قناة عشتار الفضائية
 

البطريرك ساكو يوجه نداء الى المسؤولين الحكوميين والسياسيين والمرجعيات الدينية: بيوت المسيحيين في الموصل تهدم مع معالمهم التاريخية، وفي بغداد يستحوذ عليها



عشتار تيفي كوم - البطريركية الكلدانية/

المسيحيون أصلُ العراق وأهلهُ. هم أول من استقبل المسلمين القادمين من شبه الجزيرة العربية في اديرتهم ومدارسهم ومؤسساتهم وأورثوهم الكثير في مجال الثقافة والطب والإدارة والزراعة والترجمة!
اليوم لا فقط هجّر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) 120,000مسيحيا من الموصل وبلدات سهل نينوى وهم منذ سنة ونصف يعيشون هنا وهناك في خيم وكرافانات، انما بدأ يهدم اديرتهم وكنائسهم ويفجر بيوتهم لمسح ذاكرتهم بالتمام والكمال.
وفي بغداد هناك مجاميع واشخاص يستولون على بيوت المسيحيين وعقاراتهم ويزورون المستندات لان في ثقافتهم أملاك غير المسلمين حلال لهم. كما نذكر بألم الانتهاك الأكبر والمهين في تشريع البطاقة الوطنية الموحدة القانون 26/2 القاضي بإجبار الأولاد القاصرين على اعتناق الإسلام عند اشهار أحد الوالدين المسيحيين اسلامه لسبب ما؟
أكثر من مرّة راجعنا المسؤولين الحكوميين وزرنا بعض الشخصيات الدينية وذكرنا لهم المشترك بيننا إيمانيّاً وإنسانيًّا ووطنيًّا، وأكدنا لهم ولاءنا للوطن ورغبتنا في التواصل مع كل العراقيين وتضامننا معهم، وأننا لسناُ من دُعاة الانتقام، كانت هناك وعود، لكنها لم تجسد على ارض الواقع، واستمر نهج الاقصاء الذي يدفع بالمسيحيين الى الهجرة.
مرة أخرى نستصرخ ضمير المسؤولين في الحكومة والمرجعيات الدينية شيعية وسنية من اجل فعل شيء جديّ يصون حياة وكرامة وممتلكات المواطنين أيا كانوا لأنهم بشر وعراقيون ولا يمكن باي شكل من الاشكال استباحة حياتهم وحريتهم وممتلكاتهم، خصوصًا ان هذه الممارسات بعيدة عن رسالة الدين وتعد إبادة جماعية من نوع آخر.
املنا كبير بان يسمع من يهمه الامر نداءنا الإنساني والوطني هذا.

 

 

   د. لويس روفائيل ساكو

   بطريرك الكلدان