قناة عشتار الفضائية
 

الواقع الافتراضي.. آلة الزمان والمكان صارت حقيقة

 

التكنولوجيا الجديدة ستجعل المشاهد جزءا من أحداث الفيلم، والناس يسافرون وهم في غرف نومهم إلى أبعد نقطة من العالم.

عشتارتيفي كوم- العرب/

 

العرب- نُشر في 2017/01/27، العدد: 10525، ص(1)

لندن - عندما يذهب الناس لمشاهدة فيلم ثلاثي الأبعاد في السينما اليوم، فإنهم يشعرون بتأثير ثورة التكنولوجيا التي جعلتهم يشاهدون شخوص الفيلم وكأنهم يعايشونهم.

لكن من الآن فصاعدا سيكون بمقدورهم القيام بمعايشة واقعية لكل أحداث الفيلم عبر تطبيقات الواقع الافتراضي.

وفي إحدى الزوايا في شوارع منطقة نوتينغ هيل غيت في غرب لندن، يجلس أناس متجاورين وقد غطوا أنصاف وجوههم بنظارات عملاقة يحدقون فيها، ومن حين إلى آخر تصدر عنهم صيحات تعبر عن دهشة كبيرة.

وتنقل تلك النظارات مرتديها، الذين توافدوا على مكتب تجريب نظارات الواقع الافتراضي مقابل 20 جنيها إسترلينيا، إلى عالم آخر يصبحون جزءا منه، حتى لو كان على بعد الآلاف من الأميال.

ويقول روي تيلور، نائب مدير شركة “إيه إم دي” المصنعة لأجهزة الواقع الافتراضي، إن “الواقع الافتراضي يحدث بمعدل متسارع وبطاقة لا يمكن تخيلها”.

وأضاف “الجامعات تنفق الملايين من الدولارات للاستثمار فيه. هذا سيقوم بتغيير كل شيء في حياتنا”.

وسيحول الواقع الافتراضي الإنترنت من منصة عصرية للتواصل الاجتماعي إلى منصة حديثة للمعايشة المشتركة. ويراقب الناس حاليا مغامرات بعضهم بعضا من خلال الصور والنصوص التي يتبادلونها عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى الواقع الافتراضي الذي سيمكنهم من مشاركة تجارب أكثر إثارة، كمعايشة السفر المشترك في أماكن بعيدة حول العالم أو عوالم غريبة مخترعة أو على كواكب أخرى.

وتوفير المعايشة المشتركة التي سيقدمها الواقع الافتراضي ستغير من الطبائع البشرية الاجتماعية وقد تغير المجتمعات مع مرور الوقت، وستكون لها تداعيات لا يمكن التنبؤ بجميعها مسبقا، لكن المؤكد أنها ستنتج أنماط علاقات بشرية جديدة لم تكن متوفرة أو ممكنة أو حتى مسموحا بها في السابق.

وأكبر الرابحين من تكنولوجيا الواقع الافتراضي هو التعليم. وبدلا من قراءة نصوص أو مشاهدة أشرطة مصورة تظهر جسم الإنسان، سيتمكن الطالب من خلال الواقع الافتراضي من السفر عبر جسم الإنسان ومعاينة أعضائه.

وسيوفر الواقع الافتراضي إمكانية عقد اجتماعات والعمل المشترك بين عاملين تفصلهم مسافات شاسعة وكأنهم يجلسون على نفس الطاولة أو في نفس المكتب، وغالبا ما سيتم الاستغناء عن تقنيات الاتصال التي مكنت العاملين في الشركات من التواصل مع زملائهم في السابق عبر البحار من دون الحاجة إلى السفر الطويل الشاق والمكلف.

كما سيثري التفاعل الترفيهي من خلال الواقع الافتراضي حياة الناس ويخلق فرص عمل جديدة لم نكن نتخيلها من قبل. وسيشعر عشاق كرة القدم أو الملاكمة وكأنهم يجلسون هناك على بعد خطوات من المتنافسين.

ويقول جون هيرش، الشريك في شركة زيبر للتكنولوجيا “مازلت رجل أعمال بطبيعتي، لكن عندما شاهدت الواقع الافتراضي، هذا الشيء سيصبح كبيرا جدا في يوم من الأيام”.

ويقول جوناثان مارغوليس، الكاتب المتخصص في التكنولوجيا في صحيفة فاينانشيال تايمز، “شاهدت فيلما تعليميا استغرق إعداده ستة أشهر، وعكف عليه أعضاء فريق التكنولوجيا الذين صمموا فيلم أفاتار. كان الفيلم يتحدث عن رحلة طيران للأخوان رايت فوق ولاية شمال كارولاينا عام 1903″.

وأضاف “المشهد كان أكثر من افتراضي، كان واقعا فعلا. رغم أنني كنت واقفا في غرفة ضيقة ومظلمة في لوس أنجلس، شعرت أنني فعليا على شاطئ في شمال كارولاينا عام 1903″.