قناة عشتار الفضائية
 

علماء يشغّلون أول شمس اصطناعية في العالم

 

عشتارتيفي كوم- إيلاف/

 

عبدالإله مجيد من لندن:  انجز علماء المان بناء اكبر شمس اصطناعية في العالم يأملون في استخدامها لانتاج وقود نظيف بيئياً.

وتتألف الشمس الاصطناعية التي بدأ تشغيلها في مركز الطيران والفضاء الالماني قرب مدينة كولون من 149 مصباحاً قوياً من مصابيح القوس القصير التي تُستخدم في السينما وتنتج ضوءا يزيد 10 آلاف مرة على شدة ضوء الشمس الطبيعي في الكرة الأرضية.

ويقول الباحثون ان الهدف من تجربة الشمس الاصطناعية هو استخدام الضوء القوي لانتاج محروقات شمسية بينها الهيدروجين يعتقدون انها ستكون مصادر طاقة متجددة في المستقبل.

وحين توجَّه جميع المصابيح لتركيز الضوء على بقعة واحدة فان الشمس الاصطناعية تكون قادرة على توليد درجات حرارة تصل الى 3500 درجة مئوية أو ما يزيد نحو ثلاث مرات على حرارة فرن الصهر في معامل الحديد والصلب.

وقال البروفيسور برنارد هوفشمدت مدير الابحاث في مركز الطيران والفضاء الالماني حيث تُحفظ الشمس في غرفة خاصة ان من يدخل الغرفة حين تكون المصابيح مفتوحة سيحترق فوراً.

ويستخدم الباحثون الذين يطورون الجيل المقبل من تكنولوجيات الطاقة المتجددة هذه الحرارة الفائقة لانتاج انواع مختلفة من الوقود. وهي لا تعتمد على الظروف المناخية.

وهناك الآن محطات طاقة شمسية تستخدم المرايا لتركيز اشعة الشمس على الماء وهي تعمل باستخدام هذه الحرارة لتحويل الماء الى بخار يدير مولدات كهربائية.

وتدرس تجربة "سينلايت" Synlight كما سُميت الشمس الاصطناعية امكانية استخدام طريقة مماثلة لتشغيل مفاعل يستخرج الهيدروجين من بخار الماء ثم استخدامه مصدر وقود للطائرات والسيارات.

وتستهلك الشمس الاصطناعية الالمانية الآن كمية كبيرة من الطاقة. فان عملها لمدة اربع ساعات يستهلك من الكهرباء ما تستهلكه عائلة من اربعة افراد خلال عام. ولكن العلماء يأملون في استخدام اشعة الشمس في المستقبل لانتاج الهيدروجين بطريقة نظيفة من الكاربون.

واوضح هوفشمدت قائلا "سنحتاج الى مليارات الأطنان من الهيدروجين لتشغيل طائرات وسيارات بوقود خال من ثاني اوكسيد الكاربون". واضاف "ان التغير المناخي يتسارع ولهذا علينا أن نسرع بالابتكار".

وأكد وزير البيئة الالماني يوهانز ريميل ان توسيع تكنولوجيا الطاقة المتاحة اليوم ضروري لبلوغ اهداف الطاقة المتجددة.

واضاف ان الانتقال الطاقي سيتعثر من دون استثمارات في البحوث التجديدية بتكنولوجيات حديثة ومشاريع عالمية مثل الشمس الاصطناعية "سينلايت".

ويعتبر الهيدروجين وقود المستقبل لأنه يحترق من دون انتاج ثاني اوكسيد الكاربون، كما يقول العلماء.