قناة عشتار الفضائية
 

تحليل.. داعش سيخسر الموصل “حتما” لكنه سيخلف “مفاجأة”

 

عشتار تيفي كوم - CNN /

قبل أسبوع بدأ الهجوم المرتقب منذ فترة طويلة على الموصل، المدينة العراقية ذات الرمزية الكبيرة، حيث أعلن زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، انطلاق “الخلافة” منذ أكثر من عامين.

الموصل ليست فقط ثاني أكبر مدينة في العراق، وإنما هي مفتاح لادعاء داعش تأسيسه “خلافة حقيقية” لأول مرة منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية.

ويرى بيتر بيرغن نائب رئيس مركز أبحاث “نيو أمريكا” وأستاذ ممارسة في جامعة ولاية أريزونا، أنه لا يوجد شك بأن “داعش” سيخسر الموصل ويُرجح وقوع ذلك قبل تسلم الرئيس الأمريكي المقبل منصبه.

وأشار إلى أنه مع سقوط الموصل، سيتم نفي بقية عناصر التنظيم من العراق، ويُذكر أن التنظيم الإرهابي خسر بالفعل سلسلة من المدن الأخرى الهامة مثل بيجي والفلوجة والرمادي وتكريت. وأصبحت المحافظة على ادعاء “داعش” بترأس “خلافة” أكثر صعوبة مع فقدان التنظيم مدينة تلو الأخرى في العراق وسوريا.

ويضيف بيرغن أن داعش سلم الأحد الماضي، مدينة دابق السورية دون قتال يذكر، وهي مدينة أخرى مهمة للتنظيم لأن داعش يعتقد أن دابق هي مكان وقوع معركة فاصلة بين المسلمين والغرب والتي يؤمن أنصاره بأنها ستؤدي إلى “نصرة الإسلام وداعش”، إذ أن التنظيم حتى لقب مجلته الإنجليزية بـ”دابق” بشرف تلك النبوءة. وعوضا عن ذلك، تمثل المدينة خسارة أخرى في سلسلة الخسائر التي تكبدها التنظيم في سوريا.

ويعتقد بيرغن، وهو كاتب الإصدار الجديد: “الولايات المتحدة الجهادية: تقرير عن إرهابيي أمريكا محليين المنشأ”، أنه قبل الاحتفال، يجب إدراك أن انتصاراً في الموصل لن يحل ما تعانيه الكثير من مناطق الشرق الأوسط، وذلك لأن “داعش” ليس هو المشكلة الأساسية، إنه عرض لمشاكل أكبر وأكثر تعقيدا.

ويرى أن جزءا كبيرا من السبب في تأسس “داعش”، يعود إلى تهميش الحكومة ذات الأغلبية الشيعية في العراق والمدعومة من أمريكا، السنّة العراقيين، ونفس الشيء ينطبق أيضا على الحكومة التي يقودها الشيعة في سوريا، والذي سبب حربا وحشية استهدفت الكثير من سكانها السنّة.

ويقول المحلل الأمريكي إنه سينشأ “ابن” لداعش على الأرجح إن لم توجد تسوية سياسية حقيقية بين الشيعة والسنة في العراق وفي سوريا أيضا في وقت لاحق، لأن المليشيات السنية مثل “داعش” ستظل تزعم أنهم وحدهم من يستطيع الوقوف في وجه الحكومات الشيعية في بغداد ودمشق.

كما تخوض إيران والمملكة العربية السعودية وحلفائها من الدول الخليجية حرباً بالوكالة ممولة بشكل كبير في كل من العراق وسوريا، حيث تحظى الميليشيات المدعومة من إيران بنفوذ هائل، وإن لم يتم التوصل إلى “سلام بارد” بين الإيرانيين والسعوديين، ستستمر هذه الحرب بالوكالة التي تغذي الجماعات المتشددة المعادية للشيعة مثل “داعش”.

كما يغذي انهيار الحكم العربي في معظم أنحاء الشرق الأوسط الجماعات مثل “داعش”، لأن هذه الجماعات المسلحة تزدهر في ظل الدول الفاشلة والتي تواجه السقوط مثل العراق وليبيا وسوريا واليمن، وفق بيرغن، وهو ايضا محلل شؤون الأمن القومي في شبكة “سي ان ان” الامريكية.

وفيما وراء هذه المشاكل الكلية، يقول المحلل الأمريكي إن هناك تحديات أخرى ستعقب سقوط الموصل. إذ مع خسارة التنظيم للمدينة، لن يتم القبض على أو قتل جميع الآلاف من مقاتلي التنظيم الذين اختبأوا في المدينة، إلى أين سيذهبون؟ هل سيعود مقاتلو “داعش” الأجانب إلى أوروبا لإثارة الإرهاب هناك؟ هل سيُوزع باقي المقاتلين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط للمشاركة في المزيد من الأنشطة الإرهابية في المنطقة؟ يبدو كلا الاحتمالين مرجحاً.

ويختم بيرغن بالقول إن “سقوط الموصل يبشر بتفكيك “خلافة” داعش وهو تطور إيجابي للغاية، ولكن دعونا لا نخدع أنفسنا بأن النصر في الموصل سيكون بداية النهاية للجماعات الإرهابية السنية. للأسف، من المرجح أن تستمر ويلات التشدد السني في منطقة الشرق الأوسط لعقود”.