قناة عشتار الفضائية
 

العبادي لأردوغان: لا ترتكب خطأ صدام حسين مع الكويت

 

عشتارتيفي كوم- ميدل ايست أونلاين/

 

رئيس الوزراء العراقي يحذر أنقرة من دخول الموصل عقب فشل المباحثات والصدريون يتظاهرون أمام السفارة التركية للمطالبة بخروج القوات التركية.

بغداد - فشلت المباحثات العراقية التركية التي دارت في بغداد الاثنين بعد أن تمسكت أنقرة بضرورة المشاركة في معركة الموصل وعدم سحب قواتها من العراق، الأمر الذي حمل العبادي إلى توجيه العبادي تهديد بضرب القوات التركية في حال دخولها إلى الموصل وتحذير القادة الأتراك من تكرارا خطأ صدام حسين مع الكويت، بالتزامن مع تظاهر عدد من الصدريين للمطالبة بخروج القوات التركية من العراق.

وأعرب العبادي في كلمة له خلال لقائه سفراء عدد من الدول في بغداد الاثنين عن عدم تفاؤله "بالتصريحات المتصاعدة للقيادة التركية"، وطالبا تركيا بـ"عدم التعامل بالوصاية على الدول"، مشيرا إلى أنها ستتورط في العراق إذا ما قررت الدخول عسكريا إلى الأراضي العراقية.

وشدد على أن دخول القوات التركية إلى العراق لن يكون نزهة ودعا القادة الأتراك إلى "عدم ارتكاب خطأ مميت ارتكبه صدام حسين وأدى إلى كوارث ما بعدها كوارث" في إشارة إلى دفع رئيس النظام العراقي السابق بقواته إلى الكويت عام 1990 وما نتج عنه من دمار للمنطقة.

وتأتي تصريحات العبادي عقب فشل المحادثات التي جرت في بغداد مع وفد من الخارجية التركية، وذكر المتحدث الرسمي باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، سعد الحديثي، بأن الوفد التركي الذي زار بغداد مساء الاثنين، وأكد تمسك تركيا بموقفها، بشأن الإبقاء على القوات التركية في شمال العراق والمشاركة في العمليات العسكرية لاستعادة نينوى.

وشدد الحديثي "رفض العراق مشاركة القوات التركية في معارك الموصل بأي شكل من الأشكال "، مشيرا إلى " أن العراق سيلجأ إلى القانون الدولي والمنظمات الدولية لإنهاء التجاوزات التركية على سيادته ووحدة أراضيه ".

وكان وفد حكومي تركي برئاسة نائب وزير الخارجية أوميت يالجين وصل إلى بغداد مساء اليوم ، للتباحث بشأن وجود القوات التركية في الأراضي العراقية.

كما سبقتها تصريحات للرئيس التركي رجب طيب اردوغان شدد فيها على أن قواته ستكون حاضرة في الموصل وأنها ستكون جزءا من العملية، وذلك بعد فقط ساعات على إطلاق بغداد هجوما لاستعادة ثاني مدن العراق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية منذ حزيران/يونيو 2014.

وكما حذر أردوغان الجمعة بان أنقرة ستلجأ إلى "خطة بديلة" في حال عدم إشراك الجيش التركي في الهجوم، من غير أن يكشف توضيحات حول الإجراءات التي قد يتخذها.

والأحد قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أنه قام بتوجيه القوات العسكرية العراقية المتهيئة لاقتحام مدينة الموصل باعتبار القوات التركية "عدوا" ومواجهتها في حال عرقلت تقدم القطعات العسكرية لاستعادة مدينة الموصل.

ودعا العبادي الشعب التركي بأن "لا يترك حكومته تخوض معارك في الخارج للسيطرة على الداخل لان هذه المغامرات ستؤذي تركيا".

 

الصدريون يتظاهرون

وفي الأثناء احتشد آلاف المتظاهرين اغلبهم من أنصار رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر، صباح الثلاثاء عند مبنى السفارة التركية في بغداد للمطالبة بخروج القوات التركية من العراق.

وتوافد المتظاهرون من مناطق متفرقة من البلاد تلبية لدعوة وجهها الصدر الاثنين احتجاجا على تواجد قوات تركية في شمال البلاد، تزامنا مع بدء عملية استعادة السيطرة على الموصل ثاني اكبر مدن البلاد وآخر معاقل الجهاديين.

وقال الصدر الاثنين في كلمة متلفزة "لتتوجهوا الوفا زاحفين نحو السفارة التركية لتسمعوا صوتكم وبالطرق السلمية والأدبية دون تعد عليها"، مضيفا "لتدعموا جيشكم ومجاهديكم لتحرير الموصل من الإرهابيين ومن الترسانة التركية التي تجثم على ارض المحافظة من دون احترام لأراضينا وسيادتنا".

وشدد "هبوا لنفس الموعد لتسمعوا صوتكم ولتكن عبرة لكل من يظن نفسه قادرا على احتلال العراق وأرضه".

واحتشد المتظاهرون على طريق رئيسي أمام مبنى السفارة، حاملين لافتات تندد بتواجد القوات التركية في العراق، وسط إجراءات أمنية مشددة شملت قطع طرق ونشر قوات لحماية المبنى.

وهتف المتظاهرون الذين رفعوا بمعظمهم أعلاما عراقية "كلا .. كلا للمحتل" و "كلا .. كلا اردوغان" في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.

ولكن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم رد على مختلف ردود الفعل السالف ذكرها بإعلانه الثلاثاء أن طائرات حربية تركية شاركت في العمليات التي ينفذها الجيش العراقي والتحالف الدولي في الموصل، معقل تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق.

وقال في خطاب متلفز "قواتنا الجوية شاركت في العمليات الجوية التي يقوم بها التحالف في الموصل" بدون إعطاء توضيحات حول نطاق أو طبيعة هذا التدخل.

وشهدت العلاقات التركية العراقية مؤخرا توترا متزايدا، إذ تطالب بغداد الحكومة التركية بسحب قواتها من معسكر بعشيقة شمال العراق، الأمر الذي ترفضه أنقرة بشدة وتؤكد على ضرورة مشاركة قواتها في معركة تحرير الموصل الذي أعلن عن انطلاقها رئيس الوزراء العراقي فجر الاثنين 17 أكتوبر/تشرين الأول لتحريرها من تنظيم الدولة الإسلامية.

وتفيد وسائل الإعلام التركية أن نحو ألفي جندي تركي ينتشرون في العراق بينهم 500 في بعشيقة حيث يدربون متطوعين عراقيين سنة من اجل معركة استعادة الموصل.