قناة عشتار الفضائية
 

البطريركية الكلدانية تقيم صلاة مشتركة ترحماً على أرواح ضحايا مجزرة الكرادة

 

عشتارتيفي كوم- اعلام البطريركية/


 اقامت البطريركية الكلدانية مساء الخميس 7/7/2016 في كنيسة سلطانة الوردية – الكرادة، صلاة مشتركة ترحماً على أرواح ضحايا مجزرة الكرادة.
 حضر الصلاة غبطة ابينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو وسعادة سفير الفاتيكان في العراق المطران البيرتو اورتيغا مارتن وسيادة المطران مار باسيليوس يلدو المعاون البطريركي ولفيف من الكهنة والراهبات وجمهور من المؤمنين مسيحيين ومسلمين وايزيديين وصابئة مندائيين.
 
بدأت الرتبة بالنشيد الوطني "موطني" ادته جوقة الكنيسة ثم دقيقة صمت ترحما لأرواح ضحايا مجزرة الكرادة، كما تضمنت الصلاة تراتيل ومزامير وقراءات من الكتاب المقدس وطلبات وتضرعات وصلاة تأملية للسيدة وجدان القس الياس. وأشعل العديد من الحضور الشموع امام مذبح الكنيسة معبرين عن حزنهم الشديد لهذه النكبة التي تعد بمثابة إبادة.
 
وقد القى غبطة ابينا البطريرك ساكو كلمة مؤثرة اليكم نصها:

ايتها الاخوات، أيها الاخوة،
لصلاتنا هذا المساء جَانبٌ روحيٌّ، ومعنويٌّ، ووطنيٌّ امام هَولِ فاجعَةِ الكرادة. صلاتُنا تأتي لتنضمًّ الى صلاةِ الملايين من المسلمين للتعبيرِ عن الصدمة والحزن والتلاحم الوقوف الى جانب العائلات المنكوبة، وترحماً على أرواح الضحايا الأبرياء وطلباً لنعمة الشفاء للجرحى.
اننا نشجب بشدة هذه الأفعال الوحشيّة التي طالت أناساً أبرياءَ كانوا يستعدون للاحتفالِ بعيدِ الفطر، فحوَّلت العيدَ الى حدادٍ وطنيٍّ.
الإرهابُ لا علاقة له بالدين، انما قد يرتبط بسياساتٍ تسوِّغ قتل المسلمين والمسيحيين والصابئة والايزيديين، باسم الدين، باعتبارهم مرتدين أو كفاراً. هذه الجرائم استخفافٌ واضحٌ بالقِيَم الدينيّة وبحياةِ الناس التي هي هبةٌ من الخالق. لذا يجب ان يَفهم كلُّ من يقتلُ الأبرياء انه سيذهب الى جهنم وليس الى الجنة. هذه كذبة كبيرة وغسلٌ للأدمغة.
 في الإسلام، الله رحمن ورحيم وفي المسيحية هذه سنة الرحمة. لذلك ينبغي ان ننتقل من ظاهرة البربرية – الوحشية – إلى ثقافة الرّحمة – الانسنة، فنرحم بعضُنا بعضًا حتى يرحمنا الله.
إن مناهضةَ التطرف والكراهية والارهاب لا تكون إلا بنبذ هذا الفكر الفتّاك، وببناءِ قيم الاعتدال والتسامح والمغفرة والاحترام والاخوة والوحدة.
 
صلاتنا هذا المساء صرخة إنسانيّة ووطنيّة لاستخلاص الدروس من هذه النكبة وإيجاد حلول فعالة ودائمة. لو كانت الدولة متماسكة والسياسيون فريقاً واحداً لما تمكنت داعش وغيرُها من ارتكاب هذه الكبائر، والعبث بأمن العراق واستقراره وسلب حياة الاف الأبرياء وتهجير الملايين وتدمّير النسيج الوطني والعيش المشترك.
من هذا المنطلق ندعو الجميع الى ان يتحملوا المسؤولية كاملة لتتحول مجزرة الكرادة، الى وقفة جماعيّة لتحقيق السلام والاستقرار وتوفير الخدمات العامة، وخلق فرص عمل، والقضاء على المحاصصة الطائفية والفساد والإرهاب.
اللهم استجب دعاءنا. عاش العراق.