قناة عشتار الفضائية
 

صلاة مسكونية بمناسبة بدء تحرير الموصل وبلدات سهل نينوى في كنيسة ام المعونة الدائمة في عنكاوا

 

عشتار تيفي كوم/

ترأس غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم صلاة مسكونية بمناسبة بدء تحرير الموصل وبلدات سهل نينوى وان يعم السلام والامان في العراق مساء يوم الثلاثاء 25 تشرين الاول 2016 في كنيسة ام المعونة الدائمة في عنكاوا، بمشاركة قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث صليوا بطريرك كنيسة المشرق الاشورية في العالم وسيادة المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف رئيس أبرشية الموصل وكركوك وإقليم كوردستان للسريان الارثوذكس وسيادة المطران مار باسيليوس يلدو المعاون البطريركي للكلدان وحضور عدد كبير من الاباء الكهنة والاخوات الراهبات وعدد من المسؤولين البرلمانيين ورئيس وعدد من أعضاء الرابطة الكلدانية ومنظمات المجتمع المدني فضلاً عن جمع غفير من المؤمنين. وكان حضور فعال لوسائل الاعلام وفي مقدمتهم قناة عشتار الفضائية التي نقلت مراسيم الصلاة مباشرة. بعد تلاوة الصلوات والمزامير وقراءة فصل من انجيل يوحنا، كانت الكلمة لغبطة البطريرك ساكو وهذه نصها:

صلاتنا هذا المساء تعبير روحي ومعنوي ووطني امام عملية استعادة الموصل وبلدات سهل نينوى والمناطق العراقية الاخرى من قبضة داعش الارهابي. صلاتنا تأتي لتنضم الى صلاة الملايين من العراقيين والمتعاطفين معهم في العالم من اجل ان تسير هذه العملية المفصلية في وقت قياسي، وبأقل خسائر بشرية ومادية في صفوف قواتنا الباسلة وفي صفوف المدنيين المسالمين. امتناننا كبير لجميع الرجال الشجعان في القوات المسلحة العراقية والبيشمركة والحشد الشعبي والوطني الذين جاءوا من كل أنحاء العراق، مسلمين ومسيحيين وعربا وكردا وتركمانا وشبكا وايزيديين. وإننا نعبر لهم عن شكرنا ودعمنا. كما أننا نعبر عن تضامننا مع كل عائلة عراقية فقدت أحد اعزائها، ونصلي من أجل عودة المفقودين والمختطفين والمهجرين.

 صلاتنا هذا المساء صرخة إنسانية ووطنية نوجهها من الى كلّ عراقي ليختار بصدق طريق المحبة والاخوة والسلام. في نيتي اعلان سنة 2017 سنة للسلام في العراق لإقامة صلوات مشتركة وتنظيم حوارات وورشات عمل ونشاطات متنوعة من اجل إشاعة ثقافة السلام والعيش المشترك. نأمل ان تكون عملية استعادة الموصل وبلدات سهل نينوى التي وحدت العراقيين دافعا قويا الى المصالحة الوطنية الصادقة والاتفاق على النقاط المشترك في سبيل تحقيق الاستقرار، وإعادة بناء ما دمرّ. على أعيان الموصل وبلدات سهل نينوى وحكمائها من النخب الفكرية والاجتماعية والسياسية والدينية تشكيل لجنة عليا مشتركة للتفكير الجاد والمسؤول في رسم مستقبل المحافظة ما بعد داعش، ومناقشته مع الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم وتحقيق حياة أفضل لأبناء المحافظة.

 نحن المسيحيون جزء اصيل ومهم من النسيج العراقي اننا نعتز بعراقيتنا ومسيحيتنا وهي ثاني أكبر الديانات فيها من بعد الإسلام. وان الموصل سكنها مسيحيون موصليون عريقون قبل مجي الإسلام وبقوا فيها وتعايشوا معهم جنبا الى جنب وأعطوا لمدينتهم الكثير، ولا يمكن شطب وجودهم وتاريخهم. وان المدينة محاطة بسلسلة من بلدات مسيحية بالكامل وهي اليوم خالية تماماً من سكانها المسيحيين الذين هجروا قسراً من قبل داعش وتعرضوا الى سرقة حتى مستمسكاتهم الثبوتية. ان المسيحيين العراقيين يحتاجون الى الاحتضان وصيانة حقوقهم وحرياتهم وضمان حمايتهم بالأفعال وليس بالخطابات لإبقائهم على ارضهم وعدم دفعهم الى الهجرة. لابد من التعاطي معهم ومع المكونات الأخرى بواقعية وحزم وإيجاد مخرج سليم ودائم لوضعهم، وهذا يصب في المصلحة العامة نظراً الى كفاءتهم واخلاصهم ونزاهتهم وانفتاحهم.

  بعد كل هذه التجارب المريرة، لقد حان الوقت ليتعلم العراقيون الدرس وان يفكروا ببناء دولة تقوم على أسس ومبادئ صحيحة، دولة مواطنة، تحافظ على حقوق المواطنين وحريتهم وكرامتهم، دولة تحميهم بغض النظر عن انتماءاتهم القومية والفكرية والدينية، دولة تطبق القانون والدستور. دولة تحترم الدين لأنه يبني الاخلاق ولا تسعى لتسيسه وتشويهه لأغراضها.. ان الدين يعرض ولا يفرض، لا اكراه في الدين، أتمنى ان يفهم ذلك جيدا أعضاء مجلس النواب العراقي، دولة هي هوية المواطنين ومظلتهم الجامعة، دولة يفتخر مواطنوها بانتمائهم الى ترابها وتراثها وتاريخها وفضاءاتها الجميلة، ويعبرون عن سعادتهم في البقاء فيها ولا يريدون استبدالها أبدا .. هذه لحظة تاريخية مصيرية لا ينبغي تفويتها .. وعلى الرغم من المحنة القاسية التي نعيشها، نبقى متمسكين بالأمل بمستقبل أفضل. من اجل كل هذه النيات نرفع صلاتنا هذا المساء وسنستمر في الصلاة الى النهاية السعيدة.