قناة عشتار الفضائية
 

موعظة الاحد الرابع: البشارة الى يوسف

 

عشتار تيفي كوم - اعلام البطريركية/

البطريرك لويس روفائيل ساكو

القراءات
الأولى: من سفر التكوين (24: 50 – 60) تنقل خبر زواج اسحق من رفقة، زواج يقوم على الأمانة والالتزام بتصميم الرب.
والثانية: من الرسالة إلى اهل أفسس (5: 5 – 17) تطلب من المسيحي ان يتخلى عن عاداته القديمة ويسير في نور المسيح.
والثالثة: من إنجيل متى (1: 18 – 25) تروي موقف يوسف من حبل مريم الغير الطبيعي.

اليوم نتأمل في البشارة الى شخص مغمور هو يوسف (الله يزيد)، انسان نجّار من عامة الناس،
     انجيل يوسف يُعلمنا كيف نُواجه مشاكلَنا بهدوءٍ وحكمة، بدل المزاجيّة والعُجالة التي يتبعها الندم، ولاتَ ساعةَ مندمٍ! يوسف في عمق حيرته ومصيبته يُصلي ويُفكر ويَبحث عن سبيلٍ مناسبٍ يحُافظ فيه على حياةِ مريم والجنين! "وكان يُوسُفُ زَوجُها باراًّ، فَلَمْ يُرِدْ أَن يَشهَرَ أَمْرَها، فعزَمَ على أَن يُطلِّقَها سِرّاً" (متى19)، هذه دعوة لكي نتعلم من ان المحبّة تستر خطايا كثيرة…
     يوسف يتجاوز الاحكام النمطية وعرف مجتمعه المطالب بغسل العار، اي بقتل المرأة بدم بارد وتبرير الرجل لانه ذكر. يوسف يبحث عن قرار سليم يتماشى مع تصميم الله ومع ضميره، لانه مؤمن بان الحياة هبةٌ من الله، وهو صاحبُها. وهذا كان موقف يسوع ايضاً من المرأة الخاطئة (يوحنا 8/1-11). نظرتُه اليها نظرةُ رحمةٍ محررة وليس نظرةٌ قاتلة.
خروج يوسف من المحنة نتيجةٌ لتدخل السماء. لا تخف ان تأخذ مريم امرأتك، مما يؤكد ان الله يُرشد الذين يصلون ويُفَكِّرون بعناية وحكمة لاتخاذ القرار الصحيح.
      يوسف، علامة مضيئة في تاريخ الخلاص، انه يواصل صلته بالعذراء مريم، ويتحمل مسؤولية البشارة – الحبل – والولادة كاملةً ومهما كان الثمن: "لا تخف ان تأخذ مريم امرأتك" وبتصرفه المسؤول والحكيم، ينال صفة: الصديق! حياةُ المؤمن سعيٌ دائمٌ ومسيرة ٌ ايمانيةٌ لا تتوقف.
يوسف مثال واقعيٌ لنا كي نضع حياتَنا وحياةَ عائلتنا بين يدي الله الذي يقود تاريخَنا، فلنثق به.
 
عيد مبارك لكل من اسمه يوسف، وجوزيف وجوزفين وجوزا وجو وجوبي.