية بين وفد المعارضة والنظام التي قد تتم على قاعدة جنيف1 ووفق فيينا2، ويشيرون إلى عمق الخلافات والانقسامات داخل صفوف المعارضة والتناقضات السياسية بين تياراتها في الداخل والخارج من جهة، ويعتقدون بأنها لا تملك قرار الحرب والسلم في سورية وغير قادرة على فرض وتنفيذ قرار وقف القتال، ومن جهة ثانية هناك قناعة بأن النظام غير صادق في جميع دعواته للحل السياسي ولن يكون، ما يدعو البعض لاعتبارهم موالين للنظام.

وحول هذا الموضوع، يقول يوسف "إن عدم دعوة آشوريي الداخل لحضور لقاء الرياض سيعزز هذا التصور السياسي الخاطئ عن الآشوريين السوريين، لكن الحقيقة أن الكثير منهم في الداخل معارضون وحتى لو لم ينخرطوا في التشكيلات والأطر السياسية للمعارضات السورية، ويلجأ النظام للخداع بتطعيم لجانه ببعضاً منهم، وكذلك عدم إشراك آشوريي الداخل في وفود المعارضة وبصفتهم القومية يعني تهميش وإقصاء نحو مليون آشوري (سرياني كلداني) مازالوا يعيشون في الداخل السوري عن المشهد السياسي، وطمس لقضية عادلة تعتبر جزءاً من القضية الوطنية السورية العامة"، على حد تعبيره.