قناة عشتار الفضائية
 

البطريرك يازجي: آن للعالم أن يستفيق ويحفظ ما تبقى من سلام في الشرق

 

عشتارتيفي كوم- أبونا/

 

في إطار زيارته الكنسية إلى بولندا، قال بطريرك أنطاكية للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي: "نحن هنا لننقل آلام إنسان المشرق. منذ أكثر من خمس سنوات، وما يحصل في سوريا وفي الشرق عمومًا هو تزييف لماضي وصورة ذاك الشرق الذي منه يخرج النور. ومنذ خمس سنوات وكنيسة أنطاكية كما غيرها تدفع ضريبة غالية لما يجري".

أضاف: "آن للعالم أن يستفيق من سباته ويحفظ ما تبقى من سلام في أرض المشرق. منذ خمس سنوات ونحن كمسيحيين ندفع من أرواح أبنائنا ومن حياتهم ضريبة الدم في ساحات الحرب. لقد رأينا من الفظائع ما لم تره عين. ومع ذلك فإن قوةً في هذه الدنيا لن تنتزعنا من أرضنا ولن تنتزع من فكرنا يومًا أننا كمسيحيين قطعةٌ من قلب تلك الأرض وهي منا القلب والكيان. قاسينا ونقاسي إلى يومنا التهجير والتشريد الحصار الاقتصادي الخانق وهز سيادة الدول والتكفير والإرهاب والعنف والدمار والخطف والقتل وهدم المعالم الدينية والحضارية وسط تفرج العالم وتغنيه بشعارات زائفة".

تابع غبطته: "ما يجري في الشرق هو إرهاب مستثمَر بكافة الطرق. ما يجري هو تطرف بدأت نتائجه تظهر إلى العيان في كل بقاع العالم. ما يجري هو استثمار لمحاربة الإرهاب وسوق تصريف للسلاح بكل أنواعه. ورسالتنا اليوم إلى العالم كله أوقفوا سرطان الفتنة والتكفير والإرهاب قبل أن يتفشى في العالم. نحن لسنا أقلية في بلادنا ونرفض أن نسمى أقلية لأن منطق المواطنة لا يعرف فكر الأقليات والأكثريات. وهذا الإرهاب لم يوفر لا مسجداً ولا كنيسةً ولا مؤسسات دولة ولا عمالاً ولا جيشًا ولا شيخًا ولا كاهنًا ولا مطرانًا. ولعل ملف مطراني حلب للروم الأرثوذكس والسريان الأرثوذكس بولس يازجي ويوحنا ابراهيم والآباء الكهنة المخطوفين منذ أكثر من ثلاث سنوات وسط سكوت العالم، يختزل شيئاً من معاناة كنيسة أنطاكية بكل أبنائها".

وقال: "من حق شعبنا أن يعيش بأمان، ومن حقه أيضًا أن تكون له مصالحه وسط مصالح الكبار. والأجدر بمن يرق قلبه من حكومات وغيرها ويسعى إلى استقبال المهجرين أن يسعى وبكل ومن دون كلل ولا مواربة أن يغرس السلام في المشرق. والسلام لا يكون بالتجويع والحظر التجاري والطبي وبالحصار الاقتصادي الخارجي الخانق بل في تهيئة أسس السلام والحل السياسي السلمي واعتماد الحوار سبيلاً أوحدَ للخروج من أزمة طالت".