قناة عشتار الفضائية
 

سلسة مواعظ احاد واعياد السنة الطقسية الكلدانية، زمن البشارات، الاحد الثاني: البشارة الى مريم

 

عشتار تيفي كوم - اعلام البطريركية/

البطريرك لويس روفائيل ساكو

القراءات
الاولى من سفر العدد (22: 20-35) تروي بأسلوب تصويري قصة بلعام، وهو شخص وثني (اسمه يعني الذي يلعن الشعب)، لكنه يبارك شعب الله وينجذب اليه. تريد القصة ان تعلمنا ان الدين علاقة ومعاملة وانفتاح على علامات حضور الله، وان اي موقف يتعارض مع ارادته يُعدُّ خطيئة وان لا شيء بإمكانه ان يحول دون إنجاز تصميمه. لنتذكر هروب يونان النبي من تلبية نداء الله وكيف اعاده الى رسالته!
والثانية من الرسالة الى كولسي (4: 2-5) تدعو الى الصلاة:” واظِبوا على الصَّلاة، ساهِرينَ فيها وشاكِرين"4/2). واعتماد الحكمة في اتخاذ مواقفنا وأحكامنا: " تَصَرَّفوا بِحِكمَةٍ" (4/5). والمزمور 118/ 43-44 يقدم لنا صلاة بديعة يمكننا ان نصليها باستمرار: “لا تَنزعْ مِن فَمي كَلِمَةَ الحَقّ فإِنِّي رَجَوتُ أَحْكامَكَ. سأَحفَظُ شَريعَتَكَ في كُلِّ حين مَدى الدَّهرِ وللأبد". هذه هي الأمانة – البرّ.
والثالثة من انجيل لوقا (1: 26-37) تروي بأسلوب غني ومشوق خبر البشارة الى مريم.
اسمها مريم، نفسُ اسمِ أُخت موسى وهارون، ويعني “المختارة -المصطفاة“. ومن مِنَّا ليس مختاراً؟ فولادتُنا تصميم ألهى، وليست من باب الصدفة: "قبلما صورتك في البطن دعوتك (ارميا 1/5). والمزمور 119)، “يداك يا رب صنعتاني وثبتاني، أفهمني فأتعلم وصاياك" (119-73).
مريم كانت تعيش مع يوسف قرينِها في الناصرة، القرية البسيطة! "أمن الناصرة يخرج شيء صالح" (يوحنا 1/46). اذاً منطق الله غير منطق البشر. الفقير غني، والغني فقير كما في مثل لعازر الفقير والغني (لوقا 16/19-31). ان الأهم في عينيّ الله هو الانسان المؤمن والمصلي والمتواضع والمنفتح، يباركه ويرقّيه، وليس الانسان المنغلق على ماله الوفير والجاه والشهرة والشهادات!
 أرسل الملاك. جبرائيل (قوة الله)، أي لا مسافة ولا مكان يقفان امام قدرة الله. المفاجأة: " السلام لك ايتها الممتلئة نعمة"، أي انها مختارة -مدعوة “. مباركة انت بين النساء. ان الله اعطاها كرامة، فالمرأة صورة الله مثل الرجل، وها هو يُعيد اليها الكرامة التي سلبها منها المجتمع والدين -الشريعة! وان المسيح نفسه تجاوز هذه القيود مع المرأة بتعليمه ومواقفه، اذكر على سبيل المثال حواره مع المرأة السامرية (يوحنا فصل 4) والمرأة الخاطئة (يوحنا 8/1-11).
الاضطراب والخوف أمر طبيعي في الترائيات. فنحن فقراء امام غنى الله وقدرته الفائقة، وامام جسامة الرسالة الملقاة على عاتقنا (لنطالع دعوة موسى، اشعيا)
السؤال: كيف يكون هذا؟ هذا السؤال الذي طرحته مريم ليس لعدم ثقتها بالله، بل لرغبتها في فهم أكبر من اجل التزام مطلق.
الملاك: لا تخافي يا مريم لأنك وجدت نعمة لدى الله؟ وما هي هذه النعمة: ها أنك تحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع وابن العلي يدعى. كلّ ولادة جسدية أو روحية نعمة من الله؟ وأما ولدنا في المعمودية أبناء له؟
 هذا الامر يتم بقوة الروح القدس. امام هذا الشرح تكتفي مريم بطرح الاسئلة؟ فالطفل الذي تحمله قدوس، ويجب تصديق كلمة الله. وانصرف الملاك.
 يجب ان ندرك ان تجاوب الانسان مع الله بسخاء لا يخلو من الصعوبات (لنطالع دعوة إبراهيم وموسى)، لكن نعمة الله الفائضة سترافقه وتسنده.
 مريم تقبل مشيئة الله وترغب في ان يتم ذلك: ها انا خادمة للرب، فليكن لي كقولك. هذا هو جواب المؤمن الحقيقي في التعبير عن تسليم الذات تسليماً كاملاً للرب ليكون تحت تصرفه بطريقة حرّة ومسؤولة. وكما دخلت مريم في حلقة تسبيح الله. نفسي تعظم… هكذا المؤمن ينبغي ان ينضم الى رفع الحمد لله والشكران في الكنيسة ومع الكنيسة.


عيد مبارك لكل من اسمها مريم، مي، مريوما، ميري