قناة عشتار الفضائية
 

موعظة الأحد الخامس من الدنح: مع يسوع ولدت إنسانية جديدة

 

عشتار تيفي كوم - اعلام البطريركية/

البطريرك لويس ساكو

القراءات
الأولى من سفر تثنية الاشتراع (8: 9 – 22) تحذر من مغبة السقوط في الشر.
والثانية من الرسالة إلى العبرانيين (6: 9 – 13) تظهر صدق الله في وعوده.
والثالثة من إنجيل يوحنا (3: 1 – 21) تنقل حوار يسوع مع نيقوديموس حول الولادة الجديدة.

نيقوديموس، فقيه، أي متخصص في علوم الدين. وعضو في السنهدريم.. وينتمي إلى فريق الفريسيين المتشددين،
يشير الإنجيلي يوحنا إلى أن نيقوديمس أتى إلى يسوع " ليلا"، وعلى الأرجح خشيةً من اليهود وحفاظاً على مكانته ومنصبه! وهذه تعدّ نقطة سلبية له، فمن يؤمن بيسوع لا ينبغي أن يخاف، بل عليه أن يجاهر بإيمانه كما فعل المولود اعمى " أنا هو، انه شفاني (يوحنا 9/10) ويعود يتكرر المشهد في دفن جثمان يسوع (يوحنا 19/37-39).
يسوع يستقبل نيقوديمس، وينفتح عليه كما فعل مع جميع المقبلين إليه. نيقوديموس يخاطبه: "يا معلم، نعلم أنك أتيت من الله معلما.. وليس بمقدور أحد أن يعمل الآيات التي أنت تعملها إن لم يكن من الله.."(2-3) نيقوديموس يشعر بمكانة يسوع الفريدة، ويعبر عن إعجابه، لكنه يخاف أن يخطو خطوة شجاعة في إعلان تلمذته، حفاظا على مكانته تماما كما فعل الشاب الغني الذي ذهب حزينا (لوقا 18/18-13). من يؤمن لا يخاف من السير إلى العمق والحياة سلسة خسارات وربح!!
يسوع يسير مع نيقوديمس نحو شرح خطوات “الولادة جديدة"، أما هو فبقي يفكر بالمعنى الجسدي للولادة مثلما فكرت المرأة السامرية بالماء الطبيعي (يوحنا فصل 4)، بينما يسوع يتطرق إلى المعنى الروحي: قبول العهد الجديد والدخول في منطقه" " المولود من الجسد هو جسدي والمولود من الروح هو روحي" لذا لابد من الولادة من فوق" من الماء والروح".. لابد من التطابق الحقيقي! مع يسوع ولدت إنسانية جديدة.
صعب أن يخرج الإنسان من المفاهيم الموروثة وأحكامها لان التجديد متطلب ومتعب! والتجديد عبور متواصل. بينما التقليد الموروث تكرار دائم. ولا يحتاج إلى جهد، تكرار لنفس الكلمات والحركات!
يسوع يؤنب نيقوديمس: أنت معلم إسرائيل لا تفهم" لان الذي يعمل بالحق يقبل إلى النور" (3/21).
يسوع يذكرنا بأشياء جوهرية في حياتنا. انه يذكرنا بأن الإيمان ثورة حبّ تتخطى كل شيء وتضحي بكل شيء، لذا لا تكفي ممارسة طقوس وشعائر من دون الدخول إلى جوهرها ليساعدنا على الحضور الحق والتأثير على واقعنا الخاص.
ثمة فرق كبير بين الشكليات والعمق، وبين الممارسات السطحية والحب، يسوع ثائر قلب المفاهيم وهزّ مستغلي الدين ومستلبي قيمه فدفع ثمن ذلك بموته، لكن الله رفعه وأقامه ومجده". وحسب التلميذ أن يكون مثل معلمه " (متى 10/25)، الرجاء يعني أن نعيش في الانتظار!